الحياة: أسارتا: تنفيذ الـ 1701 مسؤولية الحكومة قهوجي: أعمال الإرهاب اعتداء على الجيش

عاد جنوب لبنان الى الواجهة مجدداً مع التطور الميداني الذي تمثل بإطلاق صاروخ كاتيوشا ليل اول من امس من وادي القيسية الواقع قي خراج بلدة مجدل سلم في قضاء مرجعيون، لكنه لم يتخط الحدود اللبنانية وسقط داخل بلدة حولا القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة، على منزل المواطن عبدالله محمود، ما أدى الى اصابة أرملته نصيرة عباس (45 سنة) بجروح في رجلها نقلت على أثرها إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي فيما تجمع أهالي البلدة الذين أصيبوا بحال رعب في المكان. وحضرت قوة من الجيش اللبناني و «يونيفيل» وبوشر التحقيق.

وهذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال اسبوعين اذ اطلقت ثلاثة صواريخ عبر الحدود من لبنان سقطت في الجليل الغربي. وردت إسرائيل حينها بقصف محدود استهدفت المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ. فيما استهدفت الاسبوع الماضي عبوة ناسفة دورية فرنسية عاملة في اطار القوات الدولية «يونيفيل» في منطقة الحوش في صور ادت الى جرح خمسة عسكريين فرنسيين.

وأعلنت قيادة الجيش في بيان انه «عند الساعة الحادية عشرة من ليل (الاحد – الاثنين) سقط صاروخ مصدره خراج بلدة مجدل سلم في بلدة حولا – قضاء مرجعيون، ما ادى الى اصابة مواطنة بجروح بليغة وتعرض منزلها لأضرار جسيمة، على أثر ذلك حضرت وحدة من الجيش الى المكان وقامت بعزله، كما تم تسيير دوريات مكثفة في البقعة التي انطلق منها الصاروخ وباشرت لجنة عسكرية مختصة التحقيق بالحادث لكشف ملابساته وتوقيف الفاعلين».

واستدعت هذه التطورات اجتماعاً عقد عند الحادية عشرة والنصف قبل ظهر امس، في المقر العام للقوة الدولية في الجنوب «يونيفيل» في الناقورة، بين قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وقائد «يونيفيل» الجنرال ألبيرتو اسارتا جرى خلاله عرض التطورات على ضوء الأحداث الأخيرة في الجنوب.

وأفادت المعلومات الواردة من الجنوب ان الجيش اللبناني سيّر دوريات مكثفة وأقام حواجز ثابتة. اضافة الى دوريات مكثفة لـ «يونيفيل». وفتشت وحدة هندسية من الجيش المنطقة التي انطلق منها الصاروخ.

وفي المقابل رفع الجيش الإسرائيلي فجر وصباح امس من وتيرة تحركاته على طول حدود القطاع الشرقي، فشوهدت حركة مكثفة لدوريات راجلة ومدرعة على مقربة من السياج الشائك.

وتزامن ذلك مع تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي في اجواء الجنوب وخصوصاً فوق صور ومرجعيون والناقورة.

وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» «ان اربع طائرات حربية اسرائيلية حلقت في التاسعة والنصف صباحاً على علو مرتفع فوق قرى قضاء بنت جبيل والقطاعين الغربي والاوسط. كما حلقت طائرات اخرى فوق أجواء مدينة جزين وإقليم التفاح».

وفي الشأن الأمني اطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان من وزير الداخلية مروان شربل على الاوضاع الامنية في البلاد، ودعاه الى أن «تكثف القوى الامنية جهودها للحفاظ على الامن والاستقرار خصوصاً في فترة الأعياد، وأن تكون هذه القوى على جاهزية عالية لمنع الإخلال بالوضع الأمني واعتقال المخلّين بسرعة وإحالتهم الى القضاء المختص».

الى ذلك، بحث وزير الدفاع الوطني فايز غصن مع السفير الايطالي في لبنان جيوسبيي مورابيتو في الاعتداء الذي تعرضت له الدورية الفرنسية، وجدد غصن «ادانة لبنان الشديدة لهذا الاعتداء»، مؤكداً «انه لن يؤثر في التعاون القائم بين لبنان ويونيفيل». وأشار الى «تواصل التحقيقات لكشف المعتدين على القوة الدولية»، وقال: «من غير الجائز اطلاق الفرضيات والاتهامات جزافاً».

قهوجي: اعتداء على الجيش والدولة

وأكد قهوجي أن «الانفجار الإرهابي الذي تعرضت له القوات الدولية في منطقة صور قبل بضعة أيام وحادثي إطلاق الصواريخ، هي بمنزلة اعتداء على الجيش والدولة اللبنانية، واستهداف واضح للاستقرار في الجنوب»، لافتاً إلى أن «هذه الأعمال الإرهابية، لن تثني الجيش عن قراره الحازم في تطبيق القرار 1701، وتوفير الأمن للمواطنين بالتعاون والتنسيق الكاملين مع القوات الدولية»، مشدداً على «بذل أقصى الجهود لكشف هوية منفذي الاعتداءات ومن يقف خلفهم». وزار قهوجي، بعد ذلك، قيادة الكتيبة الفرنسية في دير كيفا والتقى قائدها العقيد سدريك دو غاردان، وعاد العناصر الذين أصيبوا في الانفجار، معرباً عن تقديره العميق لجهودهم وتضحياتهم ومتمنياً «الشفاء العاجل لهم».

آسارتا:عناصر تستخدم اسلحتها في منطقة عملياتنا

ودان آسارتا في شدة الهجوم الصاروخي، معرباً عن «قلقه الشديد إزاء التصعيد الأخير في الحوادث التي تنطوي على خروق أمنية خطيرة في جنوب لبنان». وقال: «هذا الحادث هو الثالث الذي ينطوي على خرق أمني خطير في جنوب نهر الليطاني في غضون أسبوعين، وهذه الحالات تبين أن على رغم كل جهودنا لا تزال هناك أسلحة وعناصر مسلحة عدائية مستعدة لاستخدام هذه الأسلحة داخل منطقة عملياتنا». وأضاف: «أحد أهم بنود قرار مجلس الأمن الدولي 1701 هو ضمان عدم وجود أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة باستثناء ما يخص حكومة لبنان ويونيفيل في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني».

وتابع: «القرار 1701 ينص بوضوح على أن من مسؤولية الحكومة اللبنانية تنفيذ هذا القرار في حين كُلًفت يونيفيل مساعدة القوات المسلحة اللبنانية في هذا الصدد. لدينا تعاون ممتاز مع القوات المسلحة اللبنانية الذين هم شركاؤنا الاستراتيجيون على الأرض، ونحن نستمر في التزامنا بتقديم كل الدعم اللازم للجيش اللبناني، وسنقوم بكل شيء ممكن في حدود قدراتنا ونطاق ولايتنا لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية في هذا المسعى».

وزاد: «من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من تعزيز السيطرة الأمنية في المنطقة، فقد قامت بعض العناصر أخيراً بتركيز جهودها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ونحن ببساطة لا يمكن أن نسمح بمثل أعمال العنف هذه التي تشكل خطراً على سلامة السكان المحليين والأمن في جنوب لبنان». وقال: «لقد ناقشت مزيداً من الخطوات مع قائد الجيش اللبناني في اجتماعنا اليوم في الناقورة، وهو يشاطرني القلق. إننا نتخذ تدابير ملموسة، جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية، لمواصلة تعزيز الأمن في جميع أنحاء منطقة عملياتنا في حين تستمر الجهود لتحديد وإلقاء القبض على مرتكبي هذه الهجمات».  

السابق
العرب وروسيا اليوم
التالي
خليل: مشروع التغطية الصحية 15 كانون الثاني