البناء: اتصالات الساعات الأخيرة تحسم مسار جلسة اليوم

نجحت الاتصالات والمشاورات الحثيثة التي حصلت في الساعات الماضية بتجاوز قطوع جلسة مجلس الوزراء اليوم، من خلال ترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من المساعي بهدف الوصول إلى مخرج لأزمة تمويل المحكمة الدولية.
وقد أثمرت مساعي واتصالات الساعات الأخيرة التي شارك فيها عدد من كبار المسؤولين في تذليل بعض العقد التي كانت تهدد بنسف جلسة الحكومة اليوم وعلى الأقل بعدم توفير النصاب لانعقادها.
حركة عين التينة والسراي
وقد شارك في هذه الاتصالات كبار المسؤولين وعدد من قادة الأكثرية. لكن الرئيس نبيه بري لعب دوراً أساسياً في هذه الاتصالات إذ التقى نهاراً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واجتمع ليلاً مع النائب وليد جنبلاط، فيما زار مستشاره السياسي الوزير علي حسن خليل قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وزار خليل ليلاً الرئيس ميقاتي. كما بقيت الاتصالات مفتوحة مع قيادة حزب الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي أطلق موقفاً لافتاً أمس بإعلانه أنه "إذا كان الخيار بين الاستقرار الداخلي والمخاطر الخارجية، سنختار الاستقرار الداخلي".
كما لفت ما قالته أوساط رئيس الحكومة إلى "أن الأمور ليست مقفلة"، بينما أشار الوزير محمد فنيش إلى أنه "لم يسمع عن مقاطعة وزراء تكتل التغيير والإصلاح للحكومة". كما شدد جنبلاط على أن "لا مصلحة بدخول البلد في الفراغ".
أجواء الاتصالات
ويمكن القول إن الاتصالات واللقاءات المكثفة التي سجلت في الساعات الماضية واستمرت حتى وقت متأخر من الليل، توصلت إلى مزيد من الأجواء الإيجابية على طريق حلحلة الأزمة الناشبة في الحكومة بسبب الخلاف حول موضوع تمويل المحكمة.
وقالت مصادر مطلعة لـ"البناء" مساءً: يمكن القول إن الأمور وضعت على السكة الإيجابية وان هناك اتفاقاً بين أطراف الأكثرية على التعاطي الإيجابي الهادئ وعدم اللجوء إلى التحديات والمناكفة.
وكشفت المصادر أن هناك أكثر من فكرة كانت تناقش حول مصير جلسة اليوم وما ستؤول إليه أبرزها:
الأولى: تقضي بعقد الجلسة ودرس جدول الأعمال دون البت النهائي بموضوع المحكمة، مع الأخذ بعين الاعتبار الخروج منها بجو طبيعي وعادي. والثانية: تكرار مشهد الجلسة السابقة.
أما في خصوص موضوع تمويل المحكمة، فقد تكتّم المعنيون على الأفكار التي تناقش في هذا الأمر، مع العلم أن النقاش يدور في جو من الثقة والمسؤولية في الوقت نفسه.

أوساط رئيس الحكومة
وقالت أوساط الرئيس ميقاتي مساء أمس لـ"البناء" إن الاتصالات مستمرة ومكثفة مع القيادات المعنية، لكنها قالت إن الأمور لم تتضح بالكامل، ولم يتضح الأساس الذي سترسو عليه. وقالت: "ليس هناك من شيء نهائي، وعملياً، فإن الأمور قيد البحث سواء حول موضوع تمويل المحكمة أو اعتراضات العماد عون، ولذلك فالأمور ليست مقفلة". أضافت إنه في ضوء نتائج الاتصالات يتحدد مصير جلسة اليوم بين الانعقاد أو التأجيل.
ملف تصحيح الأجور أمام الحكومة
في هذا المجال، علم أن الجلسة اليوم ستبحث أيضاً في ملف تصحيح الأجور في ضوء التقرير الذي رفعه وزير العمل شربل نحاس إلى رئيس الحكومة وجرى إلحاقه أمس بجدول أعمال الجلسة، ويقول مصدر وزاري إن التعقيدات المستجدة على الوضع الحكومي، لا يجب أن تغيب أولوية الاهتمام بالملف المعيشي والحياتي حيث يعاني أكثرية اللبنانيين من أزمات متراكمة حياتياً ومعيشياً، وفي الدرجة الأولى إعطاء المواطن بعضاً من حقوقه بعد أن تآكلت القدرة الشرائية له بسبب الغلاء الفاحش والزيادات الكبيرة التي طرأت في الفترة الأخيرة على أسعار السلع الأساسية.
لذلك، من المفترض أن تبت جلسة مجلس الوزراء اليوم ملف تصحيح الأجور في ضوء التقرير الذي أعده الوزير نحاس حول هذه القضية نتيجة اللقاءات التي عقدها مع الهيئات النقابية والاتحاد العمالي العام وأصحاب العمل وبالتالي عدم تأجيلها مرة جديدة.
وعلم في هذا الإطار أن الوزير نحاس يقترح رفع الحد الأدنى للأجور إلى 800 ألف ليرة.

إطلاق صواريخ كاتيوشا باتجاه العدو "الإسرائيلي"
في هذا الوقت، شهد الجنوب أمس تطوراً أمنياً لافتاً تمثل بإطلاق صواريخ كاتيوشا على مستوطنات صهيونية من المنطقة المتاخمة لبلدتي رميش وعين ابل، وقد عثر الجيش اللبناني على منصتي صواريخ كاتيوشا في وادي عين ابل وبالقرب من إحداها ساعة توقيت.
وقد عملت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على استغلال هذه العملية لإطلاق التهديدات ضد الحكومة والجيش اللبناني. كما عمدت مدفعية دباباتها إلى إطلاق قذائف عدة باتجاه خراج بلدة عيتا الشعب وعين ابل.
ونقلت مواقع إلكترونية عدة بيانات تعلن فيه كتائب عبد الله عزام تبنيها لإطلاق الصواريخ.
وفيما استبعدت إذاعة العدو، نقلاً عن مصادر عسكرية، وقوف حزب الله وراء إطلاق الصواريخ، رجحت صحيفة "هآرتس" "الإسرائيلية" وقوف منظمة "الجهاد العالمي" وراء العملية، مشيرة إلى أن من يتعامل مع هذه المنظمة هم فلسطينيون.
إلا أن راديو العدو، ورغم ذلك، حمّل مسؤولية إطلاق الصواريخ إلى الحكومة والجيش اللبناني، وقال إن سلطات العدو تنظر بخطورة إلى هذا الحادث.
… وسليمان يرفض
أما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فرأى أن "إطلاق الصواريخ الذي حصل بشكل فردي لا يصب في خدمة التضامن مع الشعب الفلسطيني ويعتبر خرقاً لحال الاستقرار السائدة في الجنوب وللقرار 1701".
لافروف يدعو الى وقف أسلوب الإنذارات
في الشأن السوري، تميز يوم أمس بالهدوء على الأرض على الرغم من قيام المجموعات الإرهابية بالاعتداء على المواطنين، فيما تمكنت القوى الأمنية من قتل أربعة إرهابيين واعتقال 17 آخرين في حمص.
لكن اللافت في المواقف أمس ما صدر عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إذ وجه رسائل متعددة في اتجاه الغرب وحتى الجامعة العربية "للتخلي عن نهج الإنذارات في الحديث عن سورية". وقال إن مقترح منع توريد الأسلحة إلى سورية ليس نزيهاً، مشدداً على أن الاضطرابات في سورية ليست من جانب السلطات، بقدر ما هي من جانب المجموعات المسلحة.
وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في موسكو مع نظيره الايسلندي اسور سكربيدنسن، لفت لافروف إلى أنّ المسلحين يعاملون المواطنين المسالمين بقسوة شديدة، مشيراً إلى أنّ العمليات الاستفزازية التي تقوم بها المجموعات المسلحة لاستثارة

الاضطرابات ازدادت في الفترة الأخيرة.
ودعا لافروف جميع الدول التي تربطها علاقة بأي طرف من الأطراف المتنازعة في سورية إلى بذل الجهود من أجل إجبارها على التخلي عن أعمال العنف. وقال: "هذا يشمل أيضاً أعمال السلطات، ولكن هذا يغدو حيوياً بقدر أكبر حيال تلك المجموعات المسلحة في سورية التي لها علاقات مع عدد من البلدان الغربية والبلدان العربية، وهذا معروف للجميع".
وأعلن لافروف عن وجود أجانب ضمن هذه المجموعات المسلحة التي تحصل على الأسلحة من الخارج.
في سياق متصل، أفاد مصدر عسكري روسي في حديث إلى وكالة "إيتار تاس" الروسية أن "مجموعة من سفن الأسطول الشمالي الروسي ستدخل مياه سورية الإقليمية في نهاية كانون الأول".
شروط العربي!
في هذا الوقت، ذكرت "الشرق الأوسط" السعودية أن "الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اشترط في رسالة الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، توقيع الحكومة السورية على بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة إلى دمشق، قبل إعادة النظر في العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية على سورية، معرباً عن "استعداده لإجراء تعديلات طفيفة على البروتوكول".
بكين تدعو الى الحوار
ومن بكين أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أن حكومة بلاده ترى أنه إذا كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن يرغبان بزيادة العقوبات على سورية، فإن ذلك يتوقف على ثلاثة مبادئ ألا وهي "المساهمة في تخفيف حدة الوضع الحالي في سورية، ودفع مسيرة الحوار بشأن القضية السورية، إضافة إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".
"أحلام" أوغلو
أما حكومة رجب طيب أردوغان فواصلت حملة التصعيد ضد سورية، فزعم وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو "أن لا فرصة لاستمرار النظام السوري لأنه يعذب شعبه"، مجدداً التهديد "بإقامة منطقة عازلة"!؟
إلا أن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلديز أكد أمس أن "بلاده لن تقطع الكهرباء عن الشعب السوري".
أما وزير النقل بينالي يلديريم فأشار إلى نية بلاده تجنب المرور عبر سورية في المبادلات التجارية "إذا تفاقمت الأوضاع هناك".
اشتون تدعو "لتحرك عاجل"؟
بدورها، رأت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أن "الوضع الخطير" في سورية، يجعل من الضروري اللجوء إلى "تحرك دولي عاجل".
"السيئ الصيت"!
في هذا الوقت، دعا "سيئ الصيت والسمعة" عبد الحليم خدام إلى رحيل النظام في سورية زاعماً أنه "قد يكون سيناريو ليبيا هو السيناريو الأخير"، ومحرضاً المجتمع الدولي على "التدخل العسكري في سورية".  

السابق
الحياة: كاتيوشا على الجليل الغربي وإسرائيل ترد وتحمّل حكومة لبنان المسؤولية
التالي
السفير: الاستقرار أولاً.. تمرير التمويل وحماية الحكومة بري متفائل وميقاتي حذر وجنبلاط يخشى من الفراغ