وشم على يد مرافق نصر الله يلفت الانتباه ذو الفقار برأس أو برأسين.. ومصدره السماء أو الأرض!

 كان لافتا للانتباه «الوشم» الذي ظهر على اليد اليمنى لمرافق أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله خلال محاولته سحب نصر الله من المنصة واستعجاله العودة إلى مخبئه.
والوشم الموجود على يد المرافق هو لـ«ذو الفقار» الاسم الذي يطلقه الشيعة على السيف الذي كان يستخدمه الإمام علي بن أبي طالب، والذي يميزونه عن غيره من السيوف بأن له رأسا متشعبا إلى رأسين. وقد نال هذا السيف شهرة كبيرة، إذ ينسب بعض علماء الشيعة أن جبريل عليه السلام نادى بعد موقعة أحد أن «لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا علي»، بعد دفاعه عن الرسول وثباته إلى جانبه في موقعة أحد.
وبخلاف مراجع أهل السنّة، لا يحرّم علماء الشيعة على اختلافهم «الوشم» ما لم يكن الوشم حبرا فوق الجلد فيمنع الوضوء وما لم يكن زينة للمرأة أو إذا كان وشما غير مقبول اجتماعيا فـ«يهتك حرمة الإنسان المؤمن»، كما يقول المرجع الشيعي الراحل السيد محمد حسين فضل الله. ويعتقد علماء الشيعة، وبينهم الإمام علي الخامنئي الذي يعتبره عناصر حزب الله «الولي الفقيه»، أنه «إذا كان الوشم مجرد لون، ولم يكن على ظاهر البشرة شيء مما يمنع من وصول الماء إليها فالوضوء والغسل صحيحان، وكذا الصلاة». علما بأن الروايات تنقل عن الرسول (ص) لعنه «الواشمة والمستوشمة».
وسيف ذو الفقار يحتل موقعة مميزة في الأدبيات الشيعية، التي رسم بعضها أساطير حول هذا السيف، علما بأن الكثير من الروايات التاريخية لا ؤكد وجود «رأسين للسيف»، والدليل لديها أن السلاح الموجود في متحف توبكابي في إسطنبول، الذي يحتفظ فيه الأتراك بدروع وسيوف الخلفاء الراشدين، يظهره سيفا برأس واحد. ويبدو أن كلمة «ذو الفقار» قد جعلت البعض يتخيله سيفا برأسين، علما بأن المقصود منه هو أنه «كان في وسطه خطّ في طوله، فشبّه بفقار الظهر»، كما روي عن أحد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة، الإمام الصادق.
وذو الفقار هو سيف النبي أهداه إلى علي وفق أكثر الروايات، غير أن اختلافا كبيرا في نسب السيف موجود لدى المراجع التاريخية الشيعية، فمعظمها يقول إنه «نزل من السماء» كما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا لما سئل عن ذي الفقار سيف رسول الله من أين هو، فقال: «هبط به جبرائيل عليه السّلام من السماء وكانت حليته من فضّة، وهو عندي».
واختلفت الآثار المرويّة في مصدره وأسباب نزوله من السماء وتاريخ نزوله، ففي بعض الروايات أنّ جبريل أنزله يوم معركة بدر أو معركة أحد، وفي بعضها الآخر أنّ الله أنزله مع النبي آدم (عليه السّلام) من الجنّة، وكان آدم يحارب أعداءه من الجنّ والشياطين، وكان مكتوبا عليه: «لا يزال أنبيائي يحاربون به، نبي بعد نبي وصدّيق بعد صدّيق، حتى يرثه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فيحارب به عن النَّبي الأمّيّ».
وفي الروايات الشيعية عن مصدره الأرضي أن عليا غنمه بعد قتل العاص بن منبه السهمي وأخذه منه، وقيل غنمه من منبه بن الحجاج السهمي في غزوة بني المصطلق بعد أن قتله، وقيل كان من هدايا بلقيس ملكة سبأ إلى سليمان بن داود (عليه السّلام)، وقيل إنّ الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله سيفه ذا الفقار ثمّ صار إلى علي
 

السابق
وهبي: نصرالله حاول بخطابه ضخ التعبئة في جمهوره بعد ان شعر بهزائم وسقوط حلفائه
التالي
البحث عن الصحافة المناطقية في أتراب التاريخ