الأخَوان مبارك:تفاصيل حادثة الأشرفية

تواصلت خلال الأيام الماضية ردود الفعل المستنكرة للاعتداء على الشابين علي (24 عاماً) وحسين مبارك (22 عاماً) في منطقة الأشرفية ـ بيروت الأسبوع الفائت على يد مرافقي النائب نديم الجميل وكان آخر المستنكرين النائب علي المقداد الذي اعتبر أن ما حصل غير مقبول «وكنا ننتظر من القضاء أن يعطي حكمه في هذه المسألة، لأننا لا نقبل أن يتعرض أي شخص إلى أي اعتداء بسبب انتمائه».
«البناء» التقت علي وحسين مبارك، واستطلعت منهما تفاصيل ما جرى في ذلك اليوم المؤرّخ بـ 29/11/ 2011.
قبض مستحقات!
يقول علي: «كنت متوجّهاً وشقيقي حسين إلى تعاونية «سبينيس» في منطقة الأشرفية، بعدما اتصلت بي زميلتي في العمل «ساندي» كي أقبض بدل أتعابي عن خمسة أيام كنت قد داومتها في المؤسسة المذكورة، لكن عند لقائنا مع المسؤولين في إدارة المؤسسة، طلبوا إلينا التوجّه إلى الفرع الآخر للتعاونية في منطقة الحازمية للحصول على هذه الأتعاب».
أمن دولة!
أضاف: «وفعلاً هممنا بالتوجّه إلى الحازمية، وأثناء عبورنا إلى الجانب الآخر من الطريق لنستقل باص الأجرة قرب كنيسة «مار متر»، توقفت سيارة من نوع «جيب شيفروليه» سوداء اللون يغطيها «الفوميه»، وترجل منها ثلاثة شبان، وسألونا عن هوياتنا وأوراقنا الثبويتة بنبرة عدائية، وبعد استفسارنا عن صفتهم الرسمية، ردّوا علينا: «إخرسوا فنحن من أمن الدولة»، عندها قمنا بتسليم بطاقتينا الشخصيتين نظراً لكونهم من رجال الشرطة، لكنهم سرعان ما شهروا السلاح في وجهينا وبدأوا بإطلاق الشتائم واللعنات و«عبارات الكفر» في حقّنا وفي حقّ «حزب الله» و«اللباس الأسود» (كوننا كنا نرتدي الأسود لمناسبة ذكرى عاشوراء)، ثم شهر أحدهم مسدسه نحوي، وبدأ بضربي بعقب المسدس على رأسي وعنقي وبالقساطل على «جنبي»، وإني حتى اليوم أعاني من شدة الألم من جرّاء هذه الضربات، وقد أجريت صورة «سكانر»، لكني سأكررها مرة أخرى لأعرف مصدر الألم الحقيقي».
نريدهما على قيد الحياة
ويضيف: «وخضعت أيضاً إلى عملية أسفرت عن 15 «قطبة» في رأسي، وفي أماكن متفرقة من جسمي، خصوصاً أنهم استطاعوا «الاستفراد» بي بعد أن فقدت وعيي وأغمي عليّ من جرّاء الصدمة والغدر، وقد تجمهر كل من كان يصلّي في الكنيسة لمساعدة الشبان في ضربنا».
ويقول علي: «سمعنا أحدهم يقول: لا تقتلوهما لأننا نريدهما حيّين! وذلك حسب قولهم «للاشتباه بنا بالعمالة ومحاولة الاعتداء على النائب نديم جميّل، لأننا فقط كنّا نرتدي اللباس الأسود».
محاولة اختطاف
أما حسين، فيضيف على أقوال أخيه تفاصيل حول هوية المعتدين: «تمكّنا من معرفة أسماء الشبان الذين اعتدوا علينا وقاموا بضربنا، وهم: الكولونيل المتقاعد في الأمن العام «فارس» مدير مكتب النائب نديم الجميّل في حزب الكتائب، النقيب بشير ضو والشرطي بول بعيني، الذي كان يحمل في يده (كفّ حديد) وضرب أخي به على رأسه وكاد أن يشوّه له وجهه».
كما يؤكد أن الحصة الأكبر من الضرب، كانت من نصيب شقيقه علي، من دون أن يعرف سبب هذا الأمر.
ويقول: «حاولت حمايته لكني أيضاً تعرضت الى الضرب، وفي هذه اللحظة جاء رجل مسن، وبدأ يصرخ بالناس وبالشبان المعتدين: «حرام عليكم، أتركوهما، ماذا فعلا لكم»، عندئذٍ ردّوا عليه: «إخرس لا علاقة لك بالأمر»، كما شهروا السلاح بوجهه أيضاً، وبدأوا بإطلاق الشتائم في حق المقاومة، لتصل بعد دقائق معدودة القوى الأمنية والشرطة وخٌلّصنا بالقوة من بين أيديهم ومن محاولة اختطافنا».
ويختم: «أتوجه بجزيل الشكر الى القوى الأمنية التي ساهمت وساعدت في إنقاذنا وإحباط محاولة خطف وربما قتل في وضح النهار وعند الساعة 3:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء، بهدف إشعال الفتنة الطائفية في البلد».   

السابق
الاحتلال الاسرائيلي يصطاد المرضى عبر معبر إيرتز
التالي
أسباب إنتفاخ الحجم القطري؟