التفجير يستبق زيارة مقررة لمسؤول فرنسي

تبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لدى ترؤسه اجتماعا امنيا في السرايا نبأ التفجير الذي استهدف كتيبة فرنسية عاملة من ضمن القوة الدولية في الجنوب. فاتصل على الفور بالسفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون وابلغه الخبر معربا عن اسفه البالغ للحادث ولسقوط جرحى ومتمنيا عليه ان ينقل الموقف اللبناني الرسمي الى الخارجية الفرنسية على وقع التمني برد فعل مسؤول لا يسمح لعمل ارهابي ان يفرض روزنامته في اي اتجاه . كما جرى اتصال بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الموجود في ارمينيا وتم التنسيق على ان يعلن مجلس الوزراء ايضا موقفا مدينا للحادث يستند الى موقفي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة . وقد استبق التفجيرالجديد ضد الكتيبة الفرنسية زيارة مدير شؤون المنظمات الدولية وهيئة الامم في وزارة الخارجية الفرنسية في التاسع عشر من الجاري في اطار مراجعة فرنسا لاستراتيجية مشاركتها في اليونيفيل. فهذه الاستراتيجية وضعت على نار قوية في الاونة الاخيرة بهدفين : احدهما مراجعة طبيعة المشاركة الفرنسية على اساس السعي الى تسليم الجيش اللبناني مواقع اضافية في مناطق عمل اليونيفيل قد لا تتضمن الحدود والشاطىء من ضمن خطة فرنسية ترمي الى دعم الجيش اللبناني على صعد عدة في اطار السعي الى تطبيق القرار 1701 الذي نص على تسليم الجيش اللبناني تدريجا. والهدف الاخر هو خفض عديد القوة الفرنسية العاملة في الجنوب الى ما لا يزيد على 920 عنصرا بدلا من العدد الحالي الذي يزيد عن 1100 بقليل.

والاسئلة التي يثيرها الانفجار تتصل بما اذا كان هذا الاستهداف يمكن ان يؤدي الى سحب فرنسا مشاركتها كليا في ضوء تحذيرات سابقة وجهها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في هذا الاطار؟ وهل ان الامر يتصل في هذه المرحلة تحديدا بالمواقف الرسمية الفرنسية من النظام في سوريا في ظل عدم استبعاد مراقبين ديبلوماسيين ان يكون ثمة رد في لبنان وليس في سوريا خصوصا بعد عودة السفير الفرنسي اريك شوفالييه الى دمشق . علما ان هناك مخاوف لدى هؤلاء من ان تكون ثمة مخاطر يمكن ان تتهدد السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون او سفراء دول غربية اخرى هي في طليعة المواقف الدولية المنددة بالنظام السوري باعتبار انه يسهل استخدام لبنان كساحة في هذا الاطار.

وهذه النقطة الاخيرة بالذات والمتعلقة بكون لبنان ساحة يمكن ان تستخدم لتوجيه الرسائل كانت الاكثر ترجيحا على المستوى الرسمي في تفسير التفجير باعتباره رسالة تقوم بها تنظيمات موالية للنظام السوري في ظل استبعاد كلي رسمي ايضا لتورط "حزب الله" في هذا الاطار. وتقول مصادر رسمية رفيعة المستوى ان هناك تأكيدات فرنسية ان مثل هذه الحوادث لن تؤثر في سحب فرنسا مشاركتها في اليونيفيل ما لم يكن ذلك من ضمن وتيرة متكررة متصاعدة تحرج الادارة الفرنسية امام الرأي العام الفرنسي. وقد اشعل مقال نشر في احدى الصحف الفرنسية كتبه ضابط كبير تحدث عن هذه الاشكالية الكلام الذي يسري على التحفظات الفرنسية عن استمرار المشاركة ولعله شكل تحفيزا اضافياً تحت عنوان مراجعة استراتيجية المشاركة الفرنسية من ضمن القوة الدولية . اذ ان هذه المشاركة حتى لو غدت رمزية من حيث عديدها مهمة جدا لكل من الافرقاء المعنيين بها ومن ابرزها اسرائيل التي تخشى ان يؤدي الانسحاب الاوروبي من المشاركة الى تفريغ القوة الدولية من مضمونها القوي ويجعلها شبيهة بوضعها السابق قبل العام 2006 وهي تتمسك بابلاغ الدول الاوروبية بهذا الاصرار على وجودها في الجنوب.
والامر نفسه ينطبق على لبنان الذي يقول انه يصر على المشاركة الاوروبية ويحرص عليها ومن مصلحته ان تكون الدول الاوروبية مشاركة في شكل فاعل في القوة الدولية .  

السابق
أوّل وفاة بشرية بجنون البقر في كوريا
التالي
شيطان الأجور يظلّل علاقة عون بحزب الله