“السياسة”: باريس أم واشنطن أم الاستقرار اللبناني أم ميقاتي؟

 كتبت صحيفة "السياسة" الكويتية: الرسالة وصلت، لكن المرسل إليه من ضمن لائحة رباعية بقي مجهولاً بفعل تقاطع الظروف والمعطيات المتصلة بمكان وزمان التفجير: فرنسا أم واشنطن أم الاستقرار اللبناني الداخلي أم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؟

فالانفجار الذي استهدف، صباح أمس، كتيبة فرنسية تابعة لقوات الطوارئ الدولية في صور موقعاً خمس اصابات في صفوف الجنود الدوليين وأثار موجة ردات فعل داخلية ودولية أبرزها من وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه الذي أكد ان التفجير لن يرهب باريس المصممة على مواصلة التزامها في قوات اليونيفيل في لبنان, هو الثاني من نوعه في العام ,2011 وجاء في أعقاب تحذيرات امنية بلغت مسامع القوات الدولية عبر تقارير أعدتها اجهزة امنية تؤشر الى احتمال استهداف قوات الطوارئ اضافة الى بعثات ديبلوماسية اجنبية في لبنان.

والمفارقة، وفق ما اعتبرت مصادر مراقبة انه, بمعزل عن التفجير بحد ذاته, فإنه يحتمل تأويلات كثيرة إذ انه استبق الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى باريس التي وجهت إليه دعوة رسمية تعبيراً عن تقديرها لدوره في تمويل المحكمة الدولية من خلال سداد الحصة المتوجبة على لبنان في موازنتها وهو أمر يطرح عملياً أسئلة، عما اذا كانت الجهة المرسلة، ضمنت رسالتها لرئيس الحكومة، موقفاً يذكره بمدى قدرتها على التحكم بالاستقرار والأمن على المسرح اللبناني.

ولا تسقط المصادر من اعتباراتها فرضية استهداف فرنسا بحد ذاتها، التي تشكل راهناً رأس الحربة اوروبياً ضد "مشروع الممانعة والمقاومة" في المنطقة في ضوء سعيها الى فرض عقوبات على سورية.
أما ثالثة الفرضيات فتتجه نحو ردة الفعل في المسرح اللبناني على التطورات الدراماتيكية في سورية باعتبار ان الجهات الاقليمية الفاعلة لا تزال تتحكم بمفاصل الوضع الميداني في لبنان وقادرة على تحريكه لحظة تشاء وخصوصاً اذا ارتفعت وتيرة الضغط الدولي على دمشق.

وعلى رغم مغادرة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان بيروت صباح امس مختتماً زيارة استمرت 3 أيام، الا ان المصادر أشارت الى احتمال توجيه الرسالة التفجيرية الى واشنطن المتهمة بتحريك الشعوب العربية وتغذية ثوراتها ضد الأنظمة بحيث تستخدم ساحة لبنان ورقة ضغط ضدها. 

السابق
الحريري: رسالة سورية وراء انفجار صور وليفتحوا ملف شهود الزور إذا رغبوا
التالي
جنبلاط: زج دروز سوريا في أعمال القتل خطأ تاريخي ولسنا بحاجة لدروس من إيران