قواعد جديدة

خلال أسبوع تقريبا ستكون المنطقة قد دخلت في مرحلة جديدة تترتّب عليها الكثير من الحسابات السياسية وإعادة خلط الأوراق وترتيبها بين اللاعبين الإقليميين·
هذه المرحلة عنوانها الأساسي الخروج الأميركي من العراق وانتهاء حقبة الاحتلال والغزو والضغط على دول المنطقة وتهديدها أمنيا وسياسيا وعسكريا·

في التاسع من نيسان من العام 2003 تاريخ الاحتلال الأميركي للعراق دخلت المنطقة في مسار أمني وسياسي جديد تزامن مع غزو أفغانستان ومع سيادة نظرية <الضربة الاستباقية> في ذهن الإدارة الأميركية السابقة، وما ترتب على هذه النظرية من سلوك أميركي زاجر وهجومي ترك أثره على كل دول المنطقة ومنها لبنان الذي بات ابتداء من أيلول من العام 2004 جزءا من الاستراتيجية الأميركية في المنطقة·

بعد حوالى الأسبوع من الآن سيخرج آخر جندي أميركي محتل من العراق، لتخرج من يد الأميركيين ورقة مقايضة ومفاوضة وابتزاز في منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما سيجعل خصوم أميركا الإقليميين يرتاحون وقادرين على المبادرة وحرية الحركة ابتداء من طهران وصولا إلى مارون الراس مرورا بالعراق وسوريا، وهذا ما يجعل الحديث عن مرحلة جديدة مشروعا وجديّا ولا يقع في موقع المبالغة أو التهويل·

جميع الدول الإقليمية معنية بهذا الخروج وتراقب نتائجه وتداعياته على الوضع في المنطقة، وعلى رأس هذه الدول سوريا التي تُعتبر أزمتها الداخلية جزءا من الضغط الذي تمارسه واشنطن قُبيل خروجها من بغداد للتغطية على انسحابها وإشغال الخصوم في ساحات وجبهات أخرى، وعليه يمكننا انتظار كل جديد خطير في المنطقة بدءا من الأزمة السورية وصولا إلى مُجمل الملفات ليدخل الإقليم في قواعد لعبة جديدة·  

السابق
نبرة تصالحية تسود الخطاب الإسلامي في مصر
التالي
نحاس: جلسة الأمس فوتت على اللبنانيين امكان التوصل لتغطية صحية شاملة