الفخ السلفي

في محاولة لتعزيز مخاوف الاقليات والنخب اندفعت انظمة عربية مؤخراً للايحاء بأن البديل منها سيكون التيارات الاسلامية والسلفية.
نجح هذا الكمين لفترة من الوقت فتجاوب معه قادة سياسيون وقادة روحيون ودفع ذلك ببعض النخب الى المجاهرة بضرورة التصدي والاقصاء.
ضحكت الانظمة في سرها ثم اطلقت بلاطجتها لتفجر كنيسة هنا او هناك ولتفتعل جرائم قتل طائفية سرعان ما تكشفت حقيقتها وانفضحت.
ليست النية الدفاع عن فكر الجماعات السلفية ولكن السقوط في فخ الانظمة الاستبدادية سيؤدي الى تقاتل في الشوارع بين مكونات الشعوب لينتهي في أحضان الانظمة.
فهذه الانظمة هي التي تسببت بتنامي قوة التيارات الاخوانية والسلفية التي لجأت الى المساجد علناً والى الغيب سراً وراحت تنظم نفسها وتستعد لمواجهة القمع والقهر.

وحين تهاوت الانظمة الاستبدادية خرجت الكتل الاسلامية الى الضوء وكان ان تأكد العالم ان الاستبداد يؤدي حتماً الى الانفجار.
تحلم الشعوب الخارجة من الاذلال بالحرية، ومواجهة التيارات المتصلبة تكون بالديموقراطية وبالكثير منها. حين تخرج هذه الى الضوء ستجد نفسها في مواجهة الفكر والرأي والاقناع.
في تونس وفي مصر لم يعد احد يخاف من الاسلاميين، ولو كانت حجة الانظمة قوية لأفسحت في المجال امام الليبراليين والوطنيين والاسلام المعتدل.
تذكروا تجربة الجزائر في بداية التسعينات ولتكن الساحات العربية مسرحاً لصراعات فكرية غير دموية  

السابق
المخرج الجديد!؟
التالي
رويترز: السفارة البريطانية تجلي موظفيها من إيران