النبطية: افتتاح مشروع صغير ضمن برنامج دعم عائلات السجناء

بالامس أبصر حلم باسمة قصب النور بأن تحظى بصالون حلاقة نسائية لإعالة أولاد شقيقتها الأربعة، في غياب أبيهم، النزيل في أحد السجون. وحلم قصب واحد من احلام أقارب 70 سجيناً وفرت لهم أشكالاً مختلفة من الدعم الاجتماعي والاقتصادي والصحي، بعدما تسبّبت تجربة السجن بفقدان المعيل. 

لقد وفرت منظمة «شيلد ـــــ دروسوس» السويسرية الفرصة للإنقضاض على "العوز" الذي يرافق فقدان المعيل، إذ شكلت مشروع " الدعم الاجتماعي والاقتصادي والصحي التي تقدمه لعوائل السجناء، دون أن يٌخفى على احد اهمية هذه البرامج التي تعيد تصويب بوصلة الحياة من جديد لدى عائلة قد تجرها تحديات الايام الصعبة الى اللامستحيل" وهذا ما تلقفته "شيلد" بمشروعها لأنها تؤمن بتصحيح الخلل المجتمعي.

ويعتبر صالون قصب باكورة أولى للمشروع،انطلق برنامج «شيلد» في شهر أيار الماضي، ويستمر طيلة عامين ويستهدف نزلاء سجون صور والنبطية وتبنين، مستندا على دراسة ومسح ميدانيين شاملين للسجناء اللبنانيين وعائلاتهم، أجرته المنظمة بالتعاون مع منظمة «دروسوس»، للتعرّف إلى احتياجاتهم المختلفة ومعالجتها تحت عنوان «لكي لا يكون ابن أو أخ السجين مجرماً». ومن خلال عينة من 127 سجيناً، أي ما نسبته 71,3 في المئة من العدد الإجمالي.
 

وقصب هي واحدة من أقارب 70 سجيناً وافقن على الاستفادة من المشروع،إذ تشير "الى أن تفوقي في عملية التدريب التي خضعت لها خولتني أن احظى بفرصة إمتلاك صالون، إذ تولت المنظمة تجهيز الصالون الذي مكنني من تحقيق هدفي الإنساني" تقول قصب والفرحة اقفز من بين عينها وهي تراقب عملية إفتتاح "مشروعها الصغير بحضور مديرة البرامج في المنظمة كارول غوتلر، التي لفتت الى أن نجاح "الحلم" يتوقف على معايير ثلاثة، هي: تعاون الشركاء المحليين، دعم المؤسسات الرسمية، واستمرارية المشروع وقتاً طويلاً. وأملت غوتلر أن يأتي يوم «وتصبح فيه مبادرات كهذه، وطنية مئة في المئة، من دون أي مساعدة أو تمويل أجنبي، فتتعاون المؤسسات الرسمية والأهلية لدعم الفئات الأكثر حاجة».

وإذ إعتبر المشرف الاجتماعي على البرنامج الباحث الدكتور طلال عتريسي «أن هذا الصالون هو نموذج متواضع عن كيفية دعم أسر أصحاب الظروف الاجتماعية، وخصوصاً عندما تصبح بلا معيل»، رأى أن الهدف من هذه المشاريع هو حماية عائلات السجناء ودعم أفرادها، لكي يعتمدوا على أنفسهم في المعيشة، فكرامة الإنسان تكمن في الاعتماد على نفسه.

وفيما إعتبر رئيس دائرة النبطية في وزارة الشؤون الاجتماعية زاهي إبراهيم أنّ هذه الخطوة الأولى من نوعها في الجنوب بين عائلات السجناء، ستكون لها أهمية كبيرة لجهة تعزيز عطاء المرأة، وتمكينها من الاعتماد على قدراتها الذاتية وتنميتها"، دعا الرئيس الأول لمحاكم الاستئناف في النبطية القاضي برنار شويري، المعنيين إلى دعم هذه الفئة، وخصوصاً الجمعيات الأهلية في المحافظة، لما للتعاون من عامل أساسي في تحسين الظروف القاهرة لعائلات السجناء.

يذكر أن الدراسة التي اعدتها المنظمة إعتمد على مقابلات ميدانية أجرها فريق منتدب من الجمعية مع 127 سجيناً لبنانياً، وطلبت منهم بواسطة استمارة محدّدة إمكان التعاون وإعلان الموافقة على التواصل بين المنظمة وعائلاتهم خارج السجن، والتعرّف إلى احتياجاتهم المختلفة، لكن نسبة تجاوب السجناء بلغت 28 في المئة من العيّنة. 

السابق
هل ينتخب المصريون الديمقراطية؟
التالي
الاخبار: التمويل يمهّد لمعركة مطالب عون