أحزان سورية

ابتسمت بيني وبين نفسي وأنا استمع يوم امس الى اعلان التوصل الى اتفاق بين النظام السوري وجامعة الدول العربية.
ليست المسألة عالقة بين ابتسامتي المخفية وبين رأي سياسي ما، لنقل ان ذكرياتي هي التي ابتسمت، اوجاعي او ربما احزاني.
فنحن في لبنان خبرنا مثل تلك الاتفاقات جيداً وعرفنا ان عدد الذين كانوا يُقتلون بعد الاتفاق على وقف القتل، يفوق عددهم خلال القتال.
من منا لا يتذكر قصة "العناصر غير المنضبطة" ومن ينسى خبرية "وقف اطلاق النار" و"جهات مجهولة" و"المنطقة الخضراء" وغير ذلك.
عادت بي الذاكرة الى العام 1969 موعد الصدام الاول بين المقاومة الفلسطينية والجيش اللبناني، ثم الى العام 1973 حين تكررت المأساة.

ثم تنقلت الذاكرة بين جولات الحرب الاهلية واتفاقات وقف النار والاتهامات المتبادلة بين اطراف القتال.
سأتحصن بشجاعتي الآن لأقول ان السوريين هم أرباب مثل هذه الاتفاقات وأرباب من اراد لها النجاح او اسقطها.
يتساوى معهم في ذلك فريق منظمة "فتح" ثم بعض الفرقاء في لبنان الذين تعلموا لاحقاً من المراوغة.
أبتسم وأنا اتخيل كيف سيضيع مراقبو جامعة الدول العربية في شوارع سوريا فلا يعرفون كيف الخروج والى اين.

هل ينبئ هذا الكلام بتشاؤم يقوم على افتراض ان الحل المرتجى للازمة السورية لم يحن اوانه بعد؟
نعم، اعتقد ذلك آسفاً وهذا يسبب لي ألماً لا يضاهي بأي شكل، احزان الأمهات على أولادهن في الأزمة السورية  

السابق
مؤتمر نقابي
التالي
الوزير بارود..