اوباما: أهو الشخص الذي أتى للترفيه؟

 ان سنة المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة هي سنة السخافة. فهي سنة لا يجوز فيها ان تُتناول بجدية أية فكرة أو أي اقتراح سياسي أو اقتصادي. وهي سنة يأتي الى اللقاءات السياسية فيها المؤيدون فقط. ويبقى الآخرون في البيوت يتناولون شؤونا بناءة وينتظرون الى ما بعد الانتخابات كي يسمعوا آخر الامر شيئا ذا موضوع.
لا يعني هذا انه لم يكن من اللذيذ ان نسمع عن حيرة ماليا اوباما فيما يتعلق بسؤال أي تنورة سيكون من الصواب لبسها في حفل بلوغ صديقتها اليهودية في الفصل الدراسي. وأعترف ايضا بأن تفسير الرئيس لصلاة الاسبوع من الكتاب المقدس لم تتركني غير مكترث. لكن هذه اشياء كلاسيكية للشخص الذي أتى ليُرفه لا ليقول. واذا كان مع كل ذلك قد أتى ليقول شيئا ما فقد كانت له منافسة واضحة تتعدى شيئا ما الذوق الحسن في شأن من هو الجيد لاسرائيل في حق الحق. يُخيل إلي انه كان سيكون مقنعا أكثر لو اختير لذلك نغمة أدنى شيئا ما. وذلك خاصة لأن الكلام صحيح ويتحدث من تلقاء نفسه بقدر كبير.
راحة مشاهدين. لا انتقاد. ولا دعاوى. ولا مطالب. وكأن الواقع دُفع الى الوراء الى خارج باب الدخول في عشرات الدقائق التي راود فيها ناسا جاؤوا – أو فريق منهم في الأقل – ليسمعوا منه ماذا يقول عن الشرق الاوسط في اليوم الذي يترك فيه العراق. كانت هناك بسمة واحدة طويلة وجهد حبيب ليُبين لمجموعة اليهود الليبراليين الحبيبين هؤلاء أنه واحد منهم ببساطة. وقد شهد الشيب الذي وخطه فقط بأن هذه ليست خطبة انتخابات اخرى يتلوها المرشح براك اوباما قبل ثلاث سنين أو اربع حينما كان كل شيء مفتوحا وحينما لم يطلب أحد منه أكثر من الكلام.
الحقيقة يا سيدي الرئيس ان الحديث في أواخر 2011 عن حل الدولتين غير مؤثر في الحقيقة. واذا كان هذا كل ما عندك تقوله في الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، من غير ان تقترح أية فكرة ترسم الطريق للتوصل الى هذا الحل، فوفر عناءك ووفر عناء الآلاف الذين جاؤوا للاستماع منك بدل ان تنهي استعداداتهم للسبت.
هل تشاهد التلفاز؟ هل تقرأ الصحف؟ هل تتابع ما يجري في اسرائيل؟ هل تعلم كم يضايق جمهور مستمعيك الاصلاحيين ما يحدث اليوم في شوارعها؟ هل تخشى ان تقول شيئا ما بعد النقد الذي تلقته هيلاري كلينتون؟ هل طلبوا اليك ألا تقول أي شيء يتعرض للانتقاد؟ لا في الشأن السياسي ولا في الشؤون الاجتماعية ولا في مجادلتك لحكومة اسرائيل؟ دع اذا حيرة ماليا في استعدادها لحفل رفاقها ورفيقاتها في الفصل الدراسي. ان اولئك الذين أعلموك ان عددا من أفضل اصدقائها يهود لم يصبحوا في نظرنا مؤيدين لنا.
كل من ينافسك في رئاسة الولايات المتحدة يستحق هذا أقل منك كثيرا. ان آلاف المجتمعين في يوم الجمعة الاخير سيصوتون لك حتى دون ان يعرفوا بحيرة ماليا. وهكذا ستفعل ايضا كثرة كبيرة جدا من يهود الولايات المتحدة. لكن في سنة السخافة الطويلة هذه، اذا لم تكن مستعدا لتجاوز التقليد ولتقول ما تفكر فيه فوفر من فضلك على اصدقائك حيرة المشاهدين ودعها للاصوات الطافية. 

السابق
شبيبة في خطر
التالي
كيم جونج أيل، الزعيم الكوري الشمالي، طالما شكل تهديدا على الأمن والسلم العالميين