كل يرشرش على ليلاه

من جملة الأحاسيس يلي بحس فيها المواطن اللبناني بالايام العادية، غير حالة اللعيان المتواصل، والدوار الناتج عن حالة البلد التعبانه من بكرة جدي، بضل في شباك سرفيس من نوع مرسيدس 280 بيقدر الواحد يمد راسو منو، يسب كم مسبة ويكمل نهارو كأن شيئاً لم يكن. بالعكس، إذا مش كل يوم تكرر المشهد بكون في شي غلط صاير بالبلد. على كل حال هيدا إنطباعي عن تحرك مبارح.

بالساعة يلي قررت فيها أعمل حالي مواطنه لبنانية، واطلع بباص الدوله رقم تنين، بتصير كل شي ما في سرفيسات بهالعالم بتوقف عالدورة، هالمنطقة يلي صايرة ما بتحمل أكتر من سيارتين وباص على قد ما في عجقة، ولإقطع الشارع بدي ألف واسطة من ألف سيارة لتمرقني. على كلن، ما عكر الموضوع نهاري وبقيت مصرة روح عالحمرا بالباص الأحمر. وحبيت كيف اخر شي متل الشاطرة طلعت بالسرفيس لإنو باص الدولة ما فكر يخرب إلا على دوري..مش معقول هالدولة شو بتعطي "شورت نوتيس" كتير.

مش هون بيت القصيد. النهار كان بعدو بأولو، وعلى قد ما مشغولة هالعالم بغنية "ترشرش"، يلي كتر خيرك يا الله عرفنا شو القصة من وراها، طلعو تنين حدي، وحدي منهن عم تغني مقطع من الغنية من أول ما قررت تقعد بالسيارة. الهضامة بالموضوع إنو سألت جارتها شو المقطع يلي بعدو، على اساس هالمقطوعة التاريخية بسجلنا الفني فيها غير : إنت رشرشتي رشرشتي..

ماشي، خليها شوي عم تعبر عن غضب، عن قلق، عن ما بعرف شو،،يلي هوي..رسمالها دقيقتين وبيوصل السرفيس عالحمرا. بيفتح الزلمة الراديو ليشوف أي سمة بدن بدو يحطلنا، على أساس إنو ناقصنا كتير منن..بيطلع واحد مش معروف قرعة بيو من وين ، وبينزل على كل يلي قاعدين بالسيارة بعبارات أول مرة بسمعها بحياتي لي ما صرلها كتير مبلشة. قال شو: زبدة الفكر اللبناني بتكمن بمثقفيه، إنو بشرفو، شو زبدة الفكر هيدي؟ ولا لما قال لبنان مش وطن نهائي، إنو وطن إنتقالي مثلاً؟ لوين، على عالم البرزخ خيي؟ منيح إنو لحق حالو وغير المحطة على وحدة تانية مش خرج ينسمعلها كمان بس هيك صار.

لمشكلة إنو الحماس الوطني دفعني إنزل ع بشارة الخوري، مطرح ما رفيقي ناطرني..هالمرة ما كان لابس الكفية. ما بلومو للصبي، مخليها بالبيت لوقت العازة، إيه شو علي،علي شي؟ بيلفت النظر اللون الزيتي، حتى إنو بحس كان لازم يتسمى التحرك بالعيد الوطني للأزياء الزيتية المطعمة بالأعلام الحمرا. أصلاً، هيدي موضة السنة، وكل سنة،مش هيك ؟ الموضة بتجي مع اكسسوار إعلامي من كل الأحجام والأشكال، من ال-6 م م عدسة الكاميرا لحد ال-12 م م، فيك تنقي يلي بيعجبك لتتصور قدامو مع ال-"بوز" المناسب كمان .وفيك ترجع تشوف الصور عند المصور لتنقي الأحلى كرمال ال-""بروفايل بك" أكيد. ما فينا ننسى هل "ديتايل" يلي مش مهم؟

طبيعي العرض ما بيخلص دغري، في جزء مفصل بيحكي عن البرامج البديلة المتعلقة بتصحيح الأجور، حتى إنو صار في ترجم فوريه لكلمة "دسيمال" ل"شطور" بالعربي..بأي بلد بتصير غير بلبنان هيدي..بشرفكن نحنا مش كتير "يونيك" (المعنى المهذب للكلمه:) ). غير هيك، كيف مننسى الحضور،ولو. عندك الهيئة التعليمية ببذلاتها والأحذية الملمعة عبكرة الصبح بياخدو الرصيف يلي أعلى بشوي من الشارع، وموقع إستراتيجي لصف الرجال يلي بعمر الخمسين يلي بدهن يتظاهرو وما يعرقو،ويضلو "فوتوجنيك" قدام الكاميرا..ما بتعرفو بركي بتجي عروس الغفلة ع اخر هالعمر. ضيعانو التستسترون يروح فراطة أو هدر أو شي تاني…

حكي قد ما بدك في، وشعارات قد ما بدك في وأكتر.و بموضوع الشعارات، الخيارات مفتوحة قدام الجميع..وبيغلب عليها طابع" "نقي وحمول" وبعدين فيك تكب، يعني بعد ما يخلص التحرك بساعتان مش قبل، حفاظاً على روحية المطالب و"ايمج" الجمهور المشارك بوسائل الأعلام. بيبقى إنو بعد التحرك الكل بكون عابد نشرة الأخبار عالساعة ثمانية عبادة. قنوات محلية، إقليمية، عالمية، جاية من المريخ مش مهم، المهم يكون في "سكرين شت" طالعة عل "تيفي" للشعار يلي حملوه بالتحرك، بس يفضل إنو يبين الوج كرمال ينحكى بالضيعة على مدة شهر قابلة للتجديد إنو إبن فلان نزل "كسر الدني" بالمظاهرة.

حاصله،هيدي حال اللبناني، تحرك رايح، وتحرك جايي، والناس ضايعة بالنص. أنا برأيي أحسن شي الواحد يصفلو كم أرجيلة عالبلكون، مع كم راس معسل حدن كباية شاي أو قهوة (حسب الرغبة)، ويقعد كل النهار على الطابق الخامس، ينزل سلة خضرة ويطلع سلة فواكة..بغض النظر عن هالإنطباع يا جماعة، حدسي بقلي إنو الوقت حان لترجع التحركات المطلبية بالشارع رهجة الأمل لهالشعب يلي انطفى قلبو من الوعود…  

السابق
الجيش فجر قنبلة عنقودية في كفرشوبا وسماع اصوات طلقات رشاشة في مزارع شبعا المحتلة
التالي
بري: حريص على الدولة والعيش المشترك