السعد: جنبلاط يسبح في فلك 14 آذار

رأى نائب عاليه فؤاد السعد انه وبغض النظر عن عدم قانونية الآلية التي اعتمدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتمويل المحكمة الدولية، لا يمكن إلا ان تكون قد خضعت للتوافق عليها من تحت الطاولة بين قيادات «8 آذار» وبضوء أخضر مباشر من دمشق، وذلك على قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» انطلاقا من ان المحظور هو استقالة الحكومة، معتبرا بالتالي ان ما ساقه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله من ردة فعل خلال إطلالته الأخيرة كان متوقعا لجهة إعادة تأكيده رفض التمويل تحت عناوين التسييس والظلم والانتماء الأميركي ـ الإسرائيلي، وذلك حفاظا على ماء الوجه تجاه من اعتقد من جمهور «حزب الله» بحتمية عدم التمويل بناء على المواقف القطعية للحزب الرافضة للتمويل وغير المعترفة بالمحكمة الدولية ككل.

ولفت النائب السعد في تصريح لـنا الى ان المسألة لم تعد بعد إنجاز عملية التمويل مسألة رابح وخاسر وانتصار فريق على آخر، بقدر ما هي مسألة عودة الحكومة وتحديدا الفريق الأكثري فيها الى منطق العدالة المعنية بكشف الحقيقة وبوقف الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية، والى ضرورة التزام لبنان بكامل بنود ومندرجات الاتفاقية المبرمة بينه وبين المحكمة بإشراف مجلس الأمن والأمم المتحدة، معتبرا بالتالي ان بند التمويل لم يكن بالأساس يستدعي كل ذلك الضجيج الإعلامي والتشنج السياسي كون استمرارية المحكمة الدولية غير متوقفة على رغبات «حزب الله» ورؤيته لها، وهي سائرة باتجاه الكشف عن الحقيقة سواء اعترف بها «حزب الله» أو لم يعترف. وعن اللقاء المرتقب انعقاده يوم غد الأحد بين أعضاء «اللقاء الديموقراطي» السابق أو المعلق العمل به اذا صح التعبير، وهم النواب مروان حمادة وفؤاد السعد وهنري حلو وانطوان سعد وبين رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، لفت النائب السعد الى ان اللقاء مع جنبلاط سيقام تحت ثلاثة عناوين أساسية وهي: 1 ـ الاحتفال بذكرى ميلاد كمال بك جنبلاط، 2 ـ

تكريم أمين سر «الحزب التقدمي الاشتراكي» المقدم شريف فياض، 3 ـ وهو العنوان الأبرز، التحضير لإعادة إطلاق النائب جنبلاط لـ «اللقاء الديموقراطي» وتفعيل دوره كلاعب أساسي على الساحة السياسية، مؤكدا في المقابل ان ما يحاول البعض إشاعته من ان النائب جنبلاط عاد ورضخ لتوجهات النواب الأربعة المذكورين أعلاه عار من الصحة ولا يمت الى الواقع بصلة. وأكد النائب السعد في معرض رده على الأسئلة ان جنبلاط لم يغادر أساسا «14 آذار» إنما اضطر الى الانكفاء عن مسارها واتخاذ دور الوسيط الى جانب سليمان لتفادي ما قد ينتج عن تصويب المسدس الى رأسه، معتبرا ان جنبلاط كان الأكثر احراجا بين القادة اللبنانيين نظرا لما أحيط به سياسيا وأمنيا، مشيرا من جهة أخرى الى ان جنبلاط وبالرغم من انكفائه قسريا وشكليا عن مسار قوى «14 آذار» إلا انه بقي متفهما لمواقف النواب حمادة والسعد وحلو وسعد، وذلك بدليل استمرار التواصل بين الجميع والتقائهم حول مآدب ليلية، التي كان آخرها مأدبة العشاء التي أقامها النائب حمادة في دارته في بيروت بطلب من النائب جنبلاط نفسه، مؤكدا في المحصلة ان ثقافة النائب جنبلاط وتاريخه النضالي وعلاقاته الدولية وحتى ميول الطائفة الدرزية الكريمة تسبح في فلك مبادئ وتوجهات قوى 14 آذار أكثر مما تسبح في فلك الثامن منه.  

السابق
احمد كرامي: تمويل المحكمة اوجد جوا مريحا بين البنانيين
التالي
في ظل التوتر الاميركي بشأن أمن اسرائيل..ماذا يحمل فيلتمان إلى بيروت الاسبوع المقبل !؟