أزمة عميقة داخل “حزب الله” والخوف الأكبر من سقوط الأسد

 رأى سياسي شيعي مستقل أن لغة الشتائم التي استخدمها النائب عن "حزب الله" نواف الموسوي في مجلس النواب الأربعاء الماضي, وقبلها تهديد نائب آخر لزميل له بالضرب على أبواب البرلمان, وقبلها سيل التصريحات النارية لمسؤولي الحزب, تعبر كلها عن أزمة عميقة في صفوفه تتجاوز ما كان قد شهده في السابق من خلافات بين أجنحة متعددة.
وكشف أن الاجتماعات القيادية العليا التي يترأسها الأمين العام السيد حسن نصر الله, أصبحت مفتوحة لمعالجة التوترات والإشكالات الداخلية التي تنشأ يومياً في مختلف قطاعات الحزب, وعلى صعيد خلاياه المنتشرة في معظم المناطق اللبنانية.
وأكد أن مسؤولاً بارزاً في الحزب أبلغه أن المشكلات لا تنتهي, والشكاوى لا تتوقف, والاعتراضات بلغت حداً غير مسبوق في حزب معروف بالانضباط الحديدي.
ولخص السياسي أبرز هذه الاعتراضات وهي:
أولاً: على الصعيد السياسي, يشكو الحزبيون والمناصرون من التقلبات السياسية التي تمارسها القيادة, فهي تحرض على المحكمة الدولية وتمرر تمويلها, وتنتقد سياسات الحكومة وهي مشاركة فيها, وتؤيد الحلفاء علناً (مثل النائب ميشال عون) ولكنها تطعنهم في الظهر سراً. كما تغض الطرف عن مناورات حلفاء آخرين مثل الرئيس نبيه بري. أما بالنسبة للموقف المعادي للثورة السورية, فإن الخشية من سقوط نظام الأسد تتعاظم في صفوف الحزب, ولا يقتنع الحزبيون بتطمينات القيادة عن صمود ذلك النظام, ويطالبونها بوضع الخطط للسيناريو المعاكس.
ثانياً: على الصعيد الأمني, لاحظ الحزبيون أن حزبهم صاحب الصيت الذائع بأنه غير قابل للاختراق, تعرض لاهتزازات أمنية خطيرة من خلال اكتشاف مجموعة من العملاء لإسرائيل والولايات المتحدة ومن أجهزة حليفة مثل الإيرانية والسورية. وثمة همس في الوسط الحزبي عن عمليات أمنية قامت بها مجموعات من الحزب في السنوات الأخيرة من دون علم القيادة.
أما بالنسبة للانتصار الذي أعلنه الحزب عن كشف منظومة التجسس الأميركية فقد سمع به الحزبيون من وسائل الإعلام, وامتنعت القيادة عن إعطائهم أي معلومات عن حجم الاختراق الأميركي والإسرائيلي الذي أصاب الحزب. وقد خلف هذا التعتيم قلقاً عميقاً لدى الكثيرين من أن يكون أمنهم الشخصي قد كشف.
ثالثاً: على الصعيد العسكري, تعاني الوحدات المقاتلة من الإرهاق والإحباط بسبب حالة الاستنفار التي تنفذها منذ أشهر عدة بناء على أوامر من القيادة تفيد أن الحرب ممكنة في أي لحظة. والمعروف أن بقاء المقاتلين في حالة التأهب القصوى من دون قتال يصيبهم بحالة الإحباط وتآكل المعنويات, بالإضافة إلى الشعور العام لدى هؤلاء المقاتلين بأن الأهالي من حولهم يرفضون بشدة الانخراط في حرب جديدة, ولا تجد القيادة السياسية ولا العسكرية حلاً لهذه المعضلة. 

السابق
اللبنانيون حائرون.. رفع الأجور أم الأسعار؟!
التالي
الحوت: “حزب الله” ربط مصيره بالأوضاع الإقليمية