“إبل السقي”·· بلدة بدون بلدية تنتظر تنفيذ المشاريع

 تعتبر مشكلة الصرف الصحي التي تُعاني منها بلدة إبل السقي ? قضاء مرجعيون، الأولى في سلم أولويات الأهالي وهمومهم وشؤونهم، لأن التخلص منها ما زال يتم عبر جور صحية مبنية قرب المنازل··
واليوم باتت تتسرب كميات كبيرة من مياهها الآسنة الى جوف الأرض، وتلوث المياه الجوفية في البئر الإرتوازي التي تغذي منه البلدة، وتوفر حاجات أهلها من مياه الشفه، فيما ما زالت الوعود التي أطلقت منذ أكثر من عامين – من جهات رسمية – بإقامة شبكة للصرف الصحي لعدد من قرى المنطقة ومن ضمنها إبل السقي، حبراً على ورق، لأن هناك أكثر من جهة دولية، ترفض الدخول في مشروع شبكة صرف صحي خاص بالبلدة، لأن وضع البلدة بات مرتبطاً بالبلدات الأخرى··

<لـواء صيدا والجنوب> وقف على آراء قائمقام مرجعيون وسام الحايك – الذي يتولى أعمال المجلس البلدي منذ شهر حزيران من العام الماضي، وقام بجولة في البلدة، اطلع على وضعها، واستمع إلى مشاكلها من مخاتيرها··

   تعتبر إبل السقي، بلدة نموذجية، وتنتظر الحلول اللازمة، والتي عانت منها على مدى العقود الماضية، وما زاد الطين بلّة أنها باتت من غير مجلس بلدي منذ العام 2010، لكن الأهالي ينتظرون بفارغ الصبر قرار وزارة الداخلية إعادة إنتحاب مجلس بلدي في نهاية العام الحالي·

وتستمر المطالبات في بلدة إبل السقي، في وجه المعنيين لمعالجة قضاياها الحياتية والإنمائية، أقله في تحديد موعد للإنتخابات البلدية التي باتت قريبة ومتوقعة في نهاية العام الحالي، وفق مصادر متابعة لا سيما أن التجاذبات المختلفة، قد أطاحت بمجلسها البلدي خلال الإنتخابات البلدية الأخيرة التي جرت في العام 2010·

الحايك  القائم بأعمال البلدية القائمقام الحايك، أشار الى <أن التخلص من مياه الصرف الصحي يتم بطرق بدائية، وهي <الجور الصحية>، التي يتم تنظيفها بين الحين والآخر>، موضحاً <أن الحل الجذري يكمن في إقامة شبكات للصرف الصحي، إضافة إلى أولوية ثانية تتمثل في شق طرق داخلية في محمية البلدة الحرجية، وإمدادها بشبكة من أنابيب المياه لمكافحة الحرائق التي قد تصيب المحمية، إلا أنه بالرغم من وجود مخططات لتلك المشاريع فالمشكلة تبقى في التمويل>·

وكشف <أن البلدية بصدد إقامة مشروع بيئي لفرز النفايات بالتعاون مع <جمعية أرض لبنان>، بحيث يُصار إلى تجميعها في قطعة أرض إستأجرتها البلدية من أحد أبناء البلدة، وكذلك إستعجال مشروع موّلته المملكة الإسبانية لإقامة معمل فرز النفايات ومعالجتها في بلدة كفركلا لعدد من قرى قضاء مرجعيون>·

وأعرب الحايك عن أمله في <أن يُصار الى إنتخاب مجلس بلدي بأقرب فرصة ممكنة، يرعى شؤونها وشجونها وحاجاتها ومتطلباتها الإنمائية والتنموية، وخاصة أنه لا يعمل في البلدية سوى شرطي بلدي واحد وأمين صندوق>·

غبار  ويشير مختار البلدة سلمان غبار الى <أن العديد من أبناء البلدة يناشدون دائماً الجهات المعنية، وخاصة وزارة الداخلية والبلديات، العمل بكل جد وجهد لإنتخاب مجلس بلدي للبلدة، فهم أحوج ما يكونون إليه على كل المستويات، الإنمائية والتنموية إلى مجلس بلدي فاعل على الرغم من قيام القائمقام باعمالها على افضل شكل ممكن ومنتج>·

وأضاف: منذ عامين قصدنا الرئيس نبيه بري، حيث عرضنا عليه أزمة الصرف الصحي، ووعدنا خيراً بعدما أجرى اتصالاته مع المعنيين بهذا الشأن، من أجل معالجة المشكلة بعد توفير الأموال اللازمة، وما زلنا ننتظر الحلول، واليوم نجدد المطالبة لا سيما اننا في ظل عدم وجود مجلس بلدي، يرزح أهالي البلدة تحت وطأة أزمات لا تطاق، وفي طليعتها الصرف الصحي الذي يتم التخلص منه عبر تجميعه في جور صحية، مع وجود أكثر من 40 منزلاً يتخلص من الصرف الصحي برميه في الحقول والأودية المحيطة بالمنازل، ما يشكل تلوثاً بيئياً وروائح كريهة·

المختار <سليمان الجدع>  مختار البلدة الثاني سليمان الجدع، لفت الى انه <من غير المعقول ونحن في القرن 21 أن تبقى بلدة من غير مجلس بلدي، مهما كانت المبررات، لذلك نأمل من الحكومة أن تُسارع الى اجراء انتخابات بلدية لكل البلدات المشابهة لبلدتنا، والتي تعذر حصول انتخابات فيها>·

وأضاف: مشكلة مياه الصرف الصحي المنتشرة في أراضي البلدة، قديمة ? جديدة، تنتظر الحلول الغائبة، على الرغم من المساعي التي يبذلها القائمقام وسام الحايك لمعالجة آثارها السلبية على صحة المواطنين والأطفال· بحيث يُعاني الأهالي المقيمين في حارات البلدة من أمراض جلدية وحالات حساسية وروائح كريهة، وحشرات سامة، تنتشر في سماء المنطقة، نتيجة تدفق المياه الآسنة (مياه المجارير) من منازل البلدة نحو الحقول الزراعية وغيرها، فتلوث بيئتها وتهدد حياة الأهالي·

وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التي يقوم بها القائم بأعمال البلدية لإيجاد الحلول المناسبة لها، سواء عبر التواصل مع الجهات والوزارات المختصة، فما زالت مياه الصرف الصحي التي تتجمع بكميات كبيرة تشكل خطراً حقيقياً على حياة السكان المقيمين في المنطقة·

وعرفت إبل السقي بالبلدة النموذجية منذ فترة طويلة، كونها بقيت مركزاً رئيسياً لقوات الطوارىء الدولية، منذ دخولهم الى لبنان في العام 1978، ما أدى الى انتعاشها وتحوّلها من قرية يعتمد أهلها في معيشتهم على القطاع الزراعي والإغتراب والمهن الحرة، حيث تتواجد فيها المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، ويتولي بعض أهاليها وظائف لدى قوات الطوارىء، في الترجمة والأعمال التقنية، ما شكّل نهضة عمرانية وحركة تجارية لافتة مقارنة بغيرها من القرى، التي عاشت لأكثر من عقدين تحت نير الإحتلال الإسرائيلي·

جغرافياً جغرافياً تقع إبل السقي، وهي أول بلدة في قضاء مرجعيون لجهة حاصبيا، على هضبة عند سفح <حمى إبل السقي> شرقاً، المتمتع بمكانة بيئية مهمّة كونه يُعتبر ثالث ممرّ عالمي لهجرة الطيور·

تحدّها الخيام من الجنوب، ومرجعيون من الغرب، وراشيا الفخار من الشرق، وكوكبا من الشمال· ترتفع عن سطح البحر 750 متراً، وتبعد عن بيروت 106 كلم، وعن المحافظة 30 كلم، وعن مركز القضاء 8 كلم· تبلغ مساحتها نحو 60 كلم مربع، ويبلغ عدد سكانها 4 آلاف نسمة، موزّعين على الآتي: 60% مسيحيين، و40% دروزاً·

بالنسبة إلى أصل تسمية البلدة، واستناداً إلى بعض المراجع التي جمعها الدكتور شفيق البقاعي (أستاذ جامعي)، فقد ورد اسم إبل السقي في التاريخ القديم بأسماء ثلاثة: إبل الهواء، إبل الكروم، وإبل المياه، وتحوّلت في التاريخ الحديث هذه الأسماء إلى إبل السقي·

وتعني كلمة إبل باللغات القديمة <بستان>، وهذا ما ورد في التوراة· ويُقال أن إبل السقي الحالية القائمة على تلّة، كانت مصيفاً لأهل <الحولة> وشمال فلسطين، الذين كانوا يحلون عليها صيفاً مع مواشيهم، نظراً لطيب هوائها، وعذوبة مائها، وخصب مراعيها؛ وهي صفات لا تزال تتمتع بها حالياً، وهذا ما يفسّر وجود أكثر من 20 ألف شجرة زيتون تحيط بالبلدة، وتنتج زيتاً يمتاز بجودة عالية، لخلوّه من الحموضة، بسبب طبيعة الأرض الطيّبة التي يسقيها <نبع إبل>، الذي يفصل البلدة عن الخيام، ويمتاز بتدفّق مياهه، إضافة إلى نبعي المهرة والوادي· 

السابق
ندوة في جامعة المنار عن المناخ
التالي
بيضون: قطع الكهرباء عمل ميليشيوي وعون بائع أوهام