كنيسة صيدا ترد على الأسير: الخطاب المذهبي يهدد السلام

لا تزال تداعيات كلام أمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير حول عاشوراء والشيعة بشكل عام، تطغى على مدينة صيدا في ظل المخاوف المستمرة من تداعياتها السلبية.

وقد استدعت تداعيات تلك المواقف راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، للقول «ان بلدنا يعاني هذه الايام من انقسامات وضعف في كل المؤسسات ونحن مهددون بالأمن ووصل التهديد الى صيدا ببعض الرسائل التي يفسرها كل فريق بحسب هواجسه. أما تفسيرنا فهو ان الغريب العابث بسلمنا وأمننا هو وراء هذه المحاولات الفاشلة والمهم ان نبتعد عن الخطاب الفئوي والمذهبي لأنه يهدد السلام».

وقال حداد خلال ترؤسه قداسا احتفاليا في كاتدرائية صيدا للروم الكاثوليك، حول ما يجري في البلاد العربية: «لا يغب عن بالنا القلق العربي في بلدان الشرق الأوسط ولا سيما في سوريا الجار الأقرب. لسنا من دعاة الخوف والتخويف وعيشنا المشترك في صيدا خير دليل على ذلك. لكن حتى الآن لم نع تماما من هو وراء الثورات العربية وإلى أين مصيرها ولو استبق البعض نتائجها الا ان التخبط مستمر في من يتسلم السلطة» .

من جهته، اكد المسؤول السياسي لـ«الجماعة الاسلامية» في الجنوب بسام حمود انه «مع تطور الاحداث في عالمنا العربي في ظل ما بات يعرف بالربيع العربي والثورات الشعبية في وجه الانظمة القمعية، دخل عامل جديد على الخلافات اللبنانية مما ادى الى اتساع مساحة الاختلاف بين اللبنانيين». وحذر من خطورة الوضع وتداعياته مؤكدا على رفض الجماعة لهذا النوع من الخطاب والخطاب المقابل مع المطالبة بوقف التأجيج المذهبي والدعوة الى التهدئة.
ودعا الى «الاحترام المتبادل لخصوصيات الطوائف والمذاهب، بحيث لا يتم الاعتداء على خصوصيات الآخرين بحجة ممارستي لخصوصياتي. مع التأكيد على معالجة اي خلاف او تباين باللجوء الى الحوار بعيداً عن اساليب التهويل والوعيد».
وخلص الى ان «صيدا عاشت خلال هذه الايام والأسابيع الماضية من حالة من الترقــب والقلق نتيجة للعديد من الحوادث الامنية التي لم نجد لها اجوبة حتى الآن الا التوتير وإشاعة الفوضى والنيل من هيبة الدولة والاجهزة الامنية، لذلك فإننا ندعو الجميع الى بذل الجهود كل في موقعه وضمن مسؤولياته للتخفيف عن كاهل المواطن الصيداوي».

في هذه الاثناء، اكد البيان المشترك الذي صدر عقب اللقاء الذي عقده «الحزب الشيوعي اللبناني» برئاسة عضو المكتب السياسي للحزب علي غريب مع رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري في منزله في صيدا، «ان ميزة صيدا في انفتاحها على الجميع، وفي ثبات موقفها المقاوم وفي التزامها الوطني والقومي، وفي ايمانها الراسخ المبني على احترام الجميع وتقدير خصوصياتهم. كما تم تأكيد أهمية دور مدينة صيدا كونها عاصمة للجنوب ولمقاومته، وقلعة من قلاع العيش المشترك، ونموذجاً يحتذى به للتعايش بين مختلف اللبنانيين».
  

السابق
الحريري: تقشف مالي أم طي صفحة؟
التالي
مسرحية شارع من صبرا إلى الحمرا