ليس حزباً إصلاحياً!

حتى الآن يبدو غريبا موقف وزراء حزب الله في جلسة مجلس الوزراء الماضية، حيث صوّت وزراء الحزب على اقتراح الرئيس ميقاتي رافضين المشروع الذي تقدّم به الوزير شربل نحاس· الغرابة هنا لا تكمن فقط في التصويت بعينه، ولا في انحياز الحزب ووزرائه الى جانب مشروع ضد الآخر·
الغرابة مردّها جملة من الأمور التي تكتنف علاقات الطرفين داخليا بدءا من الإصلاح وموقف الحزب منه وصولا الى جملة من الأمور المتعلّقة بالدولة والإدارة والعمال والنقابات والتحالفات·

هذه الإلتباسات بدأت تتفاعل في صفوف وكوادر التيار الوطني الحر، وراحت التساؤلات <البرتقالية> تصل الى مسامع الرابية وصولا الى حارة حريك· وأهم هذه التساؤلات هو أنّ التيار الوطني لديه أولويات داخلية ليست متوافرة عند حليفه، وهنا يبرز الحديث عن <خلاف اولويات> بين الحزب والتيار·

هذا الخلاف يتمحور حول نظرة حزب الله للعملية الاصلاحية التي يتبناها التيار، وقد وصل الامر بالعماد عون الى القول امام الكثير من زواره بأنّه مستاء من عدم اكتراث الحزب او اهتمامه بإطلاق ورشة إصلاحية كاملة على مستوى البلد·

ويُضيف عون بحسب زواره: <لا نطلب منهم ان يجعلوا الاصلاح موازيا لمشروعهم في المقاومة، بل ان يجعلوه في المرتبة الثانية او الثالثة او حتى العاشرة>···

هناك الكثير من الموانع التي تجعل حزب الله متريّثا في مجاراة حليفه العوني· ليس الامر فقط متعلقا بحليف الحليف الرئيس نبيه بري ومرتبته في العملية الاصلاحية، بل يعتبر الحزب ان مجاراة العماد عون في جميع طروحاته الداخلية ستوجد حساسيات مذهبية مع الطائفة السنية بالنظر الى الواقع الحالي للبلاد والمنطقة· والحزب الذي ضحّى بالكثير من المواقع والمناصب من اجل الحفاظ على الحد الادنى من السلم الاهلي وعدم وقوع الفتنة ليس مستعدا الآن للذهاب بعيدا في اي ملف يستفز الطائفة السنية·

تصل الرسالة الى الرابية، يقف ميشال عون ليقول بينه وبين نفسه: <حزب الله ليس حزبا اصلاحيا·· كان ينبغي كتابة ذلك في ورقة التفاهم>··  

السابق
عقار وزارة التربية في العباسية يتعرض للقضم
التالي
جنجيان: اعتداءات الجنوب أثبتت ان إقامة المربعات الأمنية غير كافية