هواجس إيران لما بعد بشار

 في التقرير المنسوب للدبلوماسي الإيراني علي جنتي، الذي كان سفيرا في الكويت، ونشرته إحدى الصحف الإيرانية، يبدو أن إيران، مثل بقية دول المنطقة، أصبحت مقتنعة بأن النظام السوري يسير نحو الهاوية، لكنها ليست متأكدة كيف ستكون الخاتمة. أهمية التقرير ليست في تشخيص حالة النظام، لأن الجميع يعي أنه مصاب بجلطة خطيرة، إنما برأيه في حكام دمشق المحتملين بعد سقوط النظام السوري.
يقول التقرير إن المخاوف الإيرانية هي من سيطرة السنة الإسلاميين المعادين لإيران على الحكم في سوريا، وهذا استنتاج منطقي، لكونهم يمثلون ثلاثة أرباع السكان. وهنا تحصد إيران نتيجة سياستها هي ورفيقها نظام الأسد الذين شجعوا وعقدوا تحالفاتهم الإقليمية مع الجماعات الإسلامية في لبنان وفلسطين ومصر. تحالف بني على مصالح لا آيديولوجيا، بدليل أن مساندتهم الإسلام السياسي استثنيت منه الجماعات الإسلامية السورية.. «الإخوان» والسلفيون.
ويقول جنتي «إذا كان الإخوان المسلمون هم من سيقود الحكومة القادمة بعد سقوط نظام بشار الأسد، فلن يقبلوا بأن يتعاونوا مع حزب الله في لبنان، وذلك بسبب الاختلافات المذهبية». الحقيقة، أنه لا يهم من سيخلف نظام الأسد، دينيا كان أم مدنيا، فالأرجح أنه سيتبنى سياسة سلبية تجاه حزب الله. الاختلاف المذهبي ليس سببا، بدليل أن علاقة الأسد وإيران قوية بحركة حماس السنية الفلسطينية، وكذلك «الجهاد» الفلسطيني.. بل السبب أن حزب الله كان الذراع العسكرية للنظام السوري في لبنان، وتنطع للدفاع عنه منذ بداية أزمته مطلع العام الحالي.
ومن المفارقات أن إيران الدينية خائفة من نظام ديني يحكم دمشق، وهي التي ساندت حركات دينية مسيّسة في مصر وفلسطين والبحرين، وطبعا العراق! إنما – كما تعلمنا من التقلبات في منطقتنا – للدينيين مثل السياسيين أطباق مختلفة، ولكل فريق أطباقه المفضلة الدينية والليبرالية. وجعلت إيران وسوريا محور سياستهما للسنوات السبع الماضية، هو تمكين الحركات والأحزاب الدينية من حكم الجارة العراق. فقد بذلت إيران الكثير لدعم الجماعات الدينية الشيعية للإمساك بالحكم سياسيا. وتكفلت سوريا باستقبال وإرسال ودعم الجماعات السنية المتطرفة، تحت مسمى المقاومة العراقية، لزعزعة الوضع هناك، ضد الوجود الأميركي والنظام العراقي الجديد. الآن يتجرع النظام السوري من نفس الدواء المر، وإيران بدورها تشتكي من احتمال وصول الإسلاميين للحكم في دمشق بعد أن كانت تروج لهم في غزة وتنادي
 

السابق
أفتقد لبنان الاستقلال: لبنان الحرية والفكر!
التالي
معلومات عن تنفيذ “حكم اعدام” بحق احد العملاء في “الضاحيه”