الوزير هوشيار و العشق السوري الحرام..؟

مواقف الحكومة العراقية التائهة و الحائرة من الأزمة السورية لا تثير الحنق فقط بل الأسى و الشجن خصوصا و أنها مواقف ركيكة تساند الدجالين و القتلة و المجرمين , و تناكف بالكامل تطلعات السوريين نحو الحرية و التخلص من سطوة حزب البعث الفاشي و الذي يا لسخرية الأقدار لم يتخلص من نسخنه العراقية سوى عبر الإحتلال العسكري الأميركي المباشر الذي أسقط نظام البعث و جاء بغلمان النظام الإيراني و التحالف الطائفي- الكردي ليكون البديل الجاهز لذلك النظام , ورغم أن النظام العراقي الحالي بحكم طبائع الأمور و تطورات الأوضاع الميدانية وحقائق السياسة هو صناعة دولية محضة لم يتشكل إلا من خلال عملية تدويل واسعة النطاق و غير مسبوقة في تاريخ الديبلوماسية والعسكرية الدولية إلا أن هذا النظام يرفض تدخل المجتمع الدولي لحل الأزمة السورية و يقف مواقف تتناقض بالكامل مع طبيعته ,

و لم يخجل ديبلوماسيوه من التنكر لحقوق السوريين و لدماء أحرارهم و الإصطفاف علنا إلى جانب التحالف الصفوي البعثي المكون من نظام البعث الدموي السوري و النظام الإيراني الصفوي و حلفائه في حزب حسن نصر خدا اللبناني و الأحزاب الطائفية العراقية القائدة للدولة و المجتمع في العراق , و لكن أعجب المواقف هي مواقف وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في جامعة الدول العربية وهي مواقف تتناقض بالكامل مع مواقف إبن شقيقته رئيس شمال العراق مسعود البارزاني الذي يساند علنا الثورة السورية بل يحرص علنا على مناصرة و إستقبال قيادات الأحزاب الكردية السورية و التنسيق معها أمام الجميع و تحت ضوء الشمس الساطعة , فيما يمارس خاله العزيز هوشيار زيباري لعبة الكر و الفر الديبلوماسية و يدافع بإستماتة عن النظام السوري القاتل رغم إستمراره في القتل الشامل و إستباحة المدن و تحدي كل القرارات العربية بإستهتار لا مثيل له في تاريخ العمل القومي العربي مما ورط الديبلوماسية العراقية و أساء كثيرا لقيمها الأخلاقية في مواقف مساندة صريحة للظلم و الإرهاب لا تعبر عن رأي العراقيين بل تعبر عن رأي و قناعة و قرار أهل الحكم في طهران الذين يوجهون بالكامل للأسف دفة الحكومة العراقية و يحددون خياراتها الستراتيجية في ظل هيمنة قيادة حزب "الدعوة" الطائفي العميل القديم و التاريخي للمؤسسة الفقهية و السلطوية الإيرانية و حلفائه في "المجلس الإيراني الأعلى" وبقية الدكاكين الإيرانية في العراق , موقف الديبلوماسية العراقية و الوزير هوشيار شخصيا من قضية العقوبات الإقتصادية المعارض بالكامل و غير الملتزم بقرار الأغلبية العربية يشكل خرقا للقرارات العربية و الدولية ذات الصلة بالدفاع عن حرمة الدم السوري ونرفض بالكامل كل إدعاءات الديبلوماسية العراقية حول حاجة الإقتصاد العراقي للتجارة مع النظام السوري ,

و لنتذكر جميعا موقف المعارضة العراقية السابقة عام 1997 حينما فتح نظام حافظ الأسد في أخريات عهده ابواب التجارة مع نظام صدام حسين مخترقا القرارات الدولية وفارضا الصمت على المعارضة العراقية في دمشق وقتذاك و التي أصابها الشلل السريري الشامل قبل أن يتكفل التدخل الدولي بإعادة إحياء الموات ? و نذكر الوزير هوشيار زيباري بموقفه الحانق في صيف عام 2009 حين فجر الإرهابيون القادمون من المخابرات السورية وزارة الخارجية العراقية ذاتها و لجوئه للشكوى للأمم المتحدة قبل أن تتدخل الوساطات و التدخلات الإيرانية المعروفة عار على الديبلوماسية العراقية إن كانت هناك ثمة ديبلوماسية فعلا أن تقف هذا الموقف المخزي من معاناة أشقائنا في سوريا ,

و سيسجل التاريخ بأحرف سوداء ان حواشي الخنوع في العراق و عملاء مخابرات الرفيق أبو وائل قد خذلوا الشعب السوري في أدق و أصعب أيام محنته , ويبدو ان حكومة العراق وتحت مؤثرات أفيون نظام الولي الفقيه قد فقدت القدرة على التمييز وإستشراف حقائق الوضع الستراتيجي التي تؤكد حتمية سقوط النظام السوري الذي يعيش تداعيات الاحتضار الفعلية , ولاخير في ديبلوماسية لاتفهم التاريخ ولا تقرأه أن تكون معبرة عن حال الشعب العراقي وهي حال بائسة فعلا بعد أن أختار حكام العراق الإصطفاف إلى جانب الطغاة و القتلة… و يبدو إن عشق هوشيار الحرام لنظام المخابرات السورية ستكون له تداعياته المستقبلية الخطيرة.  

السابق
إجراءات الطلاق
التالي
أفغانستان مستقرة تعني تهديدات أقل