الأخصائية صفا دياب: المطلوب الحذر من بعض الوصفات لأنها تؤدي لسوء تغذية

 في العقدين الماضيين تغيّرت الكثير من النظم الحياتية التي نعيشها يوميا من طرق اللباس إلى السفر ووسائل الترفيه وأمور أخرى ومن أهم المتغيرات كانت وما زالت الأنظمة والأنماط الغذائية التي دخلت عمق بيوتنا وسيطرت على طريقة عذائنا وحياتنا، ومن قبل كان قد ازداد الإهتمام بالزراعة العالية الجودة والنوعية، والزراعة العضوية وانتاج الأغذية المختلفة (الحيوانية والنباتية) حتى تحوّل من مجرّد اهتمام إلى علم من أهم العلوم الحديثة وتحوّل إلى ظاهرة يشدّ عقول الكثيرين للتعرف عليه أكثر عبر متابعته دراسياً أو إعلامياً أو كمستفيدين من هذا العلم عبر الاستعانة بالأخصائيين الذين يعالجون و ينبهون من مخاطر سوء التغذية أو البدانة أو أمراض أخرى.
يقال العقل السليم في الجسم السليم والجسم السليم يحتاج إلى نظام غذاء سليم، وللتعرف على هذا العلم الحديث ومتى يجب اللجوء إليه وكيف نتعاطى معه قابلنا الأخصائية صفا نمر دياب التى أعطتنا شرحاً وافياً عن موضوعنا وكان الحديث التالي:
• متى ظهر علم التغذية و ما الذي ساعد على انتشاره؟
علم التغذية موجود منذ زمن ليس بقريب ولكن بدأ الناس بالتعرف عليه خلال عقد ونيف، و بدأ فعاليته تظهر عندم بدأالتعاون ما بين المستشفى و الطبيب وأخصائي التغذية حيث بدأ الطبيب بتحويل مرضاه ممن يحتاجون أنظمة غذاء خاصة إلى الأخصائي بعد أن كان يصف له ما يجب أن يلتزم به بنفسه، صار الأخصائي يقوم بدوره بالإضافة إلى وصف الأنظمة الغذائية المعالجة أصبح يعطي الأنظمة الوقائية التي تؤدي إلى ابتعاد المريض عما قد يؤذيه في المستقبل، وقد كان للإعلام دور كبير بإدخال أخصائيي التغذي إلى البيوت حيث صار على كل شاشة أخصائيي مما أدى إلى زيادة الوعي حول أهمية وجود أخصائيي للعائلة أو لمرضى مخصصين.
• من هم الأشخاص الذين يرتادون إلى هذا النوع من العيادات؟
فيما ما مضى كان فئة الناس ميسوري الحال يعتبرونه نوعا من الكماليات أو "البرستيج" لتنظيم وجبات طعامهم أو للمحافظة على وزن معين، أما الآن فصار هناك مراكز وعيادات في كل مكان وأي شخص يستطيع ان يستفيد من خدماتها ببدل مادي معقول، ولكن بالإجمال أغلبية الأشخاص هم ممن يرغبون بتخفيض أو زيادة وزنهم، أو من أرسله الطبيب المعالج للإلتزام بنظام غذائي ما، كمريض السكري مثلا ممكن أن يطلب منه الحفاظ على مستوي معين من السكر عبر النظام الغذائي، أو مريض القلب واليوم أصبح هناك أنظمة غذائية لمختلف الأمراض كالكآبة أو الحساسية وأمراض السرطان ،….. والكثير غيرها.
• إلى أي حد يستفيد هؤلاء المرضى من الأنظمة الغذائية المحددة؟
اذا اتبع المريض العلاج بالتحديد وبدقة تصبح نسبة الاستفادة كبيرة، مثلا في حالة مريض السكري قد يصبح معدل السكر طبيعي مع الالتزام بالنظام المطلوب وبعض الرياضة معا، فالأخصائي يعطي نظاما كاملا للحياة و يكون طرية الوقاية من المرض، فمريض الكولسترول مثلا ممكن ان يخفّض 4 نقاط عبر تخفي كيلو واحد من وزنه. ومثل آخر مع أحد مرضى السرطان بعد اتباع نظام غذائي دقيق أدى إلى المحافظة على صحة جيدة ومناعة عالية والوضع ظل مستقراً طبياً.

• ما هي المراحل التي يمر بها المريض مع أخصائيي التغذية؟
في البداية بعد أن يشعر المريض بعوارض معينة ممكن ان يذهب للطببيب فيقوم بتشخيص مرضه ويرسله إلينا، أما إذا أتى المريض مباشرة إلينا عندها نقوم بفحصه فإذا ظهر لنا عبر آلة الفحص بأن لديه دهون زائدة مثلاً أو أي أمر آخر غير عادي فنطلب منه فحص دم للتفصيل وعنده يظهر لنا نسب السكر والدهنيات وما إلى هنالك من نفاصيل أخرى فنعرف أين تتمركز المشكلة ونرسله للطبيب المختص وبعد ذلك يعود الينا لنوجهه بنظام غذائي يكون مساعداً لعلاج الطبيب.
 • كيف تخدم المنتوجات العضوية نظام التغذية للمرضى أو عامة الناس ؟
لا شك بأن المنتوجات العضوية أفضل بكثير من المنتوجات العادية التي تخف فيها المعادن والفيتامينات والكثير من العناصر الغذائية الضرورية، ولكن بما أننا حاليا في عصر الوجبات السريعة والطلبات الجاهزة من المطاعم، من الضروري أكل الخضار والفاكهة حتى لو لم تكن عضوية وإذا تواجدت هذه المنتجات فهذا جيد جدا ولكن المشكلة تقع في غلاء أسعار هذه المنتجات وعندها يوصى بها لمن لديه مشكلة مرضية معينة وعليه الاهتمام الفائق بغذائه أو الأطفال الرضع الذين يستعملون الرضاعة البديلة وبالتالي ذوو مناعة خفيفة وهناك طعام عضوي خاص بالأطفال، وهنا لا بد من ذكر ضرورة تعقيم المنتجات العادية غير العضوية بأي طريقة ويوجد الكثير من الطرق لأن ذلك يساعد على التخفيف من نسبة المواد الكيماوية والسماد الصناعي فيه مما يقلّص من ضررها.
– متى يصبح العلاج بالأنظمة الغذائي مضرّ وأين تقع المخاطر؟
يمكن أن يقوم الأخصائي بتشخيص خاطئ للمريض، أو المريض نفسه لا يعطي معلومات كافية عن وضعه أو أي دواء يتناول أو ممكن أن يلجأالمريض أحيانا إلى أنظمة غذائية من مصادر خارجية الأصدقاء أو الإنترنت أو أي وسيلة أخرى مما يؤدي إلى سوء التغذية يعني نقص في عناصر التغذية والفيتامينات مما يسبب فقر دم أو حديد وممكن أن يؤدي إلى أمراض أخطر كالأنوركسيا أو البوليميا وخصوصاً عند المراهقات والمشهورين من يكونوا مهووسين بالنحافة ويصبح لديهم حالة نفسية صعبة تؤدي إلى فوبيا من الطعام، وسبب ذلك يعود إلى صورة المرأة النحيفة الجميلة التي زرعها الإعلام في عقول الناس والمراهقات.
– كيف يتم استغلال أخصائيي التغذية لموقعهم الطبي في علاقتهم مع المرضى؟
يمكن لهم وصف أدوية معينة من دون الحاجة لها، أو اعتماد أنظمة سريع لتخفيض الوزن مع احتمال أكيد لوقوع الضرر على المريض، واعتماد الدواء المنحف للتعجيل في ذلك وهو عادةً مؤذٍ للجسم، وأحياناً يصفون للمريض نظام مؤقت لأسبوعين مثلاً فيتّبعه المريض أكثر من ذلك وهذا خطير جداً ويؤدي إلى سوء التغذية، أو يمكن الترويج لآلات رياضية معينة تكون غير مفيدة أو وصف وترويج مستحضرات وكريمات معينة من دون وجود دقيقة لها بل تماشياً مع طلب السوق لذلك، فأخصائي التغذية مخول لوصف دواء التنحيف وقطع الشهية فقط وبعض الفيتامينات.
– ما هو دور الأخصائي الأساسي تجاه المريض ؟
عندما يأتي الينا المريض يريد نتيجة سريعة لمشكلته، وعليه أن يعلم بأن هذا الجسم الذي بقي سنوات حتى صار بهذا الشكل لا يمكن معالجته بسرعة بشكل يؤدي إلى صدمته بل علينا تعليم المريض كيف يتعامل مع جسمه بروية وهذا يأخذ بعض الوقت فنحن نعلمّه أن يمتلك الإرادة للإستمرار بنظامه وندلّه على بدائل للطعام الذي كان يتناوله و نعلّمه كيف يختاره ويحبه، فدورنا كيف نهذّب نفسية المريض وقابليته للطعام وكيف يتعلّم أن يأكل بطريقة صحية ومغذّية.

مأكولات طبيعية
بعض المأكولات التي كان يرتكز عليها المزارع وعائلته وتقريباً لقد انقرضت هذه المأكولات إلاّ ما ندر عند بعض الناس وقد تعرفت على هذه الأطعمة من جدتي التي لطالما فضلت هذه الأطعمة على مأكولاتنا الحديثة.
من الماشية يستفيدون من المنتجات التالية: الألبان ،الأجبان، الحليب، الزبدة.
ومن الأرض ينتجون مختلف أنواع الخضار والحشائش ليصنعوا منها المأكولات التالية:
* البليلة: وهي البرغل الناعم المنقوع بالحليب ومن ثم يزاد عليه اللبن والزبدة وكانت من أهم الأكلات للمزارع.
* اللبنية: وهي لبن يغلى ويحرّك ويضاف عليه القليل من الأرز و الثوم والنعنع اليابس.
* كبة العدس: وهي العدس المسلوق ويضاف له الكمونة والبرغل والزبدة وهي من أهم الأكلات الشتوية.
* كبة البطاطا: وهي البطاطا المسلوقة المهروسة جيدا و يضاف عليها الكمونة والبرغل و الزبدة.
* كمونة البندورة: البندورة المهروسة و يضاف عليها البرغل مع الكمونة والزبدة مع زيت الزيتون.
* السايط: وهي البندورة المقطعة المقلية مع البصل بزيت الزيتون ويضاف عليها البرغل.
* بقلة خبيز: خبيز أخضر مفروم يقلى بالبصل بالإضافة إلى الشومر والبرغل الخشن.
* بقلة فول: فول أخضر مسسلوق مقلي مع البصل و يضاف عليها البرغل.
* مجدرة حمراء: عدس أحمر مسلوق ثم يزاد عليها البصل المقلي المحمر كثيرا ثم يزاد عليها البرغل الخشن.
لا يزال بعض الناس الغير قادرين على شراء المنتجات من اللحوم والدجاج يتكلون على هذه الأنواع من الطعام والبعض الآخر مما يفضلون الأطعمة النباتية كذوق شخصي ونسأل دوما هل العودة إلى الأرض وإلى طعام الضيعة يساعد في إيجاد الحلول لمشاكلنا الصحية؟

السابق
البحث عن الصحافة المناطقية في أتراب التاريخ
التالي
زهرا: آن الاوان لنقاطع الحكومة