غصن: لست قلقا على الوضع الأمني

لا يبدو وزير الدفاع فايز غصن قلقا على الوضع الأمني في لبنان عموما وفي الجنوب بشكل خاص، فيحرص أمام كل من يلتقيهم على أن يقطع الشك باليقين، من خلال عناوين محددة أبرزها «أن قوات «اليونيفيل» باقية، وأن الجيش اللبناني لن يحل مكانها، وأن التنسيق مع المقاومة قائم على أعلى درجة، وأن الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها كاملة على مستوى الداخل اللبناني وأن لا خوف بالتالي على الاستقرار».
يقول غصن لـنا اننا «نعلم من يطلق الصواريخ ومن يصنعها ومن يصنع المتفجرات ومن يخل بأمن الجنوب والجنوبيين والجهة التي ينتمي إليها وهي التي لا تريد الخير أو الاستقرار في لبنان»، كاشفا «أننا توصلنا الى خيوط متقدمة من خلال التحقيقات المستمرة ونعمل عليها بجدية، لكن لا يجوز أن نكشفها للرأي العام إلا عندما تستوي».

يرى غصن أن لقوات «اليونيفيل» ترتيبات داخلية تنسقها الدول التي تشارك فيها، انطلاقا من اعتبارات سياسية واقتصادية ومالية، وبناء على هذه الاعتبارات يصار الى تقليص العدد أو زيادته»، مؤكدا أن «هذه الأمور غير مرتبطة بأي واقع سياسي أو تطورات أمنية، وما يهمنا في هذا الاطار عنوان أساسي هو أننا نحترم القرارات الدولية وفي أساسها القرار 1701، وأن الجيش اللبناني موجود بشكل كامل ومكثف، ويتعاون مع «اليونيفيل» في كل الأمور وفي مقدمها الموضوع الأمني، ونحن لن نتوانى عن القيام بكل ما من شأنه أن يجعل اليونيفيل مرتاحة بما يمكنها القيام بواجباتها كاملة».
 ويؤكد غصن أن «حلول الجيش اللبناني مكان «اليونيفيل» أمر غير مطروح، مشددا على أن «اليونيفيل» باقية، وأن كل السفراء الذين نلتقيهم، وكذلك مندوبي الأمم المتحدة، يتحدثون معنا حول التعاون الاضافي والزائد، وكيفية إعطاء هذا التعاون بعده الايجابي أكثر فأكثر، أما في ما يتعلق بالتعديلات فيعود للدول المشاركة بـ«اليونيفيل» وبالأمم المتحدة وذلك وفق برامج داخلية لا علاقة للبنان بها».
ويشدد غصن على «أن التنسيق مع المقاومة في الجنوب كامل وتام»، معتبرا «أن أداء المقاومة جيد ولا ينتقص من وجود الدولة»، مؤكدا أن لـ«المقاومة هدف أساسي هو مقاومة إسرائيل، وهي ستبقى ضمن هذا الاطار ولن تتعداه بأي شكل لتكون ضمن أي معادلة أخرى».

وعن التخوف من حرب إقليمية وشيكة، يشير وزير الدفاع الى «أن الجميع ومنذ سنوات يتخوفون من أعمال أمنية كبيرة في المنطقة، وفي كل مرة كانت تمر الخضات والتداعيات بسلام دون حصول شيء، ولا شك اننا نشهد اليوم وضعا متوترا في كل البلدان، لكن ليس من الضروري أن يصل الى حدود الانفجار الذي تخشى الناس حصوله، دون أن ننكر أن ما يجري يزعج الجميع ويرفع من منسوب القلق لدى المواطنين».
ويربط غصن التوتر القائم في لبنان بما يجري في سوريا، لافتا الانتباه الى أنه «بالرغم من كل هذه التوترات فان الأجهزة الأمنية تقوم بدورها ونحن نراقبها، وعملها يعطي النتائج المرجوة على الأرض»، مبديا «ارتياحه لتطورات الوضع في سوريا»، مؤكدا «أن المؤشرات الحالية مطمئنة وإيجابية، والمباحثات باتت أكثر جدية، فجامعة الدول العربية بدأت بالمقاطعة، ونراها اليوم تلين شيئا فشيئا، وهي باشرت بالتفاوض مع القيادة السورية، وإن شاء الله تصب هذه المفاوضات في مصلحة الجامعة العربية وسوريا وفي مصلحة الشعوب العربية كافة».

ويتطرق غصن الى التجاذبات السياسية الحاصلة، فيؤكد «أن العمل السياسي لا يكون بالتحديات وردات الفعل، إنما بالتعاطي الايجابي على كل الصعد»، داعيا جميع القيادات اللبنانية الى «أن تعرف أن الثأر والأحقاد والضغائن هي التي تخرب الأوطان، وأن الحل يكون عبر التلاقي والحوار الايجابي، وليس عبر التحريض والشحن المذهبي والطائفي».
وعن طرح «اللقاء الأرثوذكسي» في ما يتعلق بالقانون الانتخابي يقول غصن: «نحن مع كل طرح يمثل الطوائف تمثيلا حقيقيا، ويبعد المال السياسي، والآحادية السياسية، والتوتر السياسي، ونحن مع النسبية لأن النسبية تعطي الطوائف والأحزاب والأقليات حقوقها، ونرى أن كل طائفة يجب أن تنتخب نوابها بشكل فعلي، ولا يجوز أن يكون تمثيل النواب في مكان لا يعرفون فيه من انتخبهم، لذلك فاننا مع أي طرح يصب في هذا الاتجاه ويجعل التمثيل صحيحا ونسبته صحيحة مئة بالمئة». 

السابق
الحريري !!
التالي
ماذا دار بين الجميل وجنبلاط