الشيخ الاسير لجنوبية: سقوط النظام السوري بات محتوماً وأيامه معدودة..سياسة حزب المقاومة مبنية على الهيمنة والإستكبار لكن لن نتسلح سوى بالدولة

 إمام مسجد "بلال بن رباح" في صيدا الشيخ أحمد الأسير، الذي فرضته حركته الاحتجاجية ضد النظام السوري كواحد من أقطاب المدينة، أطلق سلسلة من المواقف السياسية من العيار الثقيل في مقابلة خاصة، إذ اعتبر أن سقوط النظام السوري بات محتوماً وأنّ أيامه معدودة بل هو في آخرها، منتقداً سياسة "حزب الله" الذي يصر على تسميته "حزب المقاومة" القائمة على الهيمنة والاستقواء بالسلاح وتخوين وتحقير الآخر.

وهو قال الشيخ إنّه لما بدأ "الربيع العربي وجدنا كثيراً من الناس يناصرون الحراك سواء في تونس أو مصر أو ليبيا، ولما وصل الى سوريا سكت الجميع الا ما ندر، فوجدت من الواجب الشرعي أن أنصر المظلوم ضد الظالم، لأنّه من المعلوم أن النظام السوري من أظلم ما يكون من أنظمة"، نافياً أن يكون لتحركاته أي إيعاز من أحدٍ "إلا من الله الذي أمرنا أن ننصر المظلوم ضد الظالم، ونحن ليس لنا ارتباط ولا علاقة بأي جهة سياسية لا في الداخل ولا في الخارج".وانتقد السياسة الايرانية التي الحقت الضرر بالطائفة السنية وأهل سوريا قائلاً: "سياستها في سوريا فاضحة، فشعبنا وأهلنا يذبحون بالسلاح والمدد والمال الايراني ويكفي هذا فساداً"، مشيراً الى أن سياسة "حزب المقاومة" قد أضرت كثيراً بلبنان "فسياسته مبنية على الهيمنة والاستكبار والاستقواء بالسلاح وتخوين وتحقير الآخر وإفساد ساحات الآخرين، لذلك لا بد من إصلاح هذه السياسة، ونصيحتي لهم بأن يعودوا الى رشدهم ويجلسوا مع سائر الافرقاء نداً لند".

واكد ان "اطلاق المواقف السياسية الى جانب الحركة الدعوية نابع من التعبير عن الألم جراء الضرر الذي حل بنا، وليس دخولاً في المعترك السياسي، فهناك استخفاف كبير بأهل السنة والجماعة في لبنان على كل الأصعدة وأنا أرفع الصوت وأقول اتقوا الله فينا"..
ورفض أن يكون خطابه دعوة للفتنة أو التحريض المذهبي قائلاً :"فليخبرني من يتهمنا متى حرضنا على الفتنة أو على الطائفية أو المذهبية، عندما ننتقد سياسة "حزب المقاومة" يقولون انتم تتهجمون على الشيعة وهذا غير صحيح.. بل هو خطأ في التفكير، فنحن في موقع الدفاع، وانتقادنا سياسي وحرصاً عليهم وعلينا لأننا نعيش سوية في هذا البلد ونريد أن نبقى سوية فيه".

وبيًن الشيخ الأسير أن "عدم السكوت عن أي استخفاف أو 7 ايار جديد لا يعني على الاطلاق التسلح والمواجهة بالسلاح"، وأضاف: "لن نسمح أن تتكرر أحداث 7 أيار مهما كانت الظروف، ولن نسكت بعد الآن عن أي استخفاف بدمائنا أو غير ذلك، نعم سلمياً، فالأنظمة المستبدة إنهارت بقوة الكلمة والحراك السلمي وأنا مؤمن بجدواه، ونرفض الإنزلاق إلى منزلق التسلح والسلاح، لأن هناك 18 طائفة في لبنان وإذا أرادت كل طائفةٍ التسلح فسوف نذهب الى كارثة على الجميع. اليوم توجد دولة وعليها أن تسيطر على السلاح.. كل السلاح"، مطالبا "الدولة والأجهزة الأمنية بتأمين الأمن للجميع"، مستنكراً الأحداث الأمنية الأخيرة "من تفجير لمحلات الخمور في صور وإحراق بعض السيارات في صيدا وغير ذلك من سرقات وجرائم خطف وانتشار للمخدرات".
وقال الشيخ الأسير صحيح إنّ "ظلم النظام السوري ليس له مثيل، إلا أن عدونا الأول والأساسي هو العدو الإسرائيلي بلا جدال، وعداوته عقائدية فالقرآن اخبرنا (لتجدنَّ اشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا..) وفلسطين قضيتنا لا نقبل فيها مزايدة، وعدونا بعد ذلك كل من يسعى للإضرار بنا على مستوى ديننا وأمننا وبلادنا، وصديقنا من يُسالمنا ويرفع الضُر عنا".

علاقات وتوضيح
ونفى الشيخ الأسير أن يكون هو الوجه الإسلامي لتيار "المستقبل"، قائلاً: "المتضرر من مواقفنا يحاول اتهامنا بما ليس فينا، ومن ذلك التنسيق مع تيار "المستقبل" وهذا غير صحيح، نحن نتفق مع بعض سياساته ونخالف بعضها، بل ربما إنزعج تيار "المستقبل" من بعض مواقفي، ولكنني لا أخشى في الله لومة لائم فالذي أراه حقاً أصدع به"، معترفاً بأن تيار "المستقبل" يمثل "أكثر الطائفة السنية سياسياً، ولكن هذا لا يعني أنه يمثلني سياسياً أو دينياً".
ووصف العلاقة مع الرئيس فؤاد السنيورة بأنها "مبنية على المعرفة والإحترام ذلك من خلال زيارة الرئيس السنيورة لنا قبيل الإنتخابات وليس هناك أي تنسيق أو زيارات متبادلة، وسابقاً زرت النائب بهية الحريري مرة للتعارف، بينما العلاقة بدار الفتوى والمفتي سليم سوسان ممتازة، ومع "الجماعة الاسلامية" جيدة جداً، أما مع "القوى السلفية" في الشمال فهي معرفة شخصية بأفراد فقط وتعرفت على الشيخ الشهال عندما زارنا في المسجد مؤخرا، أما مع "القوى الاسلامية" في عين الحلوة فلا توجد علاقات وأنا مقصر معهم، بينما العلاقة مع الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري تقوم على المودة والاحترام والزيارات المتبادلة بين الحين والآخر" 

السابق
جعجع: لا يمكن لحزب الله الادعاء بعد اليوم أن المحكمة الدولية اسرائيلية
التالي
“تجمع العلماء المسلمين” التقى الأسد: سوريا مستهدفة لوقوفها مع المقاومة