ارسلان: ما يحدث في لبنان اليوم من نتاج ومسؤولية يتحملها ال 1559

 دعا النائب طلال إرسلان رئيس الجمهورية إلى "تحريك طاولة الحوار، إذ لا يجوز أن يستمر هذا الإنقطاع بين اللبنانيين، فحتى لو لم نتفق فليكن الحوار أساسا، لأنه يفك بعض العقد الموجودة".

وقال: "بالأمس زرت أخي وصديقي العزيز الدكتور بشار الأسد برفقة بعض من مشايخنا الأجلاء من وادي التيم، حاصبيا، راشيا، وادي التيم، الشوف، وعاليه، برفقة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ ناص الدين الغريب، لنؤكد على ثبات موقفنا الوطني والقومي، معبرين عن تمسكنا بسوريا واحدة موحدة، بجميع أطيافها ومن يمثلون نسيج سوريا الإجتماعي والسياسي".

كلام ارسلان جاء خلال افتتاح مكتب دائرة راشيا في الحزب الديموقراطي اللبناني، الذي تخلله قسم يمين أكثر من مئتي عنصر جديد للحزب في المنطقة، من ضمنهم 33 رجل دين يشكلون الهيئة الدينية، و168 حزبيا، في حضور وزير الدولة مروان خير الدين، الوزير السابق غازي سيف الدين، النائب السابق ناصر نصر الله وممثلين عن الأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية وفاعليات.

بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب، ألقى رئيس دائرة راشيا في الحزب الزميل مفيد سرحال كلمة أكد فيها أن "هذا المكتب سيكون بيتا للوحدة وعروة الوصل لا عقدة الفصل بين أطياف البقاع الغربي وراشيا".

ثم تحدث ارسلان فقال: "بالأمس شاهدت مقاومة لأبناء الجولان المحتل، وعلى رأسهم مشايخنا الأجلاء، الذين يرفضون منذ أربعين عاما الإنصياع لرغبة الإسرائيليين، رافضين الهوية الإسرائيلية، متمسكين بهويتهم السورية العربية".

أضاف: "من راشيا وما ترمز إليه تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، فراشيا نقطة وصل، ما بين لبنان وما نمثل وما بين سورية وصولا إلى الجولان، ومن هذا المنطلق أصررت على توجيه التحية إلى إخواننا في الجولان".

وتابع: "لقد شاء الزمن والتاريخ أن تكون راشيا مسرحا للأحداث الكبيرة، وبقيت رغم ذلك نموذجا للعيش المشترك وللنضال من أجل الحرية، وبقيت جزءا لا يتجزأ من الدعوة التوحيدية الشريفة، التي نفاخر بانتمائنا إليها، على الصعيد العقائدي والإجتماعي، فهي التي طردت الصليبيين عام 1172م.، وعصيت على ابراهيم باشا وطردت جيوشه من قلعتها عام 1837م.، وهاجم أهلها بمؤازرة ثورة سلطان باشا الأطرش القلعة في العام 25. وحمل أهلها مآسي التهجير، وارتبط إسمها بالإستقلال، وعانت من وطأة الإحتلال الإسرائيلي عام 1982، وصمد أهلها ولم يستطع المحتل دخولها بسبب صمود الجيش اللبناني بدعم من الأهالي".

واعتبر ان "لبنان يمر اليوم بظروف صعبة واستثنائية، لا يجوز مقارنتها بأي مرحلة من مراحل تاريخه، إنها مرحلة تكريس سيادة القرار الوطني المستقل والمنزه عن أي ارتباطات بالمصالح الغربية. لبنان اليوم وللأسف الشديد يخضع للتجاذب الدولي، لأن قضيته قد دولت منذ إقرار القرار المشؤوم 1559 في العام 2004، وهو قرار فتنوي دولي، وصيغ خصيصا لدفعنا جميعا في لبنان إلى الإقتتال، وتمزبق نسيجنا الإجتماعي، على قاعدة واحدة، نزع الشرعية عن مقاومتنا وتصويرها على أنها ميليشيا تسعى إلى السلطة. إن ما يحدث في لبنان اليوم هو من نتاج ومسؤولية يتحملها القرار 1559، لذا، إن ما يحدث ليس صنيعة اليوم، بل هو مخطط مدروس يراد لنقاطه وحروفه أن تكتب بدماء اللبنانيين والعروبيين والمقاومين، خدمة لمصالح إسرائيل ليس إلا".

ورأى ارسلان ان "هذا لا يمكن أن يحدث لأن إرادة الشعوب، هي إرادة الحياة الكريمة، التي لا يمكن استعمارها إلا بحياة أفضل منها، قوامها، الكرامة الإنسانية والوطنية وسيادة قرار الإنسان على أرضه ودولته ومؤسساته".

وقال: "الدولة ليست إلا مرآة لشعبها، نكررها، إن الشعب المنقسم على نفسه لا يمكن أن ينتج سوى دولة جائرة وفاسدة ومنقسمة على نفسها ومشرذمة وهزيلة وضعيفة ومهترئة ومنهارة، لا قيمة فيها لا لإنسان ولا لمواطن".

ورأى أن "هذه الدولة تفتقد لأبسط مقومات المساواة بين الناس الذين سيتقاتلون حكما لإعادة اللحمة".

وسأل: "أليس هذا ما حدث في الحرب الأخيرة في لبنان؟ أليس هذا ما قد يحدث إذا ما استمر نهج تعاطي البعض المنقسم على دولته بهذا الشكل؟".

وقال: "إن هذا الطرح يدخل في صلب عقيدتنا السياسية ونظريتنا الحزبية وممارستنا السياسية، ولهذا ننتهج الإعتدال السياسي، بمفهوم بطل الإستقلال الأمير مجيد إرسلان، الذي استطاع أن يمزج بين بندقيتين في بندقية واحدة: بندقية بشامون في وجه الإستعمار لتحرير لبنان، وبندقية المالكية والناصرة في فلسطين دفاعا عن عروبتها".

ولفت إلى أن "مجيد إرسلان رأى أن لا إستقرار ولا سيادة ولا استقلال للبنان إلا بمزيج عروبته في تحرير فلسطين من الصهاينة، ولهذا حمل البندقية مرتين: مرة في بشامون وأخرى على تراب فلسطين".

وتوجه الى "الذين ينسون بعض التاريخ للتذكير فقط، عندما انفصل الأمير مجيد إرسلان عن الجيش اللبناني والتحق بالجيش العربي، التحق مع دروز فلسطين في الجيش العربي بقيادة فوزي باشا القاوقجي وأكمل المسير معكم يا بني معروف إلى الناصرة واحتلها، وهذا هو تاريخنا وسياستنا، ولا يمكن لو بقينا لوحدنا دون نصير، لا يمكن أن نبدل هذا التاريخ الأبيض للجبل ووادي التيم وبني معروف ولطائفة الموحدين والدروز الأشراف في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن وفي كل أصقاع الأرض".

وقال ارسلان: "نعود وننتهج الإعتدال السياسي، رافضين أن ينقسم الشعب كي لا تنقسم الدولة، إذ لا كرامة لمذهب ولا لدين ولا لإنسان، دون الشريك الآخر في النسيج الإجتماعي اللبناني، فالكرامة لا تتجزأ، فإما موجودة أو مفقودة، ولا يمكن أن نحافظ على كرامتنا كلبنانيين إلا بوحدتنا، وبهذا نصون أرضنا وعرضنا وهويتنا ودولتنا التي ما زالت تنتظر منا الكثير لبنائها على أسس غير طائفية ولا مذهبية".

أضاف: "إن لغة الإنقسام الطائفي المذهبي التي نشهدها اليوم، صنعها الغرب ليستعمرنا. فمنذ العام 2004 وصدور القرار 1559، أي منذ ست سنوات أدخلوا لبنان والأمة بفتنة تحت عنوان "سني ـ شيعي". لقد صودف أن المقاومة في لبنان لها طابع شيعي، لكن المقاومة في فلسطين ليست سنية فقط، بل عنوان السنة. فأنا متحالف مع المقاومة في لبنان لأنها ضد إسرائيل، وأناصر حماس في فلسطين لأنها مقاومة أيضا ضد إسرائيل، وأناصر سورية ليس لأن صداقة شخصية تربطني مع عائلة الراحل حافظ الأسد، لا.. فلو أن سورية ليست دولة ممانعة وتواجه إسرائيل بدعمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين لكان عندي موقف آخر منها، ولذلك، يعملون على إدخالنا بنزاعٍ طائفي مذهبي بغيض. فكفى تكاذبا على بعضنا كلبنانيين. فهوية لبنان وطنية عربية، وما يربطني بالسوري هي العروبة".

وتابع: "ان تمسكي بتحالفي مع العماد عون هو عنوان العروبة، والبطرك الماروني مار بشارة الراعي الذي أحييه من راشيا يعمل على المقاربة".

وانتقد "بعض الإعلام الذي يعمل على تشويه مواقفنا على أننا نتجمع كأقليات، وهذا خطأ وتكاذب، فأنا أؤمن بالعروبة وتحرير فلسطين"، مستذكرا ومستشهدا في هذا المجال ب"كلام للزعيم أنطون سعادة، عندما تحدث عن القوميات العربية، أو القومية السورية، فعندما كتب سعادة مبادىء الحزب لم يتحدث بالمذهبية والطائفية، ومن أجل هذا نحارب لأننا نجمع ولا نفرق، ونهج الإعتدال الذي ننتهجه، هو في تخاطبنا مع بعضنا كلبنانيين، لا يعني إذا دخلنا بموضوع المقاومة يصبح تطرفا، ففي الأساس إن حماية لبنان، هي في حماية المقاومة، وهذا ما قلته على طاولة الحوار الأخيرة، فالحديث عن تحييد لبنان ماذا يعني؟ إن لبنان مستهدف، ولذلك وضعنا عنوانا لطاولة الحوار ولو أن بعض اللبنانيين يتنصلون منه، تلاحم "الجيش والشعب والمقاومة"، وهذا العنوان العريض هو الذي يحمي لبنان التوجه الوطني القومي الصحيح، لحماية وطننا اللبناني". 

السابق
“الشورى” يوافق على “الاجور” ونحاس يستعجل ادراج الرأي في اول جلسة
التالي
كوريا الجنوبية تعزز عقوباتها ضد ايران