ارضاء اسرائيل

ذات سنة وقبل وفاته بشهور كتب الاستاذ الكبير أحمد بهاء الدين مقالاً يرد فيه على اللوبي الاسرائيلي في الصحف المصرية وهم رؤساء تحرير أكبر الصحف والمجلات المصرية وتخصصوا في الهجوم على الشعب الفلسطيني وزعيمه ياسر عرفات، فقالوا مثلاً ان عرفات يأكل عند الكبابجي عند زيارته للقاهرة وان هناك أثرياء فلسطينيين يملكون المليارات.. الخ، فرد عليهم بقوله: وهل يحظر على عرفات تناول الكباب؟ وهل يحظر على الفلسطيني ان يعمل ويكد ويكون ثروات؟ وهل قدره ان يبقى فقيراً؟ وختم بقوله: يمكنكم ارضاء اسرائيل بطرق أخرى.

تذكرت العبارة الاخيرة أي ارضاء اسرائيل وأنا أتابع السباق الاهبل بين المرشحين للرئاسة الاميركية لارضاء اسرائيل، فهذا يريد نقل السفارة الى القدس وآخر يقول انه سيزور اسرائيل فور فوزه وثالث هو نيوت غينغريتش خرج بنظرية جديدة وهي ان الشعب الفلسطيني مختلق ولا وجود له. ولم يكتف بذلك بل زاد قبل يومين بقوله ان المنهاج المدرسي الفلسطيني يحرض على الارهاب وضرب مثالاً على ذلك بأن هناك كتاب رياضيات يقول اذا كان هناك 13 يهودياً وقتل منهم تسعة فكم من اليهود يبقى؟ وقام باحثون فلسطينيون واسرائيليون وأجانب بفحص المنهاج المدرسي فلم يجدوا أساساً لما قاله المرشح الجمهوري الكاذب فهو اشتهر بكذبه العائلي على نسوانه فكيف لا يكذب على الآخرين. وقبل ذلك هاجم غينغريتش «الحياة الجديدة» وزميلنا عدلي صادق على مقال كتبه قبل أكثر من تسع سنوات لا تحريض فيه ولا حامض حلو ولا شربات لكن من يوشوش ويوسوس في أذن المرشح المراهق سياسياً وجنسياً يحرف له الترجمة ويلقنه الاكاذيب ويوحي له بأن ذلك يرضي اسرائيل. مع العلم انه يمكن خدمة اسرائيل بطرق أخرى كحثها على السلام ووقف الاستيطان لان من يدعم التطرف الاسرائيلي انما يحفر قبراً لاسرائيل فيما ان من يحثها على السلام فإنه يخلق مستقبلاً وموقعاً في منظومة المنطقة والعالم. واذا أراد غينغريتش مثلاً ان يعثر على التحريض فعليه قراءة المناهج الاسرائيلية وقراءة القوانين العنصرية ومقالات وتصريحات قادة اليمين الاسرائيلي فكلها تنضح بالارهاب والكباب.  

السابق
حواجز للسلامة في كفركلا بتمويل إسباني
التالي
القاصرون ممنوعون عن الكحول