تويتر الحريري…فخامة الحكيم وحلم قهوجي

كان لافتاً ما أورده رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري خلال مناوراته على موقع "تويتر" مع معجبيه وأنصاره, عن نية "تيار المستقبل" وقوى" 14 آذار", في حال فوزهم بالأكثرية النيابية في إنتخابات العام ,2013 بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لرئاسة الجمهورية, كاشفاً بذلك عن ورقة سياسية حامية ستكون حافزاً لمعركة كسر عظم, بعد أن قوضت جماعة" 8 آذار" ما كان يسمى العيش المشترك والوحدة الوطنية عندما تجرأت على تشكيل حكومة من صنف واحد وخيراً فعلت. لماذا خيراً فعلت؟ لأنها وبكل بساطة قدمت هدية على طبق من ألماس لمنافسيها في" 14 آذار" وفتحت باب التفرد الأكثري أمام أي منتصر في إنتخابات نيابية, وأقفلت الباب أمام أي تسوية إقليمية مستقبلية "محرجة".

في 24(نوفمبر) عام ,1998 أضيف في لبنان إلى قائمة الأعراف السياسية "السخيفة" عرف جديد, حيث تم إنتخاب قائد الجيش حينها العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية, رئيساً توافقياً, كون منصب قائد الجيش هو منصب حيادي ويقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين – هكذا أرادوا ويريدون إفهامنا – لكن الحقيقية أن لحود تلقى هدية سورية بإمتياز مكافأة له على خدماته الجليلة أثناء قيادته للجيش, أبرزها مشاركته مع القوات السورية عام 1990 بإقصاء "المتمرد" العماد ميشال عون من قصر بعبدا.
وفي 25 مايو عام ,2008 إنبثق عن "إتفاق الدوحة" تعيين عفواً إنتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية, بسيناريو مشابه لسيناريو لحود, فخذل حينها قادة" 14 آذار" جمهورهم مجدداً, ولم يستخدموا أكثريتهم النيابية في فرض رأي الشارع الذي انتخبهم وجعل منهم زعماء, ولم يعمدوا إلى إنتخاب رئيس من رحم ثورة الأرز, لأسباب إقليمية مع الأسف الشديد.

في 25 مايو عام 2014 ستنتهي ولاية الرئيس ميشال سليمان, وسيتم انتخاب رئيس جديد للبلاد, ولكن هذه المرة, سيكسر العرف السائد بانتخاب قائد الجيش كرئيس توافقي بعد أن أطلق الحريري قنبلة "تويترية"من العيار الثقيل, معلناً "الحكيم" سمير جعجع رئيساً في حال! كسبت قوى" 14 آذار" أكثرية انتخابات عام ,2013 ليقضي بذلك على حلم قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي بتولي كرسي الرئاسة الأولى, اللهم إلا إذا انضم العماد قهوجي إلى فريق" 14 آذار" وتخلص من العقدة السورية بعد سقوط نظام الأسد الوشيك.  

السابق
احتمالات الحرب الأهلية في العراق!!
التالي
سورية وحماية المراقبين