غشاء البكـــارة!

لم أفهم حتى اللحظة اين العمل البطولي الذي قامت به الحكومة وانجزه رئيسها؟ ولم أفقه لا بعين اليسر ولا بحدّ العسر، ما هو هذا الانجاز الضخم الذي تحقق عبر تهريبة بختم وطابع رسمي، واخراج بدائي، وحضور استثنائي لمائدة فريق الحكم الحالي، في بعديه المحلّي والاقليمي تحت عنوان انقاذ الحكومة والحفاظ على السلطة بأي ثمن!

نعم وبأي ثمن، وحين نقول بأي ثمن، نفهم تراجعات عون وحزب الله من قَـبله، عن الاصرار على الميقاتي ان يسدّ العجز من ماله ويموّل محكمة رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الاموات والاحياء، من جيبه او ماله الخاص ايضاً.

وحين نقول بأي ثمن، نفهم الاصرار السوري على منع اسقاط حكومة تمنع اكتمال الطوق على النظام هناك، وتفي ولو بالحد الادنى من التكاملية معه.
 وحين نقول بأي ثمن، نستغرب هذه الرغبة من قوى 14 آذار لتقديم التباريك من دون الادراك بأن ما سوف يلي، هو موسم الرئيس الميقاتي للقطاف في الادارة والوزارة والعلاقات الدولية، ليربح رهانه مرتين، مرة دولياً عبر الباب الفرنسي الذي يُفتح امامه على مصراعيه مع بداية الاسبوع المقبل، ومرة اخرى داخلياً حين يُـمتّع عينه برؤوسٍ -ادارية- "أينعت وحان قطافها، وهو لصاحبها".

الرئيس ميقاتي يبدأ نثر زرعه في الادارة ودار الافتاء، بعدما حصد تمويل المحكمة من الهواء ومن معادلةٍ غريبة عن المنطق، طغى عليها طابع الرعب من الاستقالة، لاصرار الحزب وسوريا على بقائه، وتغلبت على قواعدها توازنات الرعب الداخلة على خللٍ اكيد، كلما تفاقم الوضع في سوريا، او ازداد اقتراب موعد المواجهة على لوحة الشطرنج "الفارسي- الدولي".

في المحصلة، يبدو ان أكلة جبنة الادارة، سوف يتفرغون لاقتسامها ولو بغير عدالة، وابتداءً من الاسبوع المقبل؛ وان كذبة الموقف المبدئي لدى عون وسواه قد تراجعت الى حد السقوط امام ديماغوجيا خشبية، خدشت الاذان لاكثر من اشهر عبر "أسرَلة" المحكمة وصهينتها وأبلستها امام الناس.

اي حكومة هذه، هي تلك التي تموّل من كيسها تحت عنوان الضرورة، وتُلغي وتُسقط من هم مبدئيين فيها، فتَسقط هي كذلك في لعبة التمويل بالقوة، وتحت ضغوطات القوة؟

ثلاث خسارات مؤكدة:

1 – لم تعد معادلة السلاح تجدي نفعاً امام مقاربة التوازنات الداخلية والخارجية، والدليل ان أكثر ملف شخصي ومهم وضروري ومباشر و"غير مؤقت"، لم يتمكن السلاح من الحدّ من تماديه او الدفاع عنه.

2 – لم يكن اسقاط الحريري نافعاً وفرصة اضاعة الوقت واللعب بالوقت الضائع زادت من خسائر لبنان ودمرته تدميراً قوياً.

3 – لم يعد منطق الاصلاح سائداً ولا التغيير ممكناً، لان فاقد الشيء، لا يستطيع حكماً وحتماً، أن يعطيه.

اختم بقصة العنوان: اثناء علاقة جنسية "عابرة"، فقدت احدى الفتيات عذريتها، لكنها ارادت قبل الزواج ان تجري عملية جراحية تعيد اليها غشاء البكارة، نجحت العملية، عاد الغشاء… اما البكارة والعذرية، فلا! 

السابق
السفير: المقاومة تحبط اعتداءً إسرائيلياً تجسسياً في العمق الجنوبي
التالي
هل يثور السوريون رفضاً للمقاومة؟