اعتداءٌ على لبنان

التفجير الذي استهدف القوّات الفرنسية العاملة في جنوب لبنان ليس التفجير الأول في سياق الاستهدافات التي طالت هذه القوّات منذ تعزيزها عام 2006، لكنه الأخطر والأشد حساسية نظرا لكونه يأتي في لحظة إقليمية معقّدة ومحلية متوترة· وعليه فإنّ مَنْ قام بهذا العمل المدان إنّما يهدف إلى إرباك الساحة وإرسال رسائل أمنية بمضمون سياسي·
لبنان بأسره سيكون متضرّرا من أي إخلال بوجود قوات اليونيفل في لبنان وفي الجنوب على الأخص· ومَنْ لا يريد استقرار الوضع جنوبا إنّما يفتح الباب أمام اعتداءات إسرائيلية برضا وتفهُّم دوليين، ويضع المقاومة في موضع حسّاس في سياق إقليمي دولي بالغ الخطورة بالنظر لما يحدث حولنا، وكأنّ المطلوب وصل لبنان بخط النار الذي يضرب المنطقة وجعله صندوقا لإرسال الرسائل أو لإحراج أطراف وجعلها في موقع المتهم سلفا·

كانت فرنسا قد هدّدت وأبلغت أكثر من مرجعية لبنانية بأنّها ستقوم بإجراءات قويّة إذا ما استُهدِفَ جنودها في جنوب لبنان، وها هي عملية الاستهداف متواصلة ما يعني أنّ المُستهدَف هو الدور الفرنسي في هذه القوّات وليس فقط قوّات اليونيفل بوصفها مزيجا من عدة دول تحت علم الأمم المتحدة· وهنا يبدو أنّ أحداً ما يريد اختبار جديّة باريس في تهديداتها السابقة لحماية جنودها وبقاء قوّاتها ضمن القوات الدولية، وهذا الاختبار يأتي ضد مصالح لبنان والدولة اللبنانية وحتى حزب الله الذي تستفيد أطراف محلية من هذا النوع من الاستهدافات لوضعه مجددا في خانة الاتهام·

من جميع الزوايا لا يمكن قراءة حادثة الاعتداء جنوبا إلا أنّها اعتداء على لبنان ومصالحه، وهي عملية <خبيثة> شكلا ومضمونا·  

السابق
الرفاعي: زيارة فيلتمان لمحاصرة سورية اقتصادياً وسياسياً
التالي
الفئران… حنونة