بن غوريون في الصباح وبوتين في المساء

ان شخصين على الأقل قد رأيا صباحات أفضل من هذه. والاثنان هما الوزير سلفان شالوم ورئيسة المعارضة تسيبي لفني، فقد فوجئ كلاهما أمس (الاول) باعلان رئيس الحكومة وسيضطران في القريب جدا الى اتخاذ قرارات وليس لهما خيارات جيدة كثيرة.
لا يوجد ما نقول، ان نتنياهو قام أمس (الاول) بمداورة براقة. ليته كان يظهر قدرة كهذه على الارتجال في المجال السياسي وحنكة كهذه وقدرة على القرار كهذه في الأساس. يبدو أن نتنياهو في كل ما يتعلق بمصالحه يعرف كيف يبت الامور بصورة ممتازة. وكيفما نظرنا الى هذا الامر فإن الحديث قبل كل شيء عن مصالحه وهناك انتخابات بعد أقل من شهرين ومكانته أصلب مما كانت قط، واستطلاعات الرأي تشير الى أكثر من 30 نائبا، وليست له أية منافسة خارجية أو داخلية. الحديث عن توقيت عبقري. ومن جهة ثانية تنبعث عن هذا رائحة كالقوانين غير الديمقراطية التي ظهرت هنا في الاسابيع الاخيرة. أو بعبارة اخرى: انه بن غوريون في الصباح، وبوتين في المساء. وعندما يضاف الى كل هذا تعليل اقتصادي فلماذا لا تُستغل الفرصة لتوفير بضعة ملايين من الدولارات – من ذا يستطيع ان يدعي شيئا على رئيس الحكومة؟

لكن يوجد كهؤلاء. وأحدهم سلفان شالوم الذي ينوي ان ينافس نتنياهو في رئاسة الليكود والذي فاجأه مفاجأة تامة اجراء رئيس الحكومة قبل سنتين من موعد الانتخابات. من الواضح ان شالوم لن يستطيع ان يكون مستعدا للانتخابات في أقل من شهرين. وذكره هذا الاجراء باجراء مشابه بادر اليه نتنياهو في 2007 حينما كان الليكود حزبا من 12 نائبا، وقرر نتنياهو الذي عارض بعد الانتخابات فورا اجراء انتخابات تمهيدية برغم طلب شالوم ولفنات، اجراءها بعد حرب لبنان الثانية حينما ارتفعت شعبيته وأظهرت استطلاعات الرأي ارتفاعا كبيرا. وقد شبه شالوم الذي استشاط غضبا آنذاك بسبب مبادرة نتنياهو بل استقر رأيه على عدم منافسته، شبه الليكود بحزب البعث السوري.
قال مقربو شالوم أمس (الاول) انه لا ينوي ان يقبل قرار نتنياهو المفاجئ وانه ينوي ان يناضله بطرق قضائية. وزعموا ان انتخابات رئاسة الليكود يفترض ان تتم بحسب الدستور قبل الانتخابات بنصف سنة. فلا يمكن اجراء انتخابات لرئاسة الليكود قبل الانتخابات بسنتين.

بيد ان نتنياهو كما قالوا يعلم شيئا أو يخاف شيئا. هل يتوقع ان تسقط الحكومة؟ أو ان يتم تقديم موعد الانتخابات؟ ربما يخشى من ان ليبرمان ينوي ان ينقض حكومته؟ وربما يقلقه ارتفاع كبير للبطالة وتباطؤ الجهاز الاقتصادي الذي قد يضر باحتمالاته. ويفسر هذا ايضا كما يقول المقربون الافعال التي قام بها نتنياهو قبل ايام معدودة فقط من مؤتمر الليكود، والتي اشتملت على تعيين واضافة 500 عضو مركز. كل هذا يشهد بحسب رأي الموالين لشالوم على تدبير مخطط له.
وهناك من ذكر أمس (الاول) ايضا بتقارير مراقب الدولة. فجميع التقارير القادمة ومنها تقرير الكارثة في الكرمل وتقرير «مرمرة» وتقارير بيبي تورز والانتخابات التمهيدية لنتنياهو. ربما يريد رئيس الحكومة ان يقدم موعد الانتخابات قبل نشر التقارير.

اتصل نتنياهو أمس (الاول) بشالوم وأبلغه قراره. وقال شالوم انه لا يقبل هذا. وكانت رئيسة المعارضة هي التي لم تُتح لها حتى فرصة التعبير عن احتجاجها. سيُستعمل منذ هذا الصباح على لفني ضغط كبير لاجراء الانتخابات التمهيدية في أقرب موعد. وقرار الكتلة البرلمانية في الاسبوع الماضي على عدم بحث هذا الموضوع حتى نهاية الدورة الشتوية طار مع الريح. لن تستطيع لفني الآن ان تزعم أنه يوجد وقت. سيقولون لها انه حتى رئيس الحكومة يستعد لانتخابات.  

السابق
حماية الديمقراطية
التالي
اسرائيل تهدم منزلين في القدس بحجة عدم الترخيص