صيدا تتجاوز قطوع الفتنة.. بعد استنفار المرجعيات

 يبدو أن صيدا ومنطقتها تجاوزت قطوعا أمنيا مذهبيا خطيرا خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد استنفار المرجعيات السياسية والدينية لمعالجة ما جاء في خطبة الجمعة التي ألقاها إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير في عبرا وتطرق فيها الى ذكرى عاشوراء والشيعة بشكل عام.
وخلال الساعات الماضية دخلت معظم القيادات والمرجعيات السياسية والدينية والامنية المعنية على خط معالجة هذا التوتر المستجد، فبعد تدخل الرئيس نبيه بري لوأد الفتنة والموقف الذي اعلنه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، التقى سوسان بالاسير الذي اكد بان اجتماعه مع المفتي جاء للتهدئة «وليس استنكارا لموقفي» ، لان هناك من يريد أن يصطاد في الماء العكر.
وفيما حرص «حزب الله» على عدم حصول اي فتنة او اشكالات في هذه المنطقة، اتجهت الأنظار إلى اللقاء الذي جمع النائبة بهية الحريري وإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود في مكتبه في المدينة بحضور عدد من المقربين وآل حمود، لاسيما أن اللقاءات بينهما نادرة.
وعلم ان البحث تناول ما جرى ويجري في الساحة الصيداوية مؤخرا وتم تأكيد ضرورة وضع حد للاحتقان المذهبي المتمــادي في المدينة.
من جهته، علم ان القاضي الشيخ أحمد الزين اتصل بالحريري وتمنى التدخل لمعالجة الأمور. وكان المسؤول السياسي لـ«الجماعة الاسلامية» في الجنوب بسام حمود عقد اجتماعا مع الشيخ احمد الاسير مستوضحا مواقفه، داعيا الى التخفيف من حدة الخطاب الذهبي.
من ناحيته، حذر رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد من تمادي أصحاب الخطاب التحريضي المذهبي في خطابهم، لافتاً النظر إلى الانعكاسات الخطيرة التي يتركها هذا الخطاب في منطقة صيدا وفي لبنان عموماً، ومنبهاً إلى ما يستهدفه هذا الخطاب من تهديد للاستقرار وإثارة للفتن.
وشدد سعد على ان صيدا تعتبر أن خطاب التحريض المذهبي إنما يهدف لتخريب علاقة صيدا بجوارها. وأضاف: للأسف الشديد يلجأ تيار سياسي معين إلى لغة الشحن المذهبي من أجل تعزيز نفوذه السياسي، كما يوفر التغطية السياسية والمالية لمن يتولى التحريض المذهبي في المساجد وغير المساجد، وذلك بتسهيل من قبل المؤسسة الدينية الرسمية.
وطالب سعد السلطات الرسمية المعنية، من قضاء وقوى أمنية، بالمبادرة لوضع حد لتلك الممارسات الشاذة عوضاً عن ملازمة موقع المتفرج وشاهد الزور».
بدوره، دعا «تيار الفجر ـ المقاومة الاسلامية» لوقف الخطاب المتشنج المسيء لصيدا وتاريخها.

الأسير

وكان الأسير عقد مؤتمرا صحافيا حاول فيه التراجع عن مواقفه عبر القول ان كلامه جاء ردا على «احد المشايخ الشيعة الذي خرج على قناة «المنار» الثلاثاء وحاول ان يشبه ما يسمى بمعسكر الممانعة اليوم والمعسكر الأميركي الصهيوني، بما حدث في واقعة تاريخية أليمة وهي موقعة الجمل بين سيدنا علي ومعسكر عائشة». وقال: ايعقل ان نكون مع المعسكر الأميركي الصهيوني؟ تشبيها بأن عائشة والصحابة كالمشروع الأميركي الصهيوني، لقد وصلوا إلى أقصى حدود الخطوط الحمر ذبحتمونا في 7 أيار و9 أيار، جعلتم رئاسة الحكومة مهزلة ومضحكة، هيمنتم على البلد ومرافق البلد، خونتم الزعماء السياسيين وغيرهم من أهل السنة والآن بدأ التطاول على أم المؤمنين وهذا لا نستطيع أن نتحمله.
وفي معرض كلامه عن الشيعة وعاشوراء قال «ليس لأحد من اهل السنة ولا لغيرهم أن ينتقد عاشوراء لجيراننا الشيعة الذين نقدر، ولهم ان يعتقدوا ويمارسوا الطقوس والعبادات التي يريدونها ولا يحق لنا أن ننتقد او ان نمنع . وليس لنا سلطة بأن نمنع».
واضاف: «لكن ان تصل القضية بأن حزب المقاومة يستغل موسم عاشوراء لأن يتطاولوا على اصحاب رسول الله كمعاوية مرارا مرارا مرارا ، والآن عائشة، هذا لا نطيقه ولا نتحمله، وعليهم أن يعوا جيدا بأننا لن نسكت عن ذلك ان تكرر، وعلى قناة «المنار» وعلى هذا الشيخ الذي خرج بالاعتذار مباشرة فورا»!
واكد «اننا لا نريد ان نذهب الى حرب اهلية وندعو الى السلم .. الى المحبة والى الوئام والتآخي، يجب أن يراعوا خصوصيتنا. ونفى ان يكون تلقى تهديدات أو نصيحة بالتهدئة.
 

السابق
منظومة التجسس في دير كيفا: مموهة بشكل صخرة وموجهة
التالي
حوار ومساءلة بين الجمعيات والوزارات المعنية بتنفيذ القانون 220/2000