الداعوق: حرية التعبير في لبنان هي نتيجة نضال طويل دفع ثمنه اعلاميون كبار

 نظمت مدرسة الإليزيه ندوة ثقافية عن "تحديات الإعلام المعاصر في لبنان" في مقرها في الحازمية، برعاية وزير الإعلام المحامي وليد الداعوق وحضوره، مدير المدرسة ايلي مسلم، مسؤولة العلاقات العامة غرازييلا شدياق إقبال، ممثلة رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر، رئيسة لجنة الطفولة في الحازمية سيلفيا دعيبس، الرئيس العام للرهبانية الكرملية مخول فرحة، رئيس دير الكرمل الأب جوزف شلالا وطلاب الثانوية والاهالي.

الوزير الداعوق

بعد النشيد الوطني، تحدث الوزير الداعوق فقال: "الإعلام والتعاطي مع الأهل أمر مهم وضروري، لديكم هواجس ونحن أيضا. فالإعلام يشكل حيزا مهما من حياتنا لأنه يدخل الى كل بيت ومن دون استئذان. هناك برامج خدشت الشعور، وهذا شيء كبير ومهم، تعاطينا معها بشكل أكثر من إيجابي. وقبل عرض هذا البرنامج كان هناك الإعلان الذي يروج له وهو إعلان مثير وتدخلت شخصيا للتخفيف من آثاره خصوصا وانه عنصر تسويق ويجلب المشاهدين. لقد تم تخفيف الإعلان بشكل كبير، وحاولنا جاهدين جعل البرنامج بحد ذاته علميا وتقنيا وتوجيهيا.المردود المالي كما تعرفون يهم وسائل الإعلام وهناك حرية التعبير التي هي مصانة ومحفوظة في لبنان بل وهي مطلقة، ولكن يجب أن يكون لها حدود، ولكن هذه الحدود لها معايير تختلف باختلاف الأشخاص".

وتابع: "برأيي "تلفزيون لبنان" هو الخلاص الوحيد، ليس لديه غاية تجارية ربحية وهو تلفزيون وطني، مع الأسف اليوم في لبنان لكل طائفة ومذهب وسيلة إعلامية، وبالتالي لديها هدف تروج له، ولكن الهدف الوطني الوحيد هو "تلفزيون لبنان". هناك مخطط كبير لتفعيله، فدوره توجيهي ثقافي وليس ذا طابع تجاري، وبمقدوره أن يكون جامعا ونشدد على دوره".

وقال: "انا سعيد اليوم ان التقي بكم في هذه المدرسة العريقة التي تزودكم بالعلم والمعرفة وتهيئكم للمرحلة الجامعية بكل ثقة وأمل".

أضاف: "وانا اتحدث اليكم ارى في كل واحد منكم ولدي اللذين هما في مثل سنكم، ما يعني انني ادرك تمام الادراك ما تفكرون به وما تطمحون اليه، خصوصا انني عضو في مجلس ادارة مدرستين هما "IC" و"لويس فغمان"، ما يجعلني قريبا جدا الى فهم هواجسكم، التي هي هواجس كل مسؤول وكل ولي امر معني بمستقبل الاجيال الواعدة".

وتابع: "بداية، لا بد من القاء نظرة شاملة على اسهامات اللبنانيين في الاعلام عندما كان اعلاما مكتوبا فقط، بحيث أسس اللبنانيون كبريات الصحف في العالم العربي منتصف القرن الماضي كصحيفة حديقة الاخبار والاهرام والمقطم وروز اليوسف وغيرها من الصحف والمجلات، وكيف تركوا بصماتهم على الصحافة العربية والاغترابية، وكانوا روادا في الفكر والاعلام، وهم يلعبون اليوم ادوارا رائدة في المنطقة العربية، حيث نرى لمساتهم في كل عمل اعلامي ناجح، ولا سيما في دول الخليج وفي المدن الاعلامية سواء في دبي وفي غيرها من التجمعات الاعلامية، وكذلك في دول الانتشار".

وأشار الوزير الداعوق الى "ان حرية التعبير التي يتميز بها الاعلام اللبناني اليوم هي نتيجة اعمال بناء طويلة في النضال دفع ثمنها اعلاميون كبار، حيث اضطهدوا وعلقوا على المشانق في زمن الاحتلال العثماني، وكذلك بذل كثير من الصحافيين دماءهم في سبيل ان تبقى الكلمة حرة ومصانة".

وقال: "اننا مدعوون الى المحافظة على هذه الحرية التي نتمتع بها اليوم، والى صيانتها وتعزيزها بكل الوسائل ليبقى لبنان منبرا للكلمة الحرة والمسؤولة، في حين نرى الكثيرين من حولنا يتحركون من اجل المطالبة ببعض الحريات ولا سيما حرية الاعلام ومن اجل الحصول على حق التعبير".

أضاف: "في أي لقاء بين أي مسؤول في الدولة اللبنانية ومجموعة من الشباب تطرح مواضيع كثيرة، وأهمها مدى تأثير وسائل الاعلام على الشباب وعلى ثقافتهم. وفي هذا المضمار تكثر الاجتهادات والنظريات والمقاربات. وقد يكون التذكير بها مفيدا، ولكني اريد اليوم ان اعكس الموضوع واطرح السؤال التالي: ماذا يريد الشباب من الاعلام؟ وهذا السؤال وغيره سيكون محور احاديثنا واسئلتنا، لنخرج من هذه القاعة بقناعات تنبع من صميم تفكيركم. وفي ضوء هذه الاسئلة والاجوبة سنحاول معا رسم معالم جديدة لمستقبل الاعلام، مع يقيني المسبق بأن ما يستهويكم من الاعلام هو المرئي والالكتروني في الدرجة الاولى، باعتبارهما الوسيلتين الاكثر سهولة للوصول الى ما يشبع نهمكم للمعرفة السريعة والمبسطة".

وأكد وزير الاعلام "ان الاعلام المكتوب هو الاكثر رسوخا والاغنى في تكوين الثقافات، علما ان جيل الشباب في العموم تنقصه الرغبة في المطالعة والقراءة، بكل مستوياتها، ولهذا اسباب سنحاول من خلال الاسئلة والاجوبة ان نلقي الضوء عليها، علما ان لدى معظمكم اجابات مسبقة حول هذا الموضوع، ان لجهة ضيق الوقت بسبب سرعة الحركة لدى الشباب، او لسبب غياب الحوافز والدوافع، او لكثرة المناهج المدرسية، او لخلو تلك المناهج من الزامية المطالعة بمختلف اوجهها".
ولفت الى "الفرق بين المتعلم والمثقف"، وقال: "نرى كثيرا من الناس غير متعلمين بمفهوم تحصيل الشهادات ولكنهم مثقفون نظرا الى تعلقهم بالقراءة والمطالعة، في حين نرى اناسا متعلمين ويحملون شهادات عليا ولكنهم غير مثقفين. وهذه جدلية قائمة منذ زمن بعيد".

نقاش وحوار

ثم دار نقاش بين الوزير الداعوق والأهالي والحاضرين، عن ضرورة الإهتمام بالبرامج التثقيفية والتربوية، فأعلن "ان هناك دفتر شروط تحصل بموجبه كل وسيلة إعلامية على ترخيصها وهناك لجنة مراقبة، ولكن هل نستطيع أن نفرض اي شيء على أي وسيلة إعلامية أثناء عرضها لبعض البرامج أو ما شابه، لا نستطيع ذلك، خصوصا في ظل الواقع الذي نعيشه وفي ظل حرية التعبير وهي مطلقة وأنا أحترمها ولا نستطيع وضع حدود لها".

وعن محاكمة وسائل الإعلام أمام محكمة المطبوعات لا أمام المجلس الوطني للاعلام، أشار الى "ان المجلس الوطني له دور استشاري ونعمل على تفعيله ليلعب دوره المطلوب منه".

ورأى ان تخصيص قناة بيئية فكرة جيدة، وتستحق الدراسة وخصوصا ان مصرف لبنان يعطي حوافز إضافية ويخفف الضرائب عن كل مشروع يخدم البيئة.

واعلن ان ليس هناك خبر حيادي في أي مؤسسة إعلامية، وقال: "من غير الممكن أن يكون الخبر هو نفسه في كل الوسائل الإعلامية، فكل وسيلة تغطي الخبر من منظارها وعلينا كمثقفين أن نفتش عن الحقيقة ونحترم حرية التعبير".

وعن دور وزارة الإعلام خلال التصويت على مغارة جعيتا، قال: "لو فازت مغارة جعيتا لكان هناك مردود اقتصادي كبير للبنان"، مضيفا انه عرض على كل وسائل الإعلام "تخصيص فترة من بثها لهذا الموضوع والكل رفض لأن لا مردود ماليا في المقابل، وفي النهاية تلفزيون لبنان بإمكاناته المتواضعة نقل الحدث مباشرة وقد تدخلت شخصيا مع بعض الفنانين لإحياء هذا النهار. طموحنا شيء والواقع شيء آخر".
وعن مبدأ الثواب والعقاب في المؤسسات الرسمية، أكد "ان الوزير لا يستطيع فعل شيء فهو لا يستطيع فصل موظف أو طرده أو محاسبته، كل الذي يستطيعه هو نهاية كل عام يعطي الموظف مكافأة أو لا يعطيه بالطبع، بحسب أدائه الوظيفي، ومن هنا حين يعرف الموظف ان أحدا لا يستطيع محاسبته يهمل وظيفته".
ونوه الوزير الداعوق بعمل "الوكالة الوطنية للاعلام" واعتبر ان لها دورا فاعلا وتقوم بواجبها على أكمل وجه، ولكن يجب ان تأخذ حقها، ففي دول العالم الوكالة الرسمية تدفع لها اشتراكات سنوية مما يساعدها، ولكن الوكالة الوطنية مجانية للجميع، ومنذ أن توليت مهام وزير الإعلام طلبت منهم تذييل كل خبر باسم الوكالة ليشعر الذي يقتبس عن الوكالة حين يقوم بشطب اسمها بأنه يقترف ذنبا.

وتمنى ان تتبع كل وسائل الإعلام الأصول المهنية وهذا ما يعمل عليه بالتنسيق مع نقابتي المحررين والصحافة.

درع تقديري

وفي نهايةالحوار تم تسليم الوزير الداعوق درعا تقديرية، ودون كلمة في السجل الذهبي للمدرسة. 

السابق
قهوجي عرض وفيلتمان تفعيل التعاون مع الجيش الاميركي
التالي
سامي الجميل: نطالب بتسليم المتهمين الاربعة في اغتيال الحريري