لبنان بأهله ولاجئيه يحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

احتفل الفلسطينيون في لبنان وباقي دول الشتات أمس، باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فذكرّوا مجدّداً بإقرار أدنى حقوقهم الإنسانية والمدنية، خصوصاً أن المناسبة، ككل عام، تتزامن مع مواصلة حكومة الاحتلال لسياسة العدوان والحصار والتدمير ونهب الأراضي، بالإضافة إلى اعتقال الآلاف من الفلسطينيين.
واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن «الوقت قد حان لينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار والسلام في ظل دولة مستقلة وذات سيادة، كاملة العضوية في الامم المتحدة». ورأى أن «التضامن العربي حول هذه المسألة يعزز الموقف تجاه العدو الاسرائيلي».

وللمناسية، نظمت «الإسكوا» كعادتها في كل عام، احتفالاً رسمياً برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ممثلاً بوزير المهجرين علاء الدين ترو، حضره كل من وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ«الإسكوا» ريما خلف، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان بالإنابة روبرت واتكنز، ومستشار رئيس السلطة الفلسطينية صبري صيدم، والناشطة الفلسطينية حرية زيادة، والعضو الناشط في جنوب أفريقيا رونالد كاسريل، بالإضافة إلى حشد من الرسميين اللبنانيين، ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية، وهيئات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، وممثلين عن هيئات أهلية لبنانية وفلسطينية.

وقد بدأ الاحتفال بأغان أنشدها كورال الأطفال الفلسطيني «أطفال الصمود»، تلتها كلمة لخلف أشارت فيها إلى أنه «رغم معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي مخيمات اللاجئين، لم يتعب من الصمود». وأسف صيدم «لاستمرار الحديث عن الاحتلال في فلسطين بينما انتهت كل الاحتلالات»، وقدم مجسماً لمقعد فلسطين في الأمم المتحدة مصنوعاً من خشب زيتون القدس لخلف، ونسخة عن الرواية الفلسطينية للكاتب خليل بيدس بعدما تم استرجاعها مؤخراً من الكنيست الإسرائيلي وأعيدت طباعتها ونشرها.
وأعلن ترو أن «لبنان يتطلع إلى قبول كامل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وذلك من أجل إنصاف شعبها وتحقيق أحلامهم وعودة اللاجئين بالتالي إلى ديارهم بعدما تفرقوا في العالم كله على مدى أعوام». ولفت كاسريل الى «أوجه التشابه بين المشروع الصهيوني ونظام الفصل العنصري»، فيما تكلمت زيادة عن تجربتها كناشطة فلسطينية وعما يعانيه الشعب الفلسطيني من تهجير وتقسيم وأسر.
وفي الختام، قرأ واتكنز كلمة الأمين العام للأمم المتحدة لمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع شعب فلسطين.

وتقام على هامش الاحتفال سلسلة من الأنشطة الثقافية في قصر اليونيسكو في بيروت، تتضمن أمسية شعرية للشاعر تميم البرغوثي، وأربعة معارض لصور من فلسطين، ومعرض «ذاكرة: صور أطفال من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان»، ومعرض التراث: «حرفيات فلسطينية»، ومعرض الملصقات: «القضية الفلسطينية من خلال الملصقات». كما تعرض «الجامعة الأميركية في بيروت» فيلم «الطريق 181».
ونفّذت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» اعتصاماً أمس في «حديقة جبران» أمام مقر الإسكوا، في ساحة رياض الصلح، وشارك فيه عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية علي فيصل والوزير والنائب السابق بشارة مرهج وعضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء ابو كروم وفؤاد الحركة ممثلاً نقيب الصحافة محمد البعلبكي. وقدم المعتصمون مذكرة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعوا خلالها الى «تنفيذ القرارات الدولية خاصة حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وسيدة على حدود 4 حزيران وعاصمتها القدس والاعتراف بها عضوا كاملا في مؤسسات الأمم المتحدة، وتنفيذ حق العودة وفقا للقرار 194».
كما بعث المعتصمون بمذكرة الى الرؤساء الثلاثة في لبنان دعت الى «اقرار حق العمل والتملك وإعمار مخيم نهر البارد ومعالجة أوضاع المخيمات على مختلف المستويات، كإسهام مباشر في دعم حق العودة وصيانة الهوية الوطنية للاجئين نقيضا لمشاريع التوطين والتهجير».

وأصدر «اتحاد لجان حق العودة» في لبنان بياناً أكد فيه «التمسك بحق العودة وفقا للقرار 194 ورفض كافة مشاريع التهجير والتوطين والمشاريع التصفوية الإسرائيلية الاميركية».
ونظمت مجموعة «واجه» (شباب مخيم برج البراجنة) اعتصاماً سلمياً أمس، أمام مبنى السفارة الفلسطينية في بيروت، شارك فيه ثلاثون شاباً وشابة، وقدّم المعتصمون بياناً للسفارة الفلسطينية، أكدوا فيه تمسكهم بحق العودة، و«بكامل التراب الوطني الفسطيني» ورفضهم للتقسيم «الذي ما زال الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات يعاني من تداعياته».

ونظم أمس احتفالان في مخيمي البداوي والبرج الشمالي، ففي البداوي نظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» مهرجانا، حضره ممثلو فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية. وألقيت في المهرجان كلمات لكل من أمين سر «حركة فتح» في الشمال أبو جهاد فياض، باسم «منظمة التحرير الفلسطينية»، وعضو قيادة «الحزب الشيوعي اللبناني» الدكتور طنوس شلهوب، ومسؤول «الديموقراطية» في الشمال أركان بدر. وأجمعت الكلمات على ضرورة إجراء حوار وطني شامل بمشاركة الجميع وإلى تضافر الجهود الفلسطينية واللبنانية مع «الأونروا»، من أجل توفير الأموال المطلوبة لإعمار المخيم بجزأيه القديم والجديد.
كما أحيت حركة «حماس» احتفالا في مخيم البرج الشمالي في صور، حضره ممثلون عن القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية. وألقى كلمة «حماس» عضو القيادة السياسية في لبنان جهاد طه الذي أكد «أن حقنا في كامل فلسطين التاريخية لن تسقطه قرارات دولية مشبوهة ممزوجة بالصبغة الأميركية الصهيونية». ثم دعا إمام مسجد البرج الشمالي الشيخ طالب الصديق «الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الوحدة والتمسك بخيار المقاومة».

السابق
فيليبنية تنجب طفلاً في بنت جبيل مجهول الأب
التالي
حكومة كلهم على حق وسياسة جحا!