المستقبل : حزب الله” يتّهم الجامعة العربية بخدمة المشاريع الأميركية

 كتبت "المستقبل" تقول ، ما بعد مهرجان طرابلس، ليس كما قبله، فلا الحكومة ولا رئيسها بمقدورهما "النأي" عن الحقيقة التي كرّسها الاحتضان الشعبي الكبير لثوابت ثورة الأرز، ورفضه كل ما تأسّس على ترهيب السلاح وسرقة الشرعية والتنكر للعدالة والمجتمعين العربي والدولي.
حكومة لبنان، أو بمعنى أدق، وزير خارجيتها الذي استحق التنويه أمس من وزير خارجية نظام دمشق وليد المعلم، يكاد يكون الصورة الأصدق عن واقع حال هذه المسماة حكومة التي تتنكر لقضايا الوطن وأولويات الناس، وتفرغت للدفاع أو تغطية ارتكابات الآخرين، قتلة أو أنظمة ترتكب المجازر.
في هذا الإطار، وتعليقاً على العقوبات الاقتصادية التي أقرّتها جامعة الدول العربية بحق سوريا، أوضح وزير الخارجية عدنان منصور انه "منذ اللحظة الأولى قلنا إننا لا نستطيع أن نسير بعقوبات على سوريا نظراً لتداعياتها على لبنان"، مضيفاً "النأي، أي عدم الموافقة على العقوبات الاقتصادية على سوريا، معناه انه لا نستطيع السير بهكذا عقوبات"، معتبراً انه "أيًا كانت المفردات، أي إن كانت النأي أو الرفض او الامتناع فجميعها تصب في الخانة نفسها، فنحن مرتبطون بسوريا بشكل كبير(..)".
توازياً، اعتبر "حزب الله" العقوبات "سابقة خطيرة أقدمت عليها جامعة الدول العربية ما يشكل إجراءً ظالماً ضد سوريا حكومةً وشعباً (..) وأمر معيب ومخالف لمبادئ العمل العربي المشترك"، معتبراً أنَّ "هذه العقوبات تأتي في سياق سياسة أميركية صرفة تخدم المشاريع الأميركية في المنطقة، ومن حق الشعوب أن تحذر من أن تتحول الجامعة إلى أداة في يد الإدارة الأميركية(..)".
وسط هذه الصورة، وعلى مسافة أربع وعشرين ساعة من جلسة مجلس الوزراء المتضمنة بند تمويل المحكمة الدولية، وفي ظل "دلع" وزراء تحت مسمى الاعتكاف، فيما العين على مشاريع وأمور أخرى لرسم سقوف تفاوضية، وبالتوازي مع تسارع وتيرة الاتصالات بين مكونات حكومة حزب السلاح، لم تتوضح الصورة التي ستؤول إليها الأمور، بين الاتفاق على مخرج يبقي الحكومة قائمة إلى حين، أو الاستقالة المعدة سلفاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لرفعها في وجه من يعرقل وفاء لبنان بالتزاماته الدولية المنصوص عنها في مقدمة الدستور.
وفي هذا المجال، نقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن اوساط متابعة اربعة مخارج للتمويل، الاول عبر مجلس الوزراء في جلسة يغيب عنها سبعة من الوزراء ليؤمن بذلك وزراء الفريق المستقل عدد الاصوات المطلوب لإقرار بند التمويل. اما الثاني فبتمرير التمويل من احتياطي رئاسة الحكومة بمرسوم عادي موقع من الرئيس ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي، فيما يقترح ثالث السيناريوات دفع سلفة مالية من الهيئة العليا للاغاثة بطلب من رئيس الحكومة، واذا تعذرت المخارج الثلاثة فالطلب من مصرف لبنان دفع الحصة المتوجبة على الدولة وتدوينها في سجل ديون الحكومة.
في المقابل، يمضي وزراء "التيار الوطني الحر" في اعتكافهم وعدم مشاركتهم في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء اذا لم يلمسوا تغييراً جدياً في الاداء والتعاطي معهم من الحكومة وفق ما اكد وزير السياحة فادي عبود، مؤكدا ان "استقالة الحكومة ليست من مصلحة احد لكن الامر لم يعد خياراً بل اضطرار". ومن المتوقع وفق ما هو معلوم ان يحدد رئيس التكتل النائب ميشال عون موقفه من القضية عقب اجتماع يعقد اليوم في الرابية بحيث يظهر الموقف النتائج التي وصلت اليها الاتصالات على هذا المحور.
من جهته، اعلن عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب "عدم المشاركة في حكومة اولوياتها المحكمة لا شؤون الناس وقضاياهم المعيشية"، مشددا على ان "الاستقالة مطروحة اذا بقيت الامور على حالها وهي في مطلق الاحوال ليست آخر الدنيا على رغم انها ليست هدفنا(..)".
بدوره، أعلن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنه "طالما أن مسار المحكمة الدوليّة مستمر، فقد يكون من باب أولى سلوك طريق التمويل للحد من الاحتقان الداخلي"، مجدداً "النصيحة الى كل المعنيين بأن تمرير التمويل فيه مصلحة وطنيّة لبنانيّة عليا"، معتبراً أن "معالجة مسألة السلاح لن تحل من خلال المنابر الاعلاميّة أو المبارزات الخطابيّة، بل من خلال حوار هادئ(..)".
على صعيد متصل، أكد رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دايفيد باراغوانث أن "الهدف الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان هو مقاضاة القتلة الذين أودوا بحياة مواطنين لبنانيين"، مشيراً إلى أن زيارته لبيروت الأسبوع الماضي "عززت ثقتي بقدرتنا على إنجاز مهمتنا، وهي مكافحة الإفلات من العقاب"، مشدداً على أن "الدعم الذي نتلقاه، سيساعد المحكمة الخاصة بلبنان على المساهمة في ضمان الاستقرار الذي يتوق إليه الجميع، باستثناء القتلة، ما يفتح أبواب فرص جديدة أمام لبنان(..)".
في غضون ذلك، لفت اعلان البابا بنديكتوس السادس عشر خلال استقباله الرئيس ميقاتي عزمه زيارة لبنان في الخريف المقبل، وإيمانه "ببقاء لبنان وطن الرسالة بين دول العالم"، وعبّر عن محبته الكبيرة للبنانيين، مشيرا الى أنه سيظل يصلي للبنان ويعمل لسعادته وهنائه وتقدمه وراحة شعبه.
بدوره، اكد ميقاتي في اعقابها سعيه "لإبعاد وطننا عن تداعيات الحوادث الجارية من حولنا"، وشدد على "أن لبنان لا يقوم الا بجناحيه المسيحي والمسلم، وعلينا جميعاً ان نقوي ارادة العمل معاً للحفاظ على مبادئ قبول الآخر وحرية المعتقد التي قام عليها لبنان(..)".
واجتمع ميقاتي في الفاتيكان مع امين سر الدولة الكاردينال ترشيسو برتوني ووزير الخارجية المونسنيور دومينيك مامبرتي اللذين عبرا عن قلق الكرسي الرسولي ازاء الوضع في الشرق الاوسط، واكدا ان لبنان اساسي للوجود المسيحي في الشرق وهو مثال للعالم حول تعايش المجتمعات مع بعضها البعض، مشيرين الى ان صدقية اي حكومة ان تؤمن التزامات البلد خاصة مع المجتمع الدولي.
وعشية جلسة لجنة المال والموازنة المقررة اليوم، اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح "الاستمرار في مقاطعة اجتماعات اللجنة حتى تستقيم الأمور في داخلها، وان يكفّ (رئيس اللجنة النائب ابراهيم) كنعان عن استعمالها منبراً للهجوم على فريق سياسي"، وطالب "رئيس المجلس النيابي نبيه بري ببتّ هذه المسألة فوراً وان يضع حداً للنائب كنعان ويمنعه من استعمال اللجنة منبراً للتهجم علينا وتحوير الحقائق فهناك أصول للعمل البرلماني(..)".
في المواقف، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان "العام 2011 لم يكن جيداً بالنسبة لقوى 14 آذار اذ حصل فيه الانقلاب المعروف الذي أطاح حكومة الرئيس سعد الحريري"، متوقعاً "ان يطيح هذا الانقلاب بنفسه في الايام والاسابيع المقبلة بحيث سيعود الحق لأصحابه في شكل مباشر أو غير مباشر(..)".
واعتبر عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتفت ان "الرئيس ميقاتي طار قبل ان يهب الهواء الشمالي"، وقال "تبين أمس توجه طرابلس والشمال، والرئيس ميقاتي ليس موجوداً على الساحة الشعبية الطرابلسية بعد المواقف التي اتخذها"، داعياً "ميقاتي الى اقامة مهرجان لنر حجمه الشعبي في هذه المنطقة". وإستبعد "إستقالة مجلس الوزراء لأسباب عدة"، متوقعاً ان "تكون هناك مقاطعة لجلسة الاربعاء المقبل(..)". 

السابق
السفير : واشنطن تحذر لبنان من “عواقب جدية”
التالي
الديار : حزب الله : لن تخرب الدنيا سواء بقيت الحكومة او رحلت او أصبحت تصريف أعمال