مصادر غربية تحذّر من تصعيد أمني في جنوب لبنان

بحسب مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت فإن المشاورات الاقليمية والدولية الاخيرة بشأن الازمة السورية اظهرت ان الكثير من الزعماء العرب والاجانب على اقتناع بأن حكم الرئيس بشار الاسد دخل منعطفا مصيريا وشارف على النهاية والتغيير الجذري في سورية مسألة وقت.

واشارت المصادر الى ان النظام في دمشق يخوض في الداخل معركة استنزافية لا يمكن ان ينتصر فيها ومع الخارج معركة عبثية لا يمكن ان يصمد فيها وبالتالي فإن الرئيس الاسد لا يبدو قادرا ازاء كل ذلك على الصمود طويلا في ظل تنامي الحركة الانشقاقية داخل الجيش من جهة وتنامي الازمة الاقتصادية ـ المالية داخل المجتمع السوري من جهة ثانية، واكتمال الحصار العربي ـ الدولي حول القيادة السورية من جهة ثالثة.

وترى المصادر ان مسار الازمة لا يبدو رغم ذلك ذاهبا الى الحسم، بمعنى اسقاط النظام عن طريق تدخل دولي (اقله في الوقت الراهن) بل عن طريق معركة استنزاف طويلة الامد تخوضها قوى المعارضة بدعم من القوى الخارجية، ومن خلال «حرب مستترة» تستمد مقوماتها من القوى الدولية والاقليمية المناهضة للرئيس الاسد، وتتبنى استراتيجية التقويض التدريجي لعناصر القوة في نظامه (الاقتصادية والعسكرية) وعلى نحو يؤدي في نهاية المطاف الى سقوط من دون تقديم المبررات والذرائع المستنفرة حيال اي مشروع لتدخل عسكري مباشر.

المصادر تؤكد ان ايران ستكون الخاسر الاكبر في حال سقوط النظام السوري الذي يشكل جسر العبور الاساسي لطهران الى العمق العربي، وشريان الحياة لاهم اعضاء المحور الايراني ـ اي حزب الله، وبتعبير ادق فإن سقوط نظام بشار الاسد سيدمر سنوات من التخطيط الاستراتيجي والانجازات لسياسة طهران في المنطقة ويفقدها اوراقا مهمة في القضية الفلسطينية والعراق وحتى لبنان، ولذلك فإنه من المتوقع ان تحاول ايران حتى آخر لحظة انقاذ النظام السوري لكن دون الوصول الى حد شن حرب اقليمية.

والبراغماتية التي يتمتع بها النظام الايراني ستدفعه الى محاولة التعويض عن خسارة سورية بزيادة نفوذه في العراق، مع محاولة استدراج المعارضة السورية الى حماية مصالحه.

المصادر حذرت من توجه سوري ـ ايراني يرمي الى تحريك تصاعدي للورقة الامنية في الجنوب اللبناني وغزة، وتحريك الورقة المذهبية في المنطقة الشرقية في السعودية والورقة العرقية في تركيا، وذلك لافهام من يعنيهم الامر ان الزلزال الذي تحدث عنه الرئيس الاسد ليس كلاما في الهواء.
  

السابق
البطريرك الماروني
التالي
سارق متخصص بسلب الدرجة الأولى