مطالبة برفع سن الحضانة الى 15 سنة

منذ 20 عاماً ولا يزال طلب الجمعية الخيرية للتوعية الاجتماعية هو نفسه: رفع سن الحضانة إلى 15 سنة، وللأم الأفضلية في حضانة أولادها إذا كانت أهلاً لذلك ولم تتزوّج. وفي حديث إلى "النهار"، شرحت رئيسة الجمعية والعضوة في اللجنة الوطنية في المجلس النسائي اللبناني مي وهّاب بو حمدان حيثيات القضية.
وتكشف بو حمدان أن اهتمامها بهذه القضية عائد إلى طفولتها عندما كانت النساء يحتمين بوالدتها ويبكين إبعاد أولادهن منهن: "كنت أسمع بكاؤهن كل الليل. هكذا كبرت مع هموم النساء وكبرت معي، وقلت لأمي، إنني في المستقبل سأدافع عن حقوق النساء المظلومات". 

تقدّمت الجمعية في عام 2002 بمشروع قانون لتعديل قانون الأحوال الشخصية لطائفة الموحدين الدروز الصادر عام 1948 والذي ينص على أن سن الحضانة للصبي 7 سنوات، وللفتاة 9. ورأى فيه وزير العدل آنذاك سمير الجسر أنه "لا يثير أي نقاط قانونية تتعارض مع النظام العام والدستور والمبادئ القانونية العامة"، فوافق عليه. وتشكلت اللجنة التي ساهمت في تعديل قانون الأحوال الشخصية من شخصيات عدة، كالنواب مروان حماده، وليد جنبلاط، وطلال إرسلان. "الأمل كبير في أن تقره قريباً مشيخة عقل الموحدين الدروز في جدول أعمال المجلس المذهبي، ويوقعه شيخ العقل. فمن شأن إقرار رفع سن الحضانة لكل الطوائف إلى 15 سنة، أن يخفّف الكثير من حالات الطلاق والعنف المنزلي، لأن الوالد عند ذاك سيعرف أنه إذا طلّق فسيخسر أولاده".  "بدأت بطائفتي، الموحدين الدروز، لكي لا أُتهم بالتدخل في شؤون طوائف أخرى"، قالت بو حمدان، "غير أن الهدف هو أن تكون سن الحضانة موحَّدة عند الطوائف كلها… ثمة 18 طائفة، و18 قانون أحوال شخصية، ولكل طائفة سن للحضانة على هواها. فلماذا لا يكون عندنا قانون أحوال شخصية موحد مستمد من الشريعة الإلهية تعتمده الطوائف كلها؟".
وشددت على أن رفع سن الحضانة ليس موجهاً ضد الوالد لحرمانه أولاده، "نحن مع الأب. لكن الفتاة التي تبلغ بين 12 سنة و15، والصبي بين 9 سنوات و12، في حاجة إلى والدتهما في هذه المرحلة بالذات. فإذا تزوّج الأب بعد الطلاق، فإن الخطر كبير في تعريض أولاده لسوء معاملة زوجته. والأمر لا ينطبق على الأم المطلقة، إذ إنها إذا أعادت كرّة الزواج مرّة ثانية، يسقط حق حضانتها أولادها".
وحمّلت الأم جزءاً من مسؤولية الظلم اللاحق بها اليوم لأنها "هي التي خرّجت الرجال في مدرستها وزرعت فيهم الأنانية، فصنعت بيديها جلاديها، وها هي تحصد ما زرعته غادية ضحية أولادها. كيف ذلك؟ لا تزال الأم – تفرّق في تربيتها بين الصبي والفتاة، ودائماً تفضّل الأول على الثانية وكذلك الاب يفعل ذلك. نحن في حاجة إلى تغيير ما في النفوس قبل النصوص".
و"حملت" بو حمدان على النشيد الوطني اللبناني الذي يحوي أيضاً تمييزاً بين الرجال والنساء في القول: "منبت للرجال"، "لماذا للرجال وليس للإنسان؟!". 

السابق
حوري: الحكومة تلفظ أنفاسها الأخيرة بغض النظر عما سيحصل الأربعاء
التالي
أكبر محمية بحرية في العالم