الرفاعي: زيارة فيلتمان لمحاصرة سورية اقتصادياً وسياسياً

رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي ان زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان الى لبنان أتت في إطار حث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على مشاركة الجامعة العربية في محاصرة سورية اقتصاديا وسياسيا، معتبرا بالتالي ان كلام فيلتمان بأن الهدف من زيارته هو لتهنئة الرئيس ميقاتي بتمويل المحكمة، مجرد مناورة جديدة من مناوراته للتغطية على مهمته التخريبية الجديدة ذي العنوانين الرئيسيين وهما:

1 ـ زج لبنان في الصراع السوري ـ السوري، 2 ـ وقف الضغوطات من قبل مخابرات الجيش على المجموعات السورية المسلحة في شمال لبنان والتي تغذيها بعض الأطراف اللبنانية المنادية بإسقاط نظام الرئيس، مشيرا تبعا لهذين العنوانين الى ان دور السفير فيلتمان كمهندس للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان يحاول من خلال زيارته هذه هندسة اعتداء على سورية من داخل الأراضي اللبنانية وتحديدا من البوابة الشمالية، هو ما يتوجب على الحكومة اللبنانية الانتباه إليه وخنقه في المهد قبل نشوبه واستفحاله.

وردا على سؤال لفت النائب الرفاعي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان ما فات السفير فيلتمان هو ان حكومة الرئيس ميقاتي لن تعطيه فرصة لتحقيق مآرب إدارته على حساب المصلحة اللبنانية، وهو بالتالي يبحث عن فسحة لتحقيقها في المكان الخطأ لاسيما انه المكان غير المرحب به وبإدارته، مستدركا بالقول ان ما أرادته الحكومة اللبنانية في مواقفها من الأزمة السورية ليس دعم الرئيس الأسد إنما الحفاظ على مصلحة لبنان واللبنانيين على المستويين الأمني والاقتصادي، خصوصا ان الدولة اللبنانية لا تملك اي منافذ برية امام صادراتها ووارداتها سوى المنفذ السوري، إلا اذا كانت الجامعة العربية تنوي فتح منفذ جديد للبنان عبر الأراضي المحتلة مادامت غالبية الدول الأعضاء فيها باتت في حكم التطبيع مع العدو الإسرائيلي. وعن قراءته لخلفية عودة السفيرين الأميركي روبرت فورد والفرنسي أريك شوفالييه الى دمشق، خصوصا ان فيلتمان أعلن صراحة ان عودة فورد أتت في إطار دعم الولايات المتحدة للشعب السوري ولوضع الخارجية الأميركية في أجواء التطورات السورية، لفت النائب الرفاعي الى ان الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا ذهلوا من صمود الرئيس الأسد في وجه المؤامرات التي يحيكونها ضد سورية بالرغم من إدخالهم الجامعة العربية على خط المواجهات ضد النظام، معتبرا ان هذا الصمود دفع بهم الى إعادة حساباتهم بشكل جذري، لاسيما بعد ان تأكد لهم ان المعارضات في سورية (وليس المعارضة) استنفذت كامل قواها ولم يعد لديها ما تضيفه على تحركاتها المسلحة، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى ان الانسحاب الأميركي المرتقب من العراق شكل عاملا اساسيا في عودة السفير فورد الى دمشق، وذلك لاعتباره ان الإدارة الأميركية كانت تراهن على سقوط النظام السوري قبل انسحاب جيشها من العراق للتعويض عن حضورها العسكري في المنطقة، الا انها أدركت ان سقوط الرئيس الأسد لن يتم لا قبل الانسحاب المذكور ولا بعده، ما دفع بها الى إعادة التواصل مع سورية عبر إعادة سفيرها الى دمشق.
  

السابق
فتفت: للاحتفاظ بالسلاح للدفاع عن لبنان تحت رعاية الجيش
التالي
اعتداءٌ على لبنان