الاعلام الغربي يؤكد على الضربة القاضية لـCIA من حزب الله

بعد صمت دام لبضعة أيام، أبرزت وسائل الاعلام البريطانية والغربية أمس، المعلومات التي كشف عنها «حزب الله» اللبناني وأماط فيها اللثام عن هوية 10 من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي)، على نحو يعطي هذه المعلومات قدراً كبيراً من المصداقية، حيث تتحدث وسائل الاعلام عن أن الاستخبارات الأميركية تلقت في الفترة الأخيرة «ضربة قوية في لبنان والشرق الأوسط اجمالاً»، خصوصا بعد فضيحة طائرة التجسس الأميركية من دون طيار التي أسقطتها ايران فوق أراضيها والتي طالب الرئيس باراك أوباما الايرانيين باعادتها لهم.

وكان «حزب الله» كشف الجمعة الماضي أسماء الضباط الأميركيين والأشخاص الذين جندتهم «سي آي اي» في لبنان وعرض صوراً للأماكن التي كانت تنعقد فيها اللقاءات بين العملاء اللبنانيين ومشغليهم الأميركيين.
وكتبت صحيفة «الغارديان» أن «الضباط الأميركيين التقوا مع المخبرين في الأماكن نفسها أكثر من مرة، وهو اجراء يستحق التأنيب لأنه يُعرِّض أصحابه لافتضاح أمرهم».
ونقلت الصحيفة عن وكلاء سابقين وحاليين يعملون لحساب «سي آي اي» طلبوا عدم كشف هويتهم أن «حزب الله نجح في هذا الاختراق عن طريق دسّ عملاء مزدوجين على الوكالة الأميركية. ولم تتوضح بعد هوية العملاء المزدوجين الذين استخدمهم الحزب في هذه العملية، وما اذا كان من بينهم أحد الأسمين اللذين كشف الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عنهما في يونيو الماضي أو كلاهما عميلين مزدوجين».وكتبت "الغارديان" أن «الكشف عن نشاط (سي آي اي) في لبنان تم، رغم أن كبار المسؤولين في الوكالة الأميركية وجهوا تحذيرات الى ضباطهم العاملين في لبنان لتوخي الحذر في التعامل مع المخبرين عقب نجاح «حزب الله» وسلطات الأمن اللبنانية عام 2009 في القبض على مجموعة من الجواسيس اللبنانيين الذين كانوا يعملون لحساب اسرائيل».
وأضافت الصحيفة أن «الكشف عن هوية ضباط (سي آي اي) مُضّر في شكل خاص لأنه يُضعف قدرة موظفي الوكالة على العمل خارج الولايات المتحدة، خصوصا وأن أسماءهم ستكون معروفة في شكل واسع بالنسبة لوكالات الاستخبارات الأجنبية ومتوافرة على شبكة الانترنت».

ونقلت عن أحد المسؤولين الأميركيين السابقين أن «أحد الضباط الذين تمت تسميتهم كان نجماً صاعداً في (سي آي اي) وكان له ضلعٌ في عمليات كثيرة مهمة في العراق». وأضافت أن «من غير المعروف ما اذا كان هذا الضابط سيقدر على مواصلة عمله في الوكالة خارج الولايات المتحدة، حيث ذكر مسؤولون أميركيون أن «حزب الله» قدم صور الضباط الأميركيين لايران».

وأشارت الصحيفة الى أن «ليس من الواضح ما اذا كان الضباط الأميركيون الذين جرت تسميتهم تركوا لبنان أم ما زالوا هناك حتى اليوم». وتابعت «أن حوادث شبيهة وقعت في الماضي تم فيها كشف هوية ضباط (سي آي اي)»، وأوردت مثلاً على ذلك ما حصل في العام الماضي مع الضابط الأميركي الذي كان المسؤول عن عمليات «سي آي اي» في باكستان والذي جرى تسريب اسمه الى وسائل الاعلام، والذي قررت الوكالة سحبه من اسلام أباد حفاظاً على سلامته الشخصية.
وختمت الصحيفة أن كشف عملاء «سي آي اي» في لبنان هو عبارة عن «رسالة موجهة من «حزب الله» الى الوكالة الأميركية لكي تبتعد عن لبنان، اذ إن الرسالة تعني بأن الحزب كان قادراً على أسر الضباط الأميركيين الأمر الذي لم يفعله، رغم أن الحزب خطف العام 1984 مدير فرع (سي آي اي) في بيروت وأعدمه».  

السابق
وفقا لمصالحها الخاصة…هل تضغط إسرائيل باتجاه بقاء النظام السوري؟
التالي
تعديل قواعد الاشتباك أم مواكبة مطالب فيلتمان؟