حزب الله يكمل حربه الإعلامية على الـسي اي اي

أثيرت في جلسة مجلس الوزراء قرارات محكمة التمييز العسكرية القاضية بإخلاء سبيل ستة أشخاص محكومين بتهم التعامل مع العدو الاسرائيلي وأحكامهم تتراوح بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة، ورد كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير العدل شكيب قرطباوي على استغراب وزيري "حزب الله" وآخرين، بالقول إن أحدا لا يستطيع التدخل في عمل السلطة القضائية، وهذه سلطة مستقلة قائمة بذاتها، ويجب النأي بها عن التدخلات السياسية. واحتج بعض الوزراء على التصريحات التي أدلت بها رئيسة المحكمة القاضية أليس شبطيني لوسائل الاعلام من دون أن يتخذ مجلس الوزراء موقفا من الامر الذي حصل، وما قد يتكرر مستقبلا، في ظل التساهل القضائي بالتعامل مع قضية العملاء بدءا من قضية العميد فايز كرم وصولا الى قضية العملاء الستة المفرج عنهم!

وكان رئيس محطة الـ"سي آي إيه" في لبنان، دانيال ماكفيلي، قد جال على عدد من أصدقائه. المعلومات التي تسربت من اللقاءات التي أجراها تشير إلى أن هدف زيارات ماكفيلي كان محاولة التخفيف من وطأة ما كشفه حزب الله عن عمل الاستخبارات الأميركية في لبنان. قال ماكفيلي إن كل ما نُشِر لا أساس له من الصحة. لم يقتصر نفيه على ما أعلنه حزب الله وأمينه العام، بل تخطاه إلى نفي ما نشرته الصحافة الأميركية نقلاً عن مصادر رسمية في واشنطن. أكد أن وكالته لم تعتد نفي أو تأكيد ما يُتداول عنها بشأن عملها السري، إلا أن من التقاهم لم ينقلوا عنه تعليقاً على تأكيد المصادر الرسمية في بلاده لما أُعلن في لبنان وإيران عن سقوط شبكات تجسس تابعة للـ«سي آي إيه» في قبضة جهاز أمن المقاومة والسلطات الأمنية الإيرانية.والى ذلك واصل حزب الله حربه الاعلامية على جبهة التجسس الاميركي في لبنان والذي كان اتخذ منحى مثيراً منذ ان اعلنت وسائل اعلام أميركية ان وكالة الاستخبارات المركزية («سي. آي. اي») اضطرت الى تعليق عمليات التجسس في لبنان حيث تمّ اعتقال العديد من المخبرين الذين يعملون لمصلحتها وان محطة بيروت (باتت) متوقفة عن العمل، وهو ما أكملته قناة المنار قبل ايام قليلة ببثها تقريراً عرض ما قال انه هيكلية الـ سي اي اي في لبنان بالأسماء وتواريخ الميلاد والأسماء الحركية وآلية العمل وأهداف التجنيد.

واختار نائب «حزب الله» نواف الموسوي الذهاب أبعد في كشف المزيد من فصول هذا الملف الذي كان أطلّ برأسه قبل اكثر من خمسة اشهر حين انفجرت قضية اختراق الحزب من عملاء الـ "سي.آي.ايه" والموساد وهو ما أقرّ به السيد حسن نصر الله في 25 يونيو الماضي حين اعترف بصحّة التقارير عن توقيف «جواسيس» بينهم اثنان على علاقة بالـ سي اي اي.

وقد أوضح الموسوي ان "التجسس الاميركي في لبنان يصب في مصلحة اسرائيل"، معتبراً ان "التجند للمخابرات الاميركية هو تجند للمخابرات الاسرائيلية". واذ أشار الى "ان محطة الـ سي اي اي في لبنان هي من أهم المحطات لاسرائيل بل من الأهم في المنطقة"، قال: "تمكنا من خلال جهاز أمن المقاومة من الوصول الى ما أدى لتوجيه هذه الضربة الاستراتيجية التي اعترفوا بها وهي كشف هذه المحطة".
ولفت الى ان "هناك بعض العملاء الأميركيين أصبح عملهم يصبّ في مصلحة الاستخبارات الاسرائيلية الميدانية"، موضحاً ان "هناك عملاء للمخابرات الاميركية كُلفوا ليس فقط بجمع المعلومات عن بعض الشخصيات بل تحديد موقعها عبر الـ «gps» واستخدام معدات متطورة لهذا الامر". وأضاف: "كان هناك استخدام لسيارات التاكسي ونحن نعرف هذه السيارات".
وكشف ان "هناك اجتماعات ولقاءات لعملاء الـ "سي اي اي"حصلت في جونية وجبيل في مطاعم ونوادٍ ليلية، بالاضافة الى مقهى «ستارباكس»، وقال: "هناك عملاء اصبحت معطياتهم بيدنا. ولا نتكلم عن العملاء الذي تم اعتقالهم ولكن العملاء الذين ما زالوا يعملون ولكنهم تحت انظارنا".
وأشار الى ان "هناك طبيباً وصحافياً وباحثاً تم تجنيدهم لمصلحة الـ"سي اي اي" وهذه جملة من السواتر التي تم صرف اموال عليها من اجل اهداف معينة"، معتبراً ان "هناك امكانية لمن تعاملوا مع الاجهزة الاميركية ان يبادروا الى تسليم انفسهم اما الى الاجهزة اللبنانية او الى جهاز المقاومة". وأضاف: "مجرد انهم اصبحوا في دائرة الضوء يعني اننا وصلنا الى ما نريده، أما الملاحقة القانونية فهي أمر آخر".
وشدد على ان "ليس هناك من سبب للتأخر في بدء المواجهة بين الاجهزة الامنية اللبنانية والـ"سي اي اي"، معتبراً «ان ما نقوم به الآن قد لا يدرك البعض أهميته، ولكن سيدركون آثاره في المستقبل وسيعرفون لماذا ركزنا على هذا الموضوع.

السابق
الاخبار: نواب 14 آذار يفسّدون على كنعان
التالي
هل من يُنقذ عون؟