توتـر في صيدا بعد شائعـة استدعـاء الأسيـر للتحقيق

كاد الوضع الأمني يفلت في صيدا، اثر شائعة اطلقت في رسائل نصية عبر الهواتف الخلوية تحدثت عن إصدار مذكرة توقيف بحق الشيخ أحمد الأسير الذي اثارت تصريحاته حول الطائفة الشيعية وذكرى عاشوراء استنكاراً واسعاً.
وكانت الرسائل بمثابة إشعار لمناصري وأتباع الاسير للتجمع حيث يتواجد هو في مسجد بلال بن رباح للتضامن معه، وقد لبى حشد من انصاره الدعوة. وترافقت تلك الشائعة مع اخبار تحدثت عن قطع طرق في المدينة وإشعال اطارات.
وأثار تواجد قوة للجيش اللبناني ودورية للمخابرات، إضافة الى دورية لقوى الامن الداخلي في محيط الجامع موجة من التكبير والتهليل ظناً من مناصري الاسير ان القوى الامنية تنوي إلقاء القبض على الشيخ، ليتبين لاحقاً عدم صحة ذلك وأن التواجد الأمني إجراء روتيني.

وعلى الفور قام المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود بزيارة الشيخ الأسير في المسجد حيث التقى عددا من رجال الدين ومن السلفيين، كما علم ان اتصالا تم بين مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان والدكتور عبد الرحمن البزري معه، كما اجريت اتصالات مع القيادات الامنية ومكتب النائب العام الاستئنافي في الجنوب للتأكد ما اذا كانت هناك مذكرة توقيف بحق الاسير فكان الجواب هو النفي.
كما علم ان البزري اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي لهذا الغرض.
وعلم لاحقاً ان سبب هذه الشائعة يعود لمقابلة تلفزيونية اجريت مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل حول ما يجرى في منطقة صيدا والمواقف التي أطلقها الشيخ الاسير، فرد الوزير بأنه على علم بالامر وسيطلب من النيابة العامة استدعاء الشيخ الأسير للتحقيق.
 وكان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم قد اجرى سلسلة اتصالات شملت النائبة بهية الحريري والمفتي سوسان وإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود من اجل العمل على تهدئة الوضع وتخفيف حدة الاحتقان والتوتر في صيدا.
وعلمت «السفير» ان اتصالات حثيثة جرت امس افضت الى الاتفاق على عقد اجتماع موسع في دار الافتاء في صيدا، الساعة العاشرة من صباح اليوم من اجل إنهاء حالة التوتر. وتولى مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود قسماً مهماً من هذه الاتصالات التي افضت الى الاجتماع المذكور. وأكد الشيخ حمود لـ«السفير» ان هناك محاولة للوصول الى حل وأن هناك مخارج سوف تفضي الى نهاية لهذه القضية وأن الأجواء تميل الى التهدئة.

وأجرى الشيخ حمود لهذه الغاية اتصالات شملت مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وقيادة «حزب الله» ومن خلالها الى السيد حسن نصر الله، إضافة الى الاتصال بكل من المفتي الشيخ سليم سوسان والمسؤول في الجماعة الاسلامية بسام حمود وقاضي الشرع الشيخ احمد الزين والنائبة بهية الحريري ورئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري. وعلم ان الشيخ حمود ارسل موفدين من قبله والتقوا الشيخ الاسير لهذه الغاية.
وأبلغ الشيخ حمود «السفير» انه بصدد توجيه رسالة الى كافة المراجع والفعاليات تحذر من المبالغة في التطرق الى الموضوع الشرعي والديني وإثارة هذه المواضيع على المنابر وعلى الإعلام، مؤكداً ان صيدا لا تتحمل كل هذه الأجواء وهذه الحساسيات. وعلمنا ان كل هذه الاتصالات ساهمت بإنضاح القرار الذي اتخذه المفتي سوسان بدعوة الفعاليات السياسية ورجال الدين الى اجتماع يعقد الساعة العاشرة صباحاً في دار الإفتاء في صيدا لمعالجة هذه القضية. 

السابق
الربيع العربي ينجب الإسلام السياسي
التالي
الدور التركي…والمتغيرات الإقليمية