سوريا: تعريب وتتريك (ساطع نور الدين)

عندما عبر وزير الخارجية التركية أحمد داود اوغلو عن أمله في أن يتم حل الأزمة السورية "داخل العائلة" لم يوضح ما إذا كان يقصد العائلة المشرقية أو الإسلامية، أو سواها من "العائلات" التي تنتمي إليها سوريا وتركيا في آن معا.. الالتزام التركي بالعقوبات ليس مفاجئا أو طارئا، فقد أقفلت بوابات الحدود البرية مع سوريا على تنقل الأفراد والسلع، وبات استخدامها يقتصر على تهريب السلاح والمال والمقاتلين في الاتجاهين. الجديد والمثير هو أن الاجتماع الوزاري العربي الأخير في القاهرة، شهد وقف تفرد تركيا في مقاربة الأزمة السورية ووضع السياسة التركية تحت مظلة الجامعة العربية.. ثمة همس في ان الجانبين العربي والتركي تلقيا في الآونة الاخيرة اكثر من نصيحة أميركية وأوروبية غربية بالعمل معا من اجل الاسراع في وقف حمام الدم في سوريا وفي إسقاط النظام بأقل كلفة ممكنة. المهم ان الشراكة حصلت بالفعل، بعدما صارت تركيا اكثر تعريبا وصار العرب اكثر تتريكا، وهي تتعدى فكرة التغيير في سوريا لتصل الى عملية إنتاج النظام الجديد في سوريا، بمعزل عن الاوهام التي راودت الكثيرين من العرب والأتراك.

السابق
الشيخ العيلاني:على حزب الله أن يعلم بان صيدا ليست النبطية
التالي
عراك علوش وشكر بسبب بشار الأسد يتحول إلى إعلان دولي عن مكافحة السرطان!