الانباء: الحريري لنصرالله: كيف يغطي حزب الله تمويل محكمة يقولون إنها إسرائيلية؟

طوي ملف تمويل المحكمة على نتائج عالية الايجابية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خصوصا في بيئته السياسية، لكن حلفاء رئيس الحكومة في الدائرة الوزارية والذين تقبلوا خطوته التمويلية على مضض، اعتبروا انهم سلفوه سياسيا بصمتهم هم الآخرين، وان عليه سداد تلك السلفة في القريب العاجل!

رد 14 آذار على نصرالله

في غضون ذلك، توالت ردود الفعل على خطاب نصرالله إذ نقلت «النهار» البيروتية عن مصدر في 14 آذار قوله: اننا نعلم انه ليس خبيرا دستوريا وان عليه ان يعلم ان الدستور يقول بوضوح ان اي هبة هي جزء من مالية الخزينة.

وتعليقا على الورقة التي ابرزها السيد نصرالله متضمنة بنود الاتفاق الذي عرضه وزيرا خارجية تركيا وقطر وفيه استعداد الرئيس الحريري للتخلي عن المحكمة، ان اي شخص قد يبرز ورقة ويقول فيها ان حزب الله على استعداد للتخلي عن السلاح، ونحن نتحداه ان يظهر ورقة بتوقيع الحريري.

جنبلاط باق مع ميقاتي

من جهته، اعتبر النائب وليد جنبلاط ان تمويل المحكمة يصب في خانة الحفاظ على الحكومة ويسهم في تنفيس الاحتقان الداخلي كما يؤسس لمرحلة جديدة من العمل الحكومي الفاعل.

جنبلاط متمسك بميقاتي

جنبلاط قال لصحيفة «الاخبار» انه باق مع الرئيس نجيب ميقاتي، وردا على من يقول ان جنبلاط غير تحالفاته قال: انا مؤمن بهذا التحالف، آخذا في الاعتبار تحالفات حزب الله ودور السلاح على الحدود الجنوبية لقتال اسرائيل.

في هذا الوقت، كان الرد الابرز على خطاب السيد نصرالله من رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري (ولي الدم)، اذ رأى ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عبر عن شديد الانزعاج من تمويل المحكمة الدولية، مشيرا الى ان نصرالله يدرك أن اعتباره ان التمويل يجب ان يتحقق من اموال الهبات العربية وغير العربية وليس من جيوب اللبنانيين، مجرد كلام لا معنى له ولا قيمة قانونية أو دستورية له، لان التمويل قد حصل وهو ساهم في حصوله، ولأن اي هبة تحصل عليها الدولة تتطلب موافقة مجلس الوزراء وتصبح بالتالي جزءا لا يتجزأ من المال العام الذي هو مال الشعب اللبناني.

انزعاج واضح

واشار الحريري في بيان له الى ان «الانزعاج يندرج أيضا في سياق العتب على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وادعاء الصدمة والمفاجأة من خطوة التمويل وطريقته، للانتقال إلى مطالبة رئيس الحكومة بمقايضة تمويل المحكمة بدفتر شروط سياسي وإداري له وللتيار الوطني الحر، وهو دفتر شروط يضع البلاد من جديد في مناخ الاحتقان السياسي الذي يدعي صاحب الخطاب التبرؤ منه، فيما هو يستدرج البلاد اليه بكل كلمة ينطق به».

 واذا رأى البيان ان «نصرالله يجدد انزعاجه من المحكمة الدولية ورفضه لها وتكرار اتهامها انها محكمة اسرائيلية واميركية»، اشار الى ان «السؤال الذي يتبادر الى ذهن اي مواطن لبناني عادي، وخصوصا إلى ذهن جمهور حزب الله: «كيف تغطي قيادة الحزب وأمينه العام ومجلس الشورى فيه تمويل محكمة يقولون انها اسرائيلية؟ أليس من المنطق ان يقال بعد ذلك ان تمويل محكمة يرددون أنها اسرائيلية هو خيانة وطنية تقتضي إحالة من يغطيها إلى القضاء اللبناني واتهام من يقبل بالبقاء في حكومة تمولها أنه شاهد زور؟».

وتوجه الحريري لنصرالله بالقول «لقد أخطأت يا سيد في إطلاق هذا التوصيف بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على صدور قرار التمويل عن حكومة أنت ترعاها، وأخطأت مرة أخرى في وضع القضية موضع مقايضة إدارية وغير إدارية»، مؤكدا ان «الحقيقة تبقى أن المحكمة الدولية حصلت على التمويل والف خطاب من مثل هذا الخطاب لن يلغي اعتراف الدولة اللبنانية بالمحكمة ومسارها».

لباس طائفي ومذهبي

ورأى الحريري ان «نصرالله بدا في خطابه الاخير اول من امس منزعجا جدا من تيار المستقبل ومن الحملات السياسية لنواب التيار»، معتبرا انه «حاول ان يضفي عليها لباسا طائفيا ومذهبيا، حاجبا حقيقة انها خلاصة لمواقف وطنية تعبر عن رفض شريحة كبيرة من اللبنانيين لهيمنة سلطة السلاح». وشدد الحريري على «ان تركيز نصرالله على ما يزعم أنه مذهبية التحركات الشعبية والسياسية في كل من لبنان وسورية، والربط بينهما في إطار مذهبي بحت، إنما هو كلام مردود إلى صاحبه وبضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها في الربيع العربي».

مرارة غير مسبوقة

واكد البيان ان خطاب نصرالله عبر أيضا، وبمرارة غير مسبوقة وبحرقة غير مسبوقة، عن انزعاجه غير المحدود من الحريري، «حتى بدا من تفاصيل الخطاب ان كلمتي سعد الحريري عالقتان في حلق السيد حسن وقد رددهما في كل طالعة ونازلة من خطابه وهو يقول ان الرئيس سعد الحريري عمل ليل نهار لتعطيل المبادرة السعودية ـ السورية، ثم يردف في مقطع آخر من خطابه قائلا «انه هو شخصيا المسؤول عن تعطيل المبادرة، وهو شخصيا أيضا من ابلغ رئيس وزراء قطر ووزير خارجية تركيا بالرفض».

المصالحة الوطنية

وقال الحريري «ان الواقع الذي لا جدال فيه ان الرئيس سعد الحريري أراد المبادرة على قياس المصالحة الوطنية التي تنقل لبنان من مرحلة الاستئثار بالسلاح وفرض هيمنة السلاح على الحياة الوطنية الى مرحلة قيام سلطة متوازنة، لا يكون فيها هيمنة لفريق على آخر، ولا اي شكل من اشكال استخدام السلاح في فرض الشروط السياسية»، واضاف «والمبادرة في كل الأحوال انتهت قبل شهور قليلة من سقوط احد ركنيها الرئيسين، وإن الرئيس سعد الحريري في المكان الطبيعي الذي يعبر عن ارادة معظم اللبنانيين ويوفر الحماية المطلوبة لمسار المحكمة والعدالة». واكد البيان «ان الروايات التي رددت أمس أصبحت روايات ممجوجة ومن مخلفات مرحلة ولت، وان الرئيس سعد الحريري لن ينحدر إلى سجال المزايدة في كشف أوراق تصونها أخلاقية رجال الدولة في سعيهم مع ملوك ورؤساء ومسؤولين كبار للوصول إلى مصالحة ومسامحة حقيقية لحماية لبنان».

الطفيلي يدعو لتسليم المتهمين

من جهة اخرى، لفتت امس دعوة الشيخ صبحي الطفيلي الامين العام السابق لحزب الله في خطاب عاشورائي له في البقاع الى تسليم المتهمين في القضاء الدولي لتصبح القضية قضية افراد وليست احزابا او فئات، وان يتم ذلك عبر تفاهم داخلي.

الشيخ الطفيلي توجه بكلامه الى حزب الله الذي ينتمي اليه المتهمون دوليا، وقال: يجب ان نخرج من قضية المحكمة الدولية وان نتجاوزها حقيقة وعمليا وليس اداء وذلك مثلما تجاوزنا تمويلها.

سليمان متخوف من المستقبل

النائب كاظم الخير عضو كتلة المستقبل رأى ان الرئيس ميقاتي حاول مقايضة ملف شهود الزور بالتمويل الذي يعتمده فريق 8 آذار كشماعة يعلق عليه اموره، اما طلبات العماد عون التي تحدث عنها نصرالله فربما كان بينها تبرئة العميل فايز كرم وسأل نصرالله عن موقفه من هذا الامر.

الخير نقل ارتياح الرئيس ميشال سليمان لما حصل لكنه لم يخف تخوفه من المستقبل.
 

السابق
ثقل عون ضمانة للنظام السوري!
التالي
السفير: المقاومة تحبط اعتداءً إسرائيلياً تجسسياً في العمق الجنوبي