الأخبار : توتّر يُهدّد جلسة الأربعاء الحكوميّة

 قالت "الأخبار" :
لم يصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تسوية مع وزراء تكتل التغيير والإصلاح تضمن مشاركة وزراء التكتّل في الحكومة، في الوقت الذي كان فيه النائب وليد جنبلاط يعتبر أن السجال حول المحكمة غير مفيد، لأن الأحداث في لبنان وسوريا تجعل المحكمة أمراً تفصيلياً
لا يبدو أن الحلّ الذي خرج به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمويل المحكمة الدوليّة قادر على إخراج الحكومة من أزمتها الداخليّة. العونيّون غير راضين عن السياق الذي تسير به الأمور. وهناك اتجاه لدى وزرائهم لمقاطعة جلسة الأربعاء الحكوميّة. إذ بدأت بعض أوساط تكتل التغيير والإصلاح تشيع بأن وزراء التكتل سيقاطعون الجلسة بسبب "هزالة جدول الأعمال"، إلا أن وزراء بارزين من التكتل رفضوا تأكيد الخبر أو نفيه. كذلك، فإن حلفاء التكتل في الحكومة لم يتبلّغوا، حتى ليل أمس نيّة وزراء التكتل بمقاطعة الجلسة.
فموضوع تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى غير مطروح على جدول الأعمال، علماً بأن وزير العدل شكيب قرطباوي أحال مشروع تعيين رئيس لمجلس القضاء الأعلى إلى رئاسة مجلس الوزراء، مقترحاً تعيين القاضي طنوس مشلب في هذا المركز. وعلمت "الأخبار" أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أبلغ الوزير جبران باسيل، خلال لقائهما يوم الأربعاء الماضي، أنه، أي ميقاتي، سيؤيد موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الاسم المطروح لرئاسة مجلس القضاء، رغم أنه يرى في مشلب "قاضياً مناسباً لتولي هذا المنصب".
أمّا موضوع تصحيح الأجور المقدّم من وزير العمل شربل نحّاس، فإنه سيخضع لمناقشة جدية وتفصيلية من وزراء رئيس الجمهورية ومن ميقاتي وحركة أمل وجبهة النضال الوطني، الذين سيسألون تفصيلياً عن سبل تأمين واردات دائمة لتسديد ما يقترحه نحاس بشأن دفع الدولة، عوضاً عن أرباب العمل، اشتراكات فرع التغطية الصحية في صندوق الضمان الاجتماعي. وهي نقاشات، يعتقد العونيّون أنها تهدف إلى محاربة المشروع أكثر منها نقاشه بشكلٍ جدي.
حالة الجمود الحكومي، تزامنت مع تصعيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من لهجته تجاه النظام السوري، مع حفاظه على خطابه الهادئ لبنانياً، إذ قال بعد إحياء ذكرى ميلاد كمال جنبلاط في المختارة، أمس، إن "كلام التحريض والمخيف في صيدا حول مناسبة عاشوراء كان مهيناً، وكان كلاماً غير مقبول، ونشكر مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان وغيره ممن دان هذا الكلام، رغم أنه غير كافٍ برأيي، لأن الأمر من شأنه أن يترك جرحاً كبيراً في المجتمع اللبناني وبين المسلمين، ولا بد من ردة فعل أكبر حول ما جرى، وبالتالي التضامن في مواجهة الكلام التحريضي".
وفي ما يخصّ السجال حول المحكمة وشهود الزور، والكلام المضادّ بين السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري، قال جنبلاط "أعتقد أيضاً أن هذا الكلام في غير محله، فلا شهود الزور يقدمون اليوم أو يؤخرون بمسار المحكمة، وقد أصبح الأمر من الماضي، ولا الجواب العنيف من قبل الشيخ سعد الحريري على السيد حسن نصر الله أيضاً مفيد أو إيجابي، فلتأخذ المحكمة أبعادها، وبنفس الوقت نتفهّم تحفّظات حزب الله حول مسار المحكمة والاتهام المسيّس الذي صدر، ومسار المحاكم الدولية طويل، وقد يأخذ سنوات إن لم نقل عشرات السنوات". وأشار إلى أنه بالنظر إلى ما يجري في لبنان والمنطقة "وبالتحديد في سوريا قد يجعل من المحكمة أمراً تفصيلياً إذا ما دبّت الفتنة في لبنان ـــــ ولن تدبّ، لكن علينا تحمل مسؤولية كل كلمة نقولها".
وأشار جنبلاط إلى لقاء رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون و"الجيش السوري الحرّ" واتفاق الطرفين على أن يكون العمل العسكري لحماية التظاهرات، مؤكداً أن "توحيد الجهد السياسي والعسكري جداً مهم، وقد بلغتني أخبار عن أعمال خطف وقتل وتشنيع مذهبي بدأت في حمص وغير حمص من قبل الطرفين أو الأطراف المتعددة التي لن أسمّيها، وهذا الأمر قد يخرّب كل مسار الثورة السلمية نتيجة استمرار الحكم السوري بالإمعان بالقمع، مع الأسف".
وتوجّه إلى أهل جبل العرب بالقول: "منعاً للفتنة والجرح كبير في منطقة درعا وحمص وحماه، وقد عاد العشرات من أهل جبل العرب قتلى، لأن السلطة تستفيد من المجنّدين وترسلهم الى تلك المناطق ليُقتَلوا، فاعتبروا يا أهل جبل العرب من الفتنة، لأن الفتنة أيضاً قد تدبّ في مناطقكم كون البعض تورط في الدخول مع قسم من الشبّيحة، ولا أقول الجيش السوري، بل الشبيحة، وثمة فرق كبير بين الجيش السوري الذي معه قاتلنا بطولياً في معارك إسقاط 17 أيار، والشبّيحة الذين يسيئون للجيش السوري والدولة السورية".
صيدا تهدأ
نجت مدينة صيدا (خالد الغربي) من تفاعلات تصريحات الشيخ السلفي أحمد الأسير. فقد تواصل الرئيس نبيه بري مع محازبين له، غاضبين في حارة صيدا والغازية، محذّراً بقطع أيديهم إذا هم انجرّوا الى فتنة قاتلة. وأذيعت رسائل بري عبر مكبرات الصوت في حسينيات بلدات مجاورة لصيدا، "إياكم والانجرار لفتنة تدبّر، ودم الحسين سيلعنكم". لاحقاً، اتصل بري بمفتي صيدا الذي سارع الى عقد مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي لإعلان استنكاره، بصورة غير مباشرة، لما أدلى به الأسير في خطبته.
أما كلام الأسير، فلم يكن مجرد زلة لسان ولا كلاماً طائشاً، ولا حتى كما أوحى هو في مؤتمر صحافي عقده بأن خطبته كانت ردة فعل على كلام شيعي تناول السيدة عائشة التي شبّهها الأسير بالقرآن، فهو اعتاد إطلاق هجماته العنيفة ليس فقط على الشيعية السياسية، بل عليها كمذهب كما يقول أحد أبناء صيدا المتابعين لحركته.
من جهتها، علقت مصادر صيداويّة بأنه "ليست كل مرة تسلم الجرّة "، داعية الأجهزة القضائية الى التشدد حيال ممارسات تحريضية تؤدي الى فتنة بين اللبنانيين واقتتالهم، سواء كانت ممارسات صادرة عن سياسيين أو رجال دين، فهناك فرق بين حرية رأي وبين الدعوة إلى الفتنة وفقاً للمصادر الصيداوية.
وفي صيدا أيضاً، وفي ما يتعلق بحرق السيارات في المدينة، أوقفت القوى الأمنية ثلاثة أشخاص للاشتباه بوقوفهم في حوادث حرق سيارات ومحال تجارية في مدينة صيدا، والتي أقلقت أبناءها طيلة أسبوعين، والموقوفون هم: اللبنانيان ج. وح. ب. والفلسطيني أ. ح. ووفقاً لمصادر أمنيّة في المدينة، فقد اعترف الموقوفون في التحقيقات الأولية معهم بقيامهم بأعمال تخريبية، منها حرق السيارات، وقد ألقي القبض عليهم تباعاً وبالجرم المشهود، وكانوا في حالة سكر شديد. فخلال محاولته إحراق محل الجردلي للمفروشات مساء السبت في شارع السرايا الحكومية، تم توقيف أحد الأشخاص الثلاثة وهو الفلسطيني أ. ح. بالجرم المشهود.
وفي الجنوب أيضاً، شهدت منطقة صور أمس هزّة أرضية شعر بها سكان الجنوب، وصولاً إلى مدينة النبطية، من دون تسجيل وقوع أضرار أو إصابات. 

السابق
الشرق : سوريا: 34 قتيلا في يوم تمديد المهلة لتعديل بروتوكول المراقبين
التالي
الجمهورية : برّي يلوّح للحكومة بسيف المسا ءلة وجعجع يدعو الى اسقاطها