السعودية: تدخلات إيران وبرنامجها النووي يهددان الاستقرار

 دعت السعودية إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي, مؤكدة أن برنامجها النووي المثير للجدل يمثل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وجاء الموقف السعودي خلال كلمة وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والتي ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير, في افتتاح مؤتمر "الخليج والعالم" الذي بدأ اعماله في الرياض أمس ويستمر يومين, وتشارك فيه نخبة من المتخصصين في الشأن الخليجي من المملكة ودول مجلس التعاون ومن مختلف دول العالم وكبار المسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية لمناقشة عدد من الموضوعات في مقدمها ما يسمى "الربيع العربي".
وقال الأمير تركي في كلمته: إن "إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول مجلس التعاون الخليجي", وان التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية مازالت مستمرة.
وأشار إلى أن طهران ماضية, في الوقت نفسه, في برنامجها النووي و"تجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها لتطوير هذا السلاح الفتاك", مؤكداً أن "ذلك يخلق تهديداً جدياً للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
واضاف الأمير تركي ان "من حق إيران وبقية دول المنطقة الاستعمال السلمي للطاقة النووية", مؤكداً "أن ذلك يجب أن يكون تحت إشراف ومراقبة وكالة الطاقة الذرية".
وإذ أكد أن دول مجلس التعاون ليست لها مصالح توسعية أو توجهات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى, شدد الأمير تركي على أن دول المجلس مصممة على حماية أمن شعوبها واستقرارها ومكتسباتها في وجه المخاطر والتهديدات", متوقعاً أن تحقق الدول الست معدلات نمو قد تصل إلى 8 في المئة, وهو قريب من معدلات النمو التي كانت قبل الأزمة المالية العالمية.
ورأى أن المنطقة العربية تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل ما اصبح يعرف بال¯"الربيع العربي", مشدداً "على ضرورة الوقوف وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية".
ودعا إلى عدم إغفال المطالب المشروعة للشعوب, مشيراً إلى أن الأزمة المالية العالمية ما زالت تلقي بظلالها على الدول والشعوب.
واضاف ان "التحديات التي تواجهها دول الخليج تمثل تهديدا للأمن القومي والاستقرار العالميين لما تملكه هذه الدول من احتياطيات ضخمة من النفط و الغاز".
ولفت إلى أن الأزمات برهنت للجميع صعوبة السيطرة عليها بشكل انفرادي من قبل الدول, مشيرا إلى "أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لمواجهتها بصورة فعالة ومؤثرة".
وبشأن عملية السلام, دعا الأمير تركي "المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل بحزم للتخلي عن منطقة القوة وتبني خيار السلام والاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
من جهته, أكد الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني, في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في الأمانة العامة للمجلس سعد بن عبدالرحمن العمار, أن "ضخامة التحديات وتعدد الأزمات أثبتا أن مجلس التعاون يزداد صلابة ومناعة ووحدة وقدرة, ما حتم عليه أن يأخذ زمام المبادرة في تفعيل وتطوير العمل العربي المشترك ليأخذ دوره كاملا في معالجة الأزمات التي تعصف ببعض الدول العربية وفي مواكبة التطلعات المشروعة للشعوب العربية في العدالة والكرامة الانسانية".
بدوره, ثمن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في كلمته التي ألقاها نيابة عن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الأدوار التي قام بها مجلس التعاون في التعامل مع كافة القضايا الاقليمية والدولية.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر, الذي تغيب عنه إيران, في 7 جلسات, حالة ما يسمى ب¯"الربيع العربي", ومجموعة من المواضيع المهمة المتعلقة بمنطقة الخليج. 

السابق
الان عون: لا قرار بعد حول المشاركة في جلسة الأربعاء
التالي
واشنطن غاضبة لرفض إسرائيل إبلاغها قبل ضرب إيران