36 % من التلامذة يعانون من التواء العمود الفقري.. وانعكاساته خطيرة ألماً وتشوّهاً

 يسمى التواء العمود الفقري، أو «الجنف» (باللاتينية: (scoliosis، أو انحراف العمود الفقري، هو حالة مرضية تصيب العمود الفقري وتسبب له انحرافاً (ميلان) من جهه إلى أخرى، واستدارةً في الفقرات أيضاً بهذا الاتجاه بحيث لا يكون فيها العمود الفقري عمودياً. وفي هذه الحالة تتشكل عدة انحناءات أيضاً تحت تأثير ثقل الجسم مشكلة في بعض الأحيان شكل حرف (S).
وتجدر الإشارة إلى أن استدارة الفقرات المصاحبة للانحناء تكون دائماً عندما يكون فيها جسم الفقرة (باللاتينية(corpus vertebrae :موجهاً في اتجاه الجهة المحدودبة للتقعر، وتكون النواتئ الشوكية للفقرات (باللاتينية( processus spinosus :موجهة إلى الجهة المقعّرة.
وغالباً ما يسبب الألم لدى البالغين وكبار السن. ويظهر في الصورة الشعاعية العمود الفقري إما على شكل حرف (S) أو حرف (C). وعادةً ما يصنف على أنه عيبٌ خلقي أثناء الولادة (بالإنكليزية: congenital‏)، أو مجهول السبب (بالإنكليزية: idiopathic‏) أو نادراً جداً على أنه مشكلة في «الموصل العصبي العضلي» متطورة من أمراض أخرى مثل «السنسنة المشقوقة»، و«الشلل الدماغي»، و«ضمور العضلات الشوكي أو الصدمة البدنية. وقد عولجت أول إصابة بهذا المرض ووُصفت من قبل أبو الأطباء.. أبقراط.
وهذه العلة يمكن أن نشاهدها عند الأطفال في مختلف أعمارهم، رضّعاً وصغاراً ومراهقين. والفتيات أكثر تعرضاً له من الفتيان بـ 8 مرات. إذ كثيراً ما نرى خللاً في وضعية الطفل، واقفاً كان أو جالساً، فنصرخ في وجهه قائلين: «جلّس ظهرك»، لكن هذه العبارة، للأسف، لا تكفي وحدها من أجل حلّ المشكلة، بل لا بد من عرض الطفل على الطبيب لفحصه بدقة ولتطبيق العلاج بسرعة في حال التأكد من وجود التواء حقيقي في العمود الفقري، فالإهمال في هذه الحالة سيجعل الطفل يدفع الثمن باهظاً، لأن بقاء «الجنف» من دون علاج سيترك اختلاطات لها آثارها على القلب والرئتين.
الصحة المدرسية عموماً، وصحة التلميذ خصوصاً، ينبغي أن تتصدر أولويات المدارس في لبنان، كونها تدّعي الحرص على التربية الصحيحة، ووعلى نمو التلامذة السليم.
بيد أن قضية الحقيبة المدرسية والمقعد الدراسي، يطالعاننا في كل بداية عامٍ دراسي، ويكونان من أهم المواضيع المتداولة العالقة منذ إعداد المناهج الأخيرة.
وتعتبر آلام الرقبة والظهر مرضاً حقيقياً آخذاً في الانتشار، إذ تشير الدراسات والإحصاءات إلى أن نسبة إصابة الشبّان والشابّات بآلام العمود الفقري واضطراباته مرتفعة جداً، والأمر سيّان بالنسبة إلى الأطفال الذين يزورون عيادات الأطباء والمعالجين الفيزيائيين، ويعانون آلاماً واضطرابات تطاول العمود الفقري من الرقبة، ما قد يؤدي إلى نشوء ما يسمى بالاحديداب أو «الحردبة»، كما أن هذه الآلام والاضطرابات قد تساهم في اشتداد حالة الالتواء في العمود الفقري، أي «الجنف» إذا وجدت.
ومع تفاقم هذه المشكلة، كان لا بدّ من تسليط الضوء على أسباب الإصابة بآلام العمود الفقري واضطراباته، وعلى سبيل الوقاية من هذه الإصابات منذ عمر الطفولة وفي فترة الدراسة، كون هذه المرحلة تعتبر مرحلة النمو حيث تكبر العضلات وتقوى، ويكتمل العمود الفقري وباقي العظام وتصبح صلبة. فلْنجعلْها إذاً تنمو بشكلٍ سليمٍ، علماً أن إصابة الولد بأي مشكلة أو آلام في عموده الفقري في تلك المرحلة قد تلازمه طيلة حياته.
أسبابه
أما أسباب «الجنف»، ففي أغلب الأجيان هي غير معروفة، لكن ثمة بعض العوامل المشجعة لظهوره، منها الوراثة، حيث نجد في حالة واحدة من أصل ثلاث سوابق عائلية للاصابة بهذا العارض، ومن العوامل المشجعة التأخر في النمو العصبي، والاضطرابات العضلية، والتشوهات الغضروفية، والتقلبات الهرمونية. ومن الأسباب النادرة جداً لـ«الجنف» نجد التشوهات الخلقية، وأورام العمود الفقري والشلل واعتلال العضلات الولادي، والقزامة، وبعض المداخلات الجراحية على الفقرات والصدر. أيضاً فإن عدم تساوي الساقين وضعف عضلات الظهر، أو حمل ثقل في طرف من دون آخر، كل هذا يمكن أن يسبب التواءً في العمود الفقري.
أنواعه
تقسم أنواع انحراف العمود الفقري على حسب نوع الميلان. ويوضع في الحسبان أيضاً شدة الميلان وزاوية انحرافه.
ومن أنواعه: جنف أيمن (باللاتينية: dextroscoliosis): حيث يكون العمود الفقري مائلاً إلى جهة اليمين فقط. جنف أيسر (باللاتينية: laevoscoliosis): ويكون في حالة الميلان إلى اليسار فقط. جنف بنيوي (باللاتينية: rotoscoliosis): (قد يطلق على الحالات المجتمع بالنوعين الأولين، أو يستخدم للإشارة إلى أن العمود الفقري يحتوي على أكثر من ثلاث زوايا) وفيه يوجد انحناء في الفقرات الصدرية وانحناء آخر منفصل في الفقرات القطنية. ويكونان عكس بعضهما في اتجاه الانحناء، أي إذا كان الجنف الصدري أيمن، يكون القطني أيسر وبالعكس.
الجنف الثانوي، و ينتج عن عوامل أو أمراض مثل: بعد العمليات الجراحية، بعد الإصابات التي تؤدي إلى كسور في الفقرات، بعد التشعيع (العلاج بالأشعة السينية) أياً كان السبب، بعد الأخماج (الالتهابات) ومثال على ذلك إصابة فقرات الظهر بالسرطانات وتُحطمها.
انتشاره
أكدت إحدى الدراسات أن انحرافات العمود الفقري الاقل من 10 درجات تصيب 3-5 من كل 1000 شخص. وبالنسبة إلى الانحرفات الأقل من 20 درجة، فهي تقريباً متساوية بين الإناث والذكور. أما الانحرافات الأكبر من 20 درجة فهي تصيب شخصاً واحداً من بين 2500 شخص. وبشكل عام، تصاب 2 % من الإناث بالمرض. بينما يصاب به 0.5 % من الذكور.
علاماته
يعاني حوالى 36 % من طلاب المدارس من آلام الرقبة والظهر، ومن تشوهات في العمود الفقري، وأكثرها شيوعاً «تقوسات الظهر». وهي عبارة عن انحناء غير طبيعي في العمود الفقري، وتكون على درجات كالانحناء لأحد الجانبين أو إلى الأمام أو إلى الخلف، زيادةً عن الوضع الطبيعي للإنسان.
ومن علامات «الجنف»: بروز سنام – أو أكثر في حالة أكثر من انحراف – وظهور عظم الكتف، اختلاف في مستوى الكتف والقفص الصدري والفخذ وعدم انتظامها، اختلاف وعدم تناسق في الثدي لدى الإناث، اختلاف في مسافة الذراعين (بين أطراف الأصابع والكتف)، عدم تناسق الاكتاف والجسم عموماً، ميلان الرأس جانبياً، التعب بسهولة أثناء بذل المجهود البدني.
الحقيبة المدرسية
إن لوزن الحقيبة المدرسيّة الزائد، والخطأ في طريقة حملها، والجلوس على المقعد الدراسي في وضعيّة غير ملائمة لفترة طويلة اليد الطولى في آلام العمود الفقري.
وتبقى التوعية مسؤولية أولياء الأمور، ونعني بذلك الأهل والهيئات التربوية في المدارس ومتّخذي القرار في وزارتي الصحة والتربية.
مشاهد تتكرر سنوياً مع بداية كل عام دراسي حيث تكثر شكاوى أهالي التلامذة من مشكلة الحقيبة المدرسية الثقيلة جداً، مُلقين اللوم في ذلك على المسؤولين في المدارس. كما أن وسائل الإعلام تتناولها أيضاً مع مطلع العام الدراسي الجديد. ومع ذلك، فإن المشكلة ما زالت قائمة.
وفي دراسة أميركية نشرت في مجلة «وول ستريت» مؤخراً، حذّر الباحثون فيها من أن الحقائب المدرسية قد تسبب الأذى لمناطق الظهر والرقبة عند الأطفال مسببة تشوّه القوام .
وأشارت إلى أن حوالى ربع الطلاب تحت سن الرابعة عشرة يحملون الحقائب المثقلة بالكتب والدفاتر التي تزن أكثر من 20 % من وزن الطفل، وهو ما يعادل حمل رجل وزنه 81 كيلوغراماً لثقل مقداره 18 كيلوغراماًَ تقريباَ على ظهره .
رأي اختصاصي
"البناء" التقت المعالج الفيزيائي مارسيل مكرزل، من أجل التركيز أكثر على هذه الظاهرة الآيلة إلى التفاقم، على الرغم من كل الأضواء التي سُلّطت عليها، كما تناول اللقاء سبل معالجة هذا الأمر وإيجاد بعض الحلول، وكان الحوار التالي:
ما هي المواصفات الأساسية لحقيبة مدرسية جيدة؟
يجب أن تراعي الحقيبة المدرسية صحة التلميذ الطفل وعمره ونمو عظامه، بحيث يفضّل أن تكون المسكة عريضة ومبطنة، وأن يكون الحزامان محشوّان بمادة إسفنجية ولا يقلّ عرض كل منهما عن 7 سنتمترات، ويكونان قابلين للتعديل، أما ظهر الحقيبة المُلامس لظهر التلميذ فيجب أن يكون مبطّناً بمادة إسفنجية، لا جيوب فيها ولا زوائد إنما جيبٌ واحد خاص بقارورة المياه، كما يجب أن تكون خفيفة ومتينة، ومقسّمة من الداخل، وتتوافق مع مقاس التلميذ وتناسب عمره.
ماذا عن وزن الحقيبة وكيفية توضيبها؟
يجب ألا يتعدّى وزن الحقيبة الفارغة 500 غرام للصغار (دون 7 سنوات)، و 1.5 كيلوغرام للكبار، إذغالباً ما يتراوح وزن الحقيبة الممتلئة بين 20 و 30 % من وزن التلميذ، بينما يجب ألا يتخطى وزنها 10 % من وزنه، بمعنى أنه إذا كان وزن التلميذ 30 كيلوغراماً، فيجب ألا يتعدى وزن الحقيبة الممتلئةً ثلاثة كيلوغرامات.
أما لجهة ترتيبها وتوضيبها فعلى التلميذ أن يجهّز حقيبته يومياً، واضعاً فيها فقط ما يحتاج إليه، كاختيار الكتب والدفاتر المطلوبة حسب المفكرة اليومية والقرطاسية والأغراض اللازمة، فضلاً عن ترتيب الكتب الكبيرة والثقيلة إلى الوراء بالقرب من الظهر، والأصغر حجماً إلى الأمام، وتوزيع المحتويات وتنسيقها بترتيب، بذلك يحصل التلميذ على حقيبة متوازنة.
ويقدّم مكرزل هنا بعض الملاحظات والاقتراحات فيقول: «يمكن للأهل أن يساعدوا أولادهم، خصوصاً الصغار منهم، في ترتيب الحقيبة وتوضيبها في مرحلة أولى، ليقوموا بذلك وحدهم في مرحلة ثانية؛ كما يمكن للمعلمين في المدرسة كذلك مساعدة التلامذة في توضيب الحقيبة في بادىء الأمر. كما يجب على دور النشر، بالتعاون مع الهيئات التربوية، العمل على تقسيم الكتاب المدرسي إلى ثلاثة أجزاء (جزء لكل فصل دراسي) ما يخفّف من وزن الحقيبة.
كما ينصح مكرزل بشراء الدفاتر القليلة الوزن، أي تلك التي تحتوي على 96 ورقة بدل 192، وباعتمادها من قبل المدرّسين، ويمكن للمدرسة أن تؤمن خزانة في كل صف ليضع التلميذ أغراضه في الدُرج المخصّص له بدل نقلها يومياً في حقيبته من وإلى المدرسة.
ويختم هنا قائلاً: «إن عملية تخفيف وزن الحقيبة تتطلّب مجهوداً وتنسيقاً بين الهيئات التربوية والأهل والتلامذة".
ماذا عن طريقة حمل الحقيبة، هل من آلية معينة لذلك؟
ثمة طريقة مثلى لحمل الحقيبة كي لا يتسبب ذلك في انعكاسات على العمود الفقري لدى الطفل، وتتلخص تلك الطريقة بـ: الاقتراب من الحقيبة قدر المستطاع، إبعاد القدمين عن بعضهما، ثني الركبتين لاستعمال عضلات الفخذين للدفع، إمساك الحقيبة باليدين معاً، بالمسكة أو بالحزامين.
إبقاء الرأس والعمود الفقري مستقيمين، رفع الحقيبة بشدّ عضلات الفخذين ومدّ الركبتين. وضع الحقيبة على طرف الطاولة، الاستدارة، ثني الركبتين وإدخال اليدين والكتفين في الحزامين. ومن ثم تعديل الحزامين حتى تكون الحقيبة ملاصقة جيداً للظهر.
وأثناء المشي؟
أما بعد حملها على الظهر، وأثناء المشي، فيجب إبقاء الرأس مرفوعاً والعمود الفقري مستقيماً وشدّ الكتفين نحو الوراء وبَلْع البطن. كما أن لإنزال الحقيبة طريقة مثلى تعتمد على الاستدارة ووضع الحقيبة على الطاولة، ومن ثمّ وضعها على الأرض وذلك باتباع الطريقة نفسها، أي بثني الركبتين وإبقاء الرأس مرفوعاً، والعمود الفقري مستقيماً.
بإمكان الأهل مساعدة أولادهم في حمل الحقيبة باتّباع الأسس السابقة نفسها ومن ثمّ وضعها على مستوى كتفي الولد كي يُدخل، بدوره، يديه وكتفيه في الحزامين. كما يجب عدم حمل الحقيبة من جانب واحد، أي على كتفٍ واحد إنما على الكتفين معاً. ويحذَّر من الركض أو القفز خلال حمل الحقيبة. كما ينصح بالنزول بتروٍّ من الباص والاستعانة بالمسكة لدى الصعود إليه.
ماذا عن الحقيبة ذات الدواليب؟
هي، فارغة، أكثر وزناً من حقيبة الظهر. وتؤدي إلى التواء وآلام في العمود الفقري خلال جرّها بطريقة غير ملائمة. كما يواجه الطفل صعوبة في حملها لدى صعوده إلى الباص أو النزول منه، كذلك درج المدرسة. علماً أنها تصلح في حال كان صفّ التلميذ في الطابق الأرضي ولا يضطر إلى استعمال الدرج، كما تصلح في حال المشي لمسافات طويلة من وإلى البيت، شرط أن يجرّها التلميذ بطريقة جيدة أي بإبقاء جسمه مستقيماً.
هل للجلوس في المقعد الدراسي أثره في المشكلة أيضاً؟
إن الجلوس لفترة طويلة وبطريقة غير ملائمة على المقعد الدراسي (ما يقارب الساعات السبع يومياً أو أكثر وحوالى 1000 ساعة سنوياً)، قد يعرّض التلميذ إلى آلام في عموده الفقري، كما يسهم في زيادة الالتواءات في الكتفين والعمود الفقري، خصوصاً وأن المقاعد التقليدية في المدارس لا تنطبق عليها المواصفات التي تتلاءم مع سلامة العمود الفقري لدى التلامذة من ناحية، ولا تتناسب مع اختلاف أحجامهم من ناحية أخرى.
ولما كان من الصعب تغيير هذه المقاعد أو استبدالها، فلا بدّ من تدريب التلامذة، على الأقل على كيفية الجلوس عليها بطريقة أفضل.
علامَ تعتمد طريقة الجلوس الصحيحة؟
في وضعية الإصغاء، يجب أن يكون الرأس والرقبة مستقيمان، والقدمان ملامستان الأرض جيداً، والظهر منتصب وغير مائل إلى الطاولة وملتصق جيداً بظهر المقعد.
أما في وضعية الكتابة والقراءة فيجب الجلوس على الدفة الأمامية للمقعد، وأن يكون الرأس والظهر مستقيمين، واليدان تلامسان الطاولة حتى الكوعين، والكتفان متساويين وغير مائلتين إلى اليمين أو اليسار. وللحصول على جلسة مريحة، يمكن الإستعانة بوسادة أو مسند ملائم.
يتحدثون عن المقعد المتطور ما هو؟
هو المقعد الذي يراعي بمقاساته وأبعاده الهندسية سلامة التلميذـ وإذا توفّر للمدرسة استبدال المقاعد التقليدية بمقاعد جديدة، فعليها التقيّد بالمقاسات والمواصفات التالية: علوّ الطاولة بمستوى وركَي التلميذ، علوّ المقعد بمستوى ركبتي التلميذ، أما بالنسبة إلى الجلوس على المقعد الدراسيّ المتطور، فعلى عرض المقعد أن يتيح للركبتين البعد عن طرف المقعد الأمامي من 4 إلى 5 سنتمترات في وضعية الإصغاء.
هل من نصائح أو حتى تمارين؟
إضافة إلى وزن الحقيبة وطريقة حملها والجلوس لفترات طويلة على المقاعد الدراسية، ثمة أسباب عديدة قد تساهم أيضاً في ظهور آلام واضطرابات في العمود الفقري كما يجب تجنبها، وهي: الجلوس لاستعمال الحاسوب لفترة طويلة، النقص في التغذية، قلة النوم، الوزن الزائد والبدانة، الجلوس لمشاهدة التلفاز لفترات طويلة، الضغط النفسي، الخمول وعدم ممارسة الرياضة.
كما تجدر الإشارة إلى أن آلام العمود الفقري قد تتسبب للتلميذ بالتغيّب المتكرر عن صفه، عدم التركيز، وعدم الإصغاء في الصف.
أما بالنسبة إلى التمارين الرياضية، فيجب ممارسة بعض التمارين الرياضية المليّنة خلال اليوم وما بين حصص الدروس إذا أمكن، كما يجب على التلميذ أن يمارس بعض التمارين الرياضية لتحسين اللياقة البدنية ولتقوية العضلات، خصوصاً عضلات البطن والظهر، وذلك بإشراف مدرّب اختصاصي، لأن ممارسة بعض التمارين الرياضية بطريقة سيئة قد يعرّض التلميذ إلى آلام وإصابات مختلفة. كما يُنصح بممارسة بعض الألعاب الرياضية ككرة السلة وكرة القدم والسباحة وغيرها.
وفي حال شعر التلميذ بأي ألم، على المعنيين اصطحابه إلى الطبيب المختص لمعالجة الأمر فوراً.
نصائح للأم
وإذا ما لاحظت الأم أن طفلها يعاني من عدم استقامة في ظهره، فما عليها سوى أن تطلب منه (إذا كان في سن يسمح بذلك) الانحناء نحو الأمام مع إبقاء الساقين مشدودتين، فإذا ذهب الالتواء فهذا يعني أن هناك وقفة ملتوية عند الطفل، أما اذا رأت احديداباً في ظهر ولدها، فهذا يدل على معاناته من التواء في عموده الفقري، وفي هذه الحالة لا مفر من استشارة الطبيب لاتخاذ التدابير والاجراءات الضرورية لمنع تفاقم الالتواء من سيء إلى أسوأ.
إن تصوير العمود الفقري بالأشعة يمثّل فحصاً أساسياً مهماً لأنه يسمح برؤية الالتواء، ومعرفة نوعيته، وقياس درجته، إضافة إلى تحديد الفقرات المصابة قلباً وقالباً، عدا هذا كله، فإن الصورة الشعاعية تمكّن الطبيب من الحصول على المعلومات اللازمة لمراقبة الالتواء، ومن الحصول على المعلومات اللازمة لمراقبة الالتواء وتطوراته المستقبلية، إذ أن «الجنف» يزداد تفاقماً في فترة البلوغ، لهذا فإن متابعة الطفل في هذه المرحلة تعتبر جوهرية لوضع الالتواء عند حده ومنعه من التطور نحو الأسواء.
«الجنف» والحمل
بحسب دراسة سويدية، يعتبر الإنجاب أكثر من مرة قبل سن 23 سنة أحد مسببات إصابة المرأة بالجنف، أما حالات الحمل بعد العقد الثالث من العمر فلا داعي للخوف فيها من الإصابة بالمرض. و بالنسبة إلى عملية الولادة عموماً لا توجد تأثيرات سلبية معروفة لـ«الجنف» على عملية الولادة أو الحمل. وقد تختلف من حالة إلى أخرى، إذ قد تتأثر بعض المريضات اللواتي يعانين من بعض أنواع «الجنف» التي قد تمتد إلى الفقرات العجزية، أثناء الولادة. 

السابق
دعوة إلى إحياء ذكرى اعتقال يحيى سكاف
التالي
إستنفار اسرائيلي وتحركات في القطاع الشرقي