قالت "الأنوار" :
فيما نشطت التكهنات حول جلسة مجلس الوزراء غدا لجهة انعقادها أو لا، ثم لجهة اقرار تمويل المحكمة الدولية، كان البارز امس استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر الرئيس نجيب ميقاتي واعلانه انه سيزور لبنان في الخريف المقبل.
وبينما يستمر السجال حول تمويل المحكمة، دخلت السفيرة الاميركية مورا كونيللي على الخط امس وزارت وزير الاقتصاد نقولا نحاس، وجددت اعلان موقف الولايات المتحدة بأن الاحداث في سوريا لا تخلق عدم إستقرار أو توتر في لبنان. ودعت لبنان إلى تلبية جميع التزاماته الدولية بما فيها التزامه بالتمويل والتعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان، وأعربت عن خشية الولايات المتحدة من أن يؤدي فشل لبنان في تلبية التزاماته تجاه المحكمة إلى عواقب جدية.
وقالت مصادر وزارية ان كونيللي زارت نحاس نظرا لوجود ميقاتي في الفاتيكان واستباقا لجلسة مجلس الوزراء غدا. وقد قال ميقاتي انه لمس ارتياحا بابويا لما نقوم من جهد في المحافظة على الامن والاستقرار في لبنان ، وتشجيعا على الاستمرار في التزام الخيارات الوطنية التي يجمع عليها اللبنانيون ، فضلا عن تعزيز العلاقات بين لبنان والمجتمع الدولي الذي يتابع ما يجري من احداث حول لبنان ويرغب فعليا في ابقاء بلدنا في منأى عن تداعياتها.
وقد اعلن البابا انه عازم على زيارة لبنان في الخريف المقبل، مؤكدا ايمانه بانه سيبقى وطن الرسالة بين دول العالم.
وفي انتظار عودة ميقاتي من الفاتيكان، اكدت مصادر وزارية ان كفة المخرج الذي يتولاه رئيس مجلس النواب نبيه بري لأزمة اعتكاف وزراء التيار الوطني الحر وتمويل المحكمة تبدو حتى الآن راجحة، مبدية تفاؤلها بانعقاد جلسة الغد وتمرير بند التمويل من دون دفع الرئيس ميقاتي في اتجاه الاستقالة.
وشددت مصادر في الفريق الاكثري على ان الحكومة باقية، خصوصا ان السيناريوهات المطروحة كمخارج لتمويل المحكمة كثيرة ومتعددة لا بد الا ان يشكل احدها الحل المنشود والمخرج اللائق لطي صفحة التباين في وجهات النظر ودفع مسيرة الحكومة قدما نحو الانتاجية ودوران عجلاتها في السرعة القصوى.
وفي هذا المجال، حددت اوساط متابعة 4 مخارج للتمويل: الاول عبر مجلس الوزراء في جلسة يغيب عنها سبعة من الوزراء ليؤمن بذلك وزراء الفريق المستقل عدد الاصوات المطلوب لإقرار بند التمويل. اما الثاني فبتمرير التمويل من احتياطي رئاسة الحكومة بمرسوم عادي موقع من الرئيس ميقاتي ووزير المال محمد الصفدي، فيما يقترح ثالث السيناريوهات دفع سلفة مالية من الهيئة العليا للاغاثة بطلب من رئيس الحكومة. واذا تعذرت المخارج الثلاثة فالطلب من مصرف لبنان دفع الحصة المتوجبة على الدولة وتدوينها في سجل ديون الحكومة.
وسط هذه الاجواء، يمضي وزراء التيار الوطني الحر في اعتكافهم وعدم مشاركتهم في جلسة مجلس الوزراء غدا اذا لم يلمسوا تغييرا جديا في الاداء والتعاطي معهم من الحكومة وفق ما قال وزير السياحة فادي عبود. ومن المتوقع وفق ما هو معلوم ان يحدد رئيس التكتل النائب ميشال عون موقفه من القضية عقب اجتماع يعقد اليوم في الرابية بحيث يظهر الموقف النتائج التي وصلت اليها الاتصالات على هذا المحور.
