تكبير الرأس

مَن ربح ومَن خسر معركة تمويل المحكمة الدولية؟ سؤال ستكشف الأيام المقبلة أهميته.
في الشكل يبدو أنّ الرابح الأكبر كان نجيب ميقاتي، تكتيكياً، وفي المضمون يبدو أن الخاسر الأكبر كان "حزب الله" موضوعياً.
هذا تصنيف عادل للنتائج الظاهرة لكن التعمّق في المسألة يفضي إلى الاستنتاج بأنّ النظام السوري هو الذي أعطى الضوء الأخضر لرئيس الحكومة.
يرى المتابعون لمجرى التطوّرات أنّ دمشق العالقة في مأزقها الداخلي حرصت على عدم المواجهة مع المجتمع الدولي.

يدرك المسؤولون في العاصمة السورية أهمية أن يبقى لبنان ساحة مستقرّة في الفترة الحالية، فلبنان المرتاح نسبياً مع الأمم المتحدة سيكون أكثر فائدة لدمشق من لبنان متوتّر.
ومع الحصار المفروض عربياً ودولياً على المسؤولين السوريين سيكون من غير المفيد دفع لبنان إلى قطيعة مع العالم حيث بإمكانه أن يكون مفيداً لدمشق المطوّقة.

أعطت العاصمة السورية الضوء الأخضر لميقاتي الذي بات بإمكانه أن يزايد على المعارضة بحرصه على المحكمة الدولية.
صحيح أنّ "حزب الله" لا يزال متمسّكاً برفضه المحكمة ولكن هذا الموقف بات شكلياً وضعيفاً خصوصاً أنّ الخبير القانوني سليم جريصاتي الذي استعان به الحزب سابقاً ضدّ المحكمة، بات منذ فترة مستشاراً موظفاً في المحكمة ذاتها.
خسر "حزب الله" وميشال عون المضحك خسر من "كيس" الحزب فيما ربح ميقاتي من "كيس" سوريا.
إلاّ أنّ الرابح الأكبر هو لبنان الذي نجا من مواجهة مع القرارات الدولية التي لا ينفع معها تكبير الرأس.  

السابق
السر… مش بإيدهن!
التالي
الحفاظ على الحكومة