الديار: حزب الله بعد لقاء بييتون: متمسكون بعمل اليونيفيل في الجنوب

 الديار كتبت
خرق اللقاء الماروني الموسع في بكركي «الرتابة السياسية التي بدأت تسود في البلاد مع اقتراب الاعياد المباركة، ونجح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في جمع شمل الاقطاب الموارنة للتوافق على قانون انتخابي يحفظ حقوق الموارنة خصوصا والمسيحيين عموما، رغم ان الوصول الى هذا الامر ما زال بعيدا وتعترضه الكثير من العقبات في ظل الانقسامات السياسية في البلاد بين الموارنة تحديدا وبين كل اللبنانيين كما ان الاطراف المسيحية لا يمكن ان تحسم في هذا الملف قبل بحث كل فريق مع حلفائه القانون الانتخابي وبالتالي كان مسيحيو 8 اذار وبالتحديد العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية مؤيدين للنسبية فيما الرئيس الجميل والدكتور جعجع انحازا للقانون الارثوذكسي.
واضافة الى اللقاء الماروني، كان اللافت الاجتماع بين السفير الفرنسي دانيال بييتون ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي بعد التفجير الذي تعرضت له قوات اليونيفيل في الجنوب واتهام وزير الخارجية الفرنسي جوبيه لسوريا وحزب الله بالوقوف وراء تفجير صور، وحسب المعلومات المتوافرة فإن وجهات النظر حول الملف السوري كانت متباعدة، اما فيما يتعلق بالملف اللبناني فكانت النقاشات صريحة مع تأكيد حزب الله تمسكه بدور قوات اليونيفيل وبالاستقرار في الجنوب.

اما محاور الحدث الثالث فكانت في بكركي مع استقبال البطريرك الراعي لعضو المكتب السياسي لحزب الله غالب ابو زينب موفدا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لتقديم التهاني بالاعياد وكانت مناسبة للتطرق الى الاوضاع العامة في البلاد، حيث شهد الصرح ايضا زيارة للسفيرة الاميركية كونيللي اكدت فيها للراعي حسب اوساط ديبلوماسية اميركية ان حماية الاقليات هي من مهمة المجتمع الدولي.

كيف كانت صورة الاوضاع امس بالتفاصيل
ظهر التباين والخلاف بين أعضاء اللقاء الماروني الذي اجتمع في بكركي، وعكست صورة الخلافات السياسية في البلاد نفسها على الاجتماع وتحديدا حول قانون الانتخابات، وتحفظ العماد ميشال عون وسليمان فرنجية على طرح اللقاء الارثوذكسي فيما تحفظ الرئيس امين الجميل وسمير جعجع على النسبية.
لكن الاطراف اصروا على مواصلة الاجتماع واشاعة اجواء ايجابية بعد ان انحصر النقاش حول النسبية والقانون الارثوذكسي، واستهل اللقاء بكلمة للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ثم قدم آلان عون مداخلة عن خلاصة عمل اللجنة التي شكلتها بكركي والتصور الذي اعدته عن القوانين الانتخابية التي تلائم الوضع المسيحي في لبنان.
أما الدكتور سمير جعجع فأشار الى أنه يميل الى اللقاء الارثوذكسي ويؤيده، اما العماد عون فقال انه سيتشاور مع اعضاء التيار الوطني وحلفائه فيما عارضه النائب سليمان فرنجية وقال انه يضر بالمصلحة اللبنانية، اما النائب سامي الجميل فأعلن تأييده لطرح اللقاء الارثوذكسي، «وحان الوقت لنظام جديد في ظل التغيرات في المنطقة
وابدى النائب سليمان فرنجية استياءه من تسريب مضمون مداخلته في اللقاء الى الصحافيين خارجاً عبر B-B-M كما تم تعميم ذلك عبر وسائل SMS التي وصلت الى النائب سليمان فرنجية من خلال هاتفه الخلوي وتتضمن رفضه للقانون الارثوذكسي ما أثار حفيظته وقال للمجتمعين «ارجو ألا تسرّبوا ما يحصل داخل الجلسة.

وعندها عمم إعلام فرنجية مضمون كلمته داخل الاجتماع وفيها «انه في المبدأ مع القانون الانتخابي الذي طرحه اللقاء الارثوذكسي، كون هذا القانون لا يعطي الطائفة المسيحية فقط حقها بل تأخذ كل الطوائف حقوقها فيه، كما انه يؤمن مناصفة حقيقية، ولكن يجب اجراء المزيد من الدراسات حوله من الناحية السياسية كي لا يكون له اي انعكاس على العيش المشترك او السلم الاهلي في البلد. كما سجل خلال اللقاء مشادة كلامية بين العماد عون والنائب بطرس حرب بعد ان قدم العماد عون مداخلة استهلها بالحديث عن الحريات وهدر الاموال غامزاً من قناة الرئيس فؤاد السنيورة ما دفع حرب الى الرد والقول «ان القضاء يحقق في هذه القضايا وتدخل عندها البطريرك منهياً الجدل وقال: فلنعد الى موضوعنا الاساسي.
هذا مع العلم ان اللقاء الماروني شدد في بيانه الختامي على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين كما له ميثاقية تتخطى اي اعتبارات ديموغرافية او سياسية وشدد البيان على ان التفريط بها يسبب حالة عدم استقرار للنظام اللبناني وتهديداً للاستقرار وان قيام وطن واحد هو قناعة وايمان مشترك بتلك الفكرة وليس مجرد محاصصة، محذرا من اي مس بجوهر تلك الثنائية يؤمن الوحدة الوطنية مع الاشارة الى ان النائب بطرس حرب انضم الى لجنة المتابعة.
لكن الثابت في اللقاء الماروني ان الجميع اتفقوا على انه لا يمكن البت بقانون الانتخابات دون رأي الشريك الآخر في الوطن والدخول الى تفاهم مشترك.
الى ذلك، اكدت اوساط ديبلوماسية اميركية ان زيارة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية كونيللي الى بكركي كانت جيدة، واللقاء مع البطريرك الراعي كان ايجابيا.
واكدت للبطريرك الراعي ان المجتمع الدولي هو المسؤول عن حماية الاقليات، وهذه الحماية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تحقيق العدالة والسيادة والديموقراطية واحترام الحريات. واشارت الاوساط الاميركية الى ان البطريرك الراعي كان متفهماً لوجهة نظر السفيرة الاميركية، وان اللقاء كان مثمراً وجيداً والامور تأخذ طريقها نحو الافضل.
الموسوي ـ بييتون
وفي الموضوع الأمني، بقيت الأوضاع الامنية في الجنوب الهاجس الاساسي للمسؤولين بعد التوترات المتلاحقة في عين الحلوة، واستهداف اليونيفيل حيث يصل الى لبنان الاسبوع المقبل مدير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الفرنسية نيكولا دوريفيير الذي سيبحث مع المسؤولين الاوضاع في الجنوب والقرار بخفض عديد القوات الفرنسية في قوات الطوارئ من 1300 عنصر الى 1000 عنصر، حيث كان هذا الامر مدار مباحثات في مجلس الامن شارك فيها مندوب لبنان في الامم المتحدة الذي وضع المسؤولين في اجواء هذه المشاورات وسيحضر سلام الى بيروت ربما للمشاركة في الاجتماعات مع المسؤول الفرنسي، لكن اللافت امس، كان اللقاء بين السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي، حيث جاء هذا الاجتماع بعد اتهامات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن وقوف سوريا وحزب الله وراء الحادث.
وعلم ان الموسوي نقل الى بييتون ادانة حزب الله لاستهداف الكتيبة الفرنسية واستنكاره لما ورد على لسان وزير الخارجية الفرنسية من تهم بحق الحزب، كما نقل إليه تمسك حزب الله بعمل القوات الدولية وبالاستقرار في الجنوب.
فيما ندد بييتون على ضرورة توفير الامن لليونيفيل في وقت تجري فيه مراجعة في الامم المتحدة لدورها وبأن حماية اليونيفيل هي من مسؤولية الدولة اللبنانية.
وفي موضوع الاجور، وافق مجلس شورى الدولة على مرسوم مجلس الوزراء بتصحيح الاجور مشترطاً تعديل الزيادة الى شطور من دون ان يدخل في مقداره، وهو تعديل طفيف ولغوي، وقد رحب وزير الاقتصاد بقرار مجلس شورى الدولة وطالب وزير العمل شربل نحاس بواسطة كتاب عاجل ارسله الى مجلس الوزراء بإدراج رأي مجلس الشورى بالمرسوم على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة واعادة بحث مشروع المرسوم المتضمن القرار القاضي بتعيين الحد الادنى للاجور ونسبة غلاء المعيشة وكيفية تطبيقه وادخال التعديلات واصدار المرسوم قبل نهاية السنة.
ورغم موافقة مجلس شورى الدولة، فإن الاتحاد العمالي العام لم يعط اي اهمية لقرار مجلس شورى الدولة وأكد على استمرار الاضراب في 27 كانون الاول، فيما اكد الوزير السابق عدنان القصار باسم الهيئات الاقتصادية على ان الحوار هو السبيل الوحيد لرأب الخلاف وتقريب وجهات النظر.
الى ذلك، وتعليقا على ما اوردته وسائل الاعلام حول مرسوم ترقيات العقداء في قوى الامن الداخلي، اوضح المكتب الاعـلامي لوزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل، الآتي:
– ان الترقيات حصلت وفق مقتضيات القوانين. اما في ما يتعلق بالعقيد وسام الحسن فيستحق الترقية اعتبارا من تاريخ 1/1/2012 احتراما للمبدأ الذي حافظ عليه رئيس الجمهورية الذي طبق على جميع الاجهزة الامنية ويقضي بالترقية من رتبة عقيد الى رتبة عميد بعد بلوغه فترة الست سنوات.
– اما الاقدمية التي تم التحدث عنها فقد رفعت في العام 2010، بسبب الانجازات التي قام بها في كشف العصابات المسلحة وخلايا التجسس وغيرها، وسيتخذ القرار المناسب في حينه. 

السابق
الاخبار : حزب الله العالق بين برّي وميقاتي وعون
التالي
اللواء: ترقّب إسلامي لمجرى الإنقلاب على الطائف