اسرائيل تحتوي سقوط الكاتيوشا

اسرائيل لا تتهم حزب الله، ولا تريد أي تصعيد امني مع لبنان، وستعمل على تجنب الانجرار الى مواجهة عسكرية، لكنها تحمّل الحكومة والجيش اللبنانيين المسؤولية كاملة عن إطلاق الصاروخين على المستوطنات الاسرائيلية

رفض نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، تحميل حزب الله المسؤولية عن اطلاق الصاروخين على المستوطنات الاسرائيلية أول من امس، مشيراً الى أن «الصورة ما زالت غير واضحة، اذ توجد في لبنان منظمات فلسطينية، ومنظمات يمكن تسميتها بمنظمات الجهاد العالمي والاسلام المتطرف، قامت في الماضي باطلاق صاروخين من عيار 107 ميللمتر، باتجاه الاراضي الاسرائيلية»، مع ذلك، اكد يعلون ان «لبنان والحكومة اللبنانية مسؤولان عما يجري، بما في ذلك اطلاق الكاتيوشا على اسرائيل».

واضاف يعلون في مقابلة اجرتها الاذاعة الاسرائيلية معه امس، بعد ساعات على سقوط الصاروخين، ان «الفرضية الايرانية او السورية غير واضحة، رغم احتمال ان تكون لطهران ودمشق مصلحة بحرف الاهتمام عما يجري لديهما، خصوصاً ان الاتهامات قائمة ضد اسرائيل بأنها مسؤولة عن كل ما يجري في المنطقة»، وأكد ان «الجهة التي اطلقت الصاروخين ستنكشف خلال ايام، إن لم يكن خلال ساعات، وستنكشف دوافعها، رغم ان ذلك لا يغير شيئاً من مسؤولية الحكومة اللبنانية».
بدوره، طالب وزير الشؤون الاستخبارية في الحكومة الاسرائيلية دان مريدور بعدم التسرع واطلاق الاتهامات، مشيراً الى ان «اسرائيل تحمّل الحكومة والجيش اللبنانيين، المسؤولية عما يحدث في الشمال، لكن يجب اجراء تحقيق قبل تحديد من يقف وراء اطلاق الكاتيوشا، خصوصاً ان احداثا مشابهة توالت بعد حرب لبنان الثانية عام 2006، ولا اعلم من يقف وراءها، وبالتالي لا اتهم حزب الله»، وأكد مريدور أن «الهدوء قائم على الحدود الشمالية منذ سنوات، وحزب الله كجهة مهيمنة في لبنان، ليست لديه مصلحة بالتصعيد الامني مع اسرائيل، ما يعني انني لا استطيع ان احدد الجهة المسؤولة عن ذلك»، اما وزير شؤون الجبهة الداخلية، متان فيلنائي، فأكد بدوره «مسؤولية الحكومة اللبنانية عن كل ما يحدث في اراضيها وكل ما يخرج من حدودها»، لكنه طالب في المقابل «الاسرائيليين بالهدوء وعدم الهلع ومتابعة حياتهم اليومية الاعتيادية»، مع ذلك شكك فيلنائي في حديث لاذاعة الجيش امس، انه «في حال حصول تصعيد على شاكلة حرب لبنان الثانية، فلست متأكداً من ان ضباطاً في الجيش لن يفروا»، وقال «لا اتوقع ان رؤساء السلطات المحلية الـ255، كما قادة السرايا في الجيش، سيبقون في مدنهم وفي وظائفهم».

وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي قد أشارت الى سقوط اربعة صواريخ اطلقت من لبنان باتجاه الاراضي الاسرائيلية، بعد منتصف ليل أول من امس، مؤكدة ان الصواريخ بقطر 122 ميللمترا، وأحدثت اضراراً مادية في المستوطنات، لكنها لم تسفر عن سقوط اصابات بشرية، ثم عادت وأكدت ان صاروخين سقطا بالفعل، وليس اربعة، مشيرة الى ان «احدهما سقط على حظيرة دجاج في احدى المستوطنات المحاذية للحدود، وأحد مستوعبات الغاز، ما ادى الى احتراقه كلياً، اضافة الى تضرر مبان في المستوطنة»، وبحسب مصادر امنية اسرائيلية، «قامت مدفعية الجيش بالرد على مصادر اطلاق الصاروخين بست قذائف»، من دون اضافة اي تفاصيل اخرى.

وذكر مراسل الاذاعة العسكرية ان «تقديرات المؤسسة الامنية ترى أن حزب الله لا يقف خلف اطلاق الكاتيوشا، وأن الامر يتعلق بحادث لن يؤدي الى تصعيد امني»، وبحسب مصادر عسكرية اسرائيلية، «على ما يبدو، فإن الجهة التي اطلقت الصلية، هي منظمة فلسطينية صغيرة جدا، انطلقت من احد المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني، او منظمة تابعة للجهاد العالمي، رغم ان المسؤولية الحصرية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، ومن واجبها منع اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل».
بدوره، أكد المراسل العسكري للقناة العاشرة الاسرائيلية، ان «الجيش الاسرائيلي يفضل عدم التسبب في تفاقم الوضع او الانجرار الى مواجهة، ولا يريد اي تصعيد مع حزب الله، السبب الذي ادى الى ابقاء الرد (الاسرائيلي) محدودا وانتقائياً»، ونقل عن مصادر عسكرية تأكيدها «إمكان احتواء الحادث، فهو قصف احادي، وصلية صواريخ صغيرة، ولم يسفر عن اصابات في الارواح، والا لكانت صورة الوضع مختلفة تماما».

وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن أن الجيش كان قد قرر عدم تشغيل منظومات الإنذار في المنطقة الشمالية، بسبب تقديرات لديه، بأن احتمال إطلاق صواريخ من لبنان هو احتمال منخفض للغاية. ورداً على احتجاج مستوطني الشمال على عدم تشغيل المنظومة، أوضحت مصادر عسكرية أن تشغيلها مرتبط بتقدير دوري للوضع تجريه الجهات المختصة، لأنها ليست مؤهلة للعمل 24 ساعة يوميا على مدار العام.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي، ان «صلية الصواريخ هي الاولى التي تطلق من الاراضي اللبنانية، منذ عام 2009»، لافتاً الى انها «المرة الثامنة التي يجري استهداف اسرائيل من لبنان، منذ حرب لبنان الثانية عام 2006».
وأكدت مصادر إسرائيلية عدم وجود توجه لدى الجيش الإسرائيلي نحو التصعيد، واكتفاءه بالرد الموضعي الذي نفذه من خلال إطلاقه نيران مدفعية باتجاه مصادر الكاتيوشا، مشيرة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي كثف أنشطته الاستخباراية في الأجواء اللبنانية.

وقدم محلل الشؤون الإستراتيجية في موقع يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، قراءة تحليلية للحدث، رأى فيها أنه في ظل عدم الاستقرار الحاد في الشرق الأوسط، فإن واقعة كهذه يمكن أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع، حتى لو لم يكن اللاعبون الرئيسيون يرغبون بها ابتداءً. ورأى أن «الساحة الشمالية، الهادئة للوهلة الأولى، مشبعة ببخار الوقود سواء بسبب حرب البقاء التي يخوضها النظام السوري، ويشارك فيها حليفاه حزب الله وإيران، أو بسبب التوتر القائم حول الملف النووي الإيراني».
من جهتها، علقت واشنطن على ما جرى عبر الحدود الجنوبية، داعية إلى «ضبط النفس». وكعادته دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إطلاق صواريخ على الجليل، مشيراً إلى أن قوات «اليونيفل» تقوم بتحقيقاتها لمعرفة ظروف هذا الحادث. كذلك دعا الى ضبط النفس، مذكراً بالقرار 1701.  

السابق
اسامة سعد رفض استقبال السفير بييتون في صيدا
التالي
مدارس شبعا في كونتاينر