سامي الخوري: لبنان على مفترق طرق خطير بفعل رهانات البعض على جعله ساحة لخدمة الآخرين

اعتبر الرئيس العالمي للاتحاد الماروني العالمي سامي الخوري في بيان اليوم أن "الوطن اللبناني يقف مرة جديدة على مفترق طرق خطير بفعل رهانات بعض الفئات اللبنانية على جعل لبنان ساحة لخدمة أهداف الآخرين".

وقال:"إن تنقل التوترات الأمنية تارة بأعمال القتل الفردية من منطقة إلى أخرى والتي كان آخرها جريمة قتل الشابة ميريام الأشقر، بالإضافة إلى تعرض المؤسسات التجارية على إمتداد منطقة معينة لأعمال سلب وسرقة، إن كل هذه الأعمال تكشف من جديد عن وجود خطة مدبرة لزعزعة ما تبقى من الإستقرار الأمني وضرب مقومات السيادة والاستقلال التي تكرست بعد العام ألفين وخمسة".

أضاف:"لا بد لنا في هذا السياق من ضم صوتنا إلى صوت البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي في مطالبة المؤسسات الرهبانية والأبرشية، ونضيف إليها مطالبة وحث كل المؤسسات التجارية المسيحية وغير المسيحية على عدم الإعتماد على العمالة الأجنبية الغريبة عن أرضنا، فمجتمعنا يعاني ما يكفي من أزمات معيشية وإجتماعية ويجب على جميع هذه المؤسسات أن ترحب وتشجع اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا على العمل لديها وتقديم كل الحوافز التشجيعية لها بشكل يحفظ لهذه الشرائح الكبيرة من المجتمع كرامتها وتتمكن من تأمين لقمة العيش لعائلاتها بأفضل الظروف الممكنة".

وتابع:"إننا في ظل هذه التطورات الخطيرة والمتسارعة والتي تترافق مع المستجدات في عدد من الدول العربية حيث تعمد بعض الفئات اللبنانية إلى الدفاع المستميت عن أنظمة هي على حافة السقوط، نقول إننا مدركون تمام الإدراك لما يحاك ضد لبنان من مؤمرات شتى، ولكننا سنتمكن من القضاء على هذه المؤمرات في مهدها وقبل أن تحقق أهدافها المغرضة، وسننجح في النهاية في جعل لبنان خاليا من أي تدخل خارجي ويكون هذا الوطن لأبنائه الأصيلين الذين يدافعون بحق عن سيادة وكرامة وقرار هذا الوطن الحر".

ولفت إلى أن "لبنان اليوم شاء البعض أم أبى هو تحت مظلة رعاية المجتمع الدولي بعد صدور قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالقضية اللبنانية، وبفضل هذه القرارات فإن الدعوة اليوم باتت ملحة لكي تحسم كل القوى السيادية والإستقلالية أمرها لكي تعود لتملك زمام السلطة في لبنان، فلا خوف ولا خشية من هذا الفصيل المسلح أو ذاك طالما أن منطق الثورات يعم اليوم المنطقة العربية ولبنان هو مهد هذه الثورات وموطن الديموقراطية والأبطال الشهداء الأحرار. فتعالوا نعمل مجددا من أجل تحقيق مصلحة الوطن العليا بعيدا عن أي حسابات إقليمية، لأننا الآن نجدها فرصة مؤاتية لكي يرتاح هذا الوطن من رهانات الآخرين على أرضه ومن عبث هؤلاء بالدماء اللبنانية الذكية".

وقال:"على هذا الأساس أي تحرك ستقوده القوى الإستقلالية اليوم سيؤدي في نهاية المطاف إلى بداية مرحلة كبيرة يستعيد فيها لبنان كامل سيادته على كل الأراضي اللبنانية وتكون أرض لبنان للبنانيين فقط ولن يستطيع أي كان بعد اليوم من إستخدام الساحة اللبنانية خدمة لأنظمة طالما عملت على مدى سنوات طوال من أجل القضاء على صيغة لبنان الفريدة في هذا الشرق".

وختم:"في النهاية يبقى أن ندعو جميع اللبنانيين إلى تأكيد ولائهم الواحد للبنان وإلى حسم خيارات الجميع الوطنية فلا إرتهان للخارج ، ولا بد من وقفة وطنية تدفع بالجميع إلى أن يكونوا يدا واحدة في خدمة لبنان الواحد الموحد القائم على إحترام التعددية المجتمعية في جو من الحرية والكرامة والسيادة والقرار الحر".  

السابق
مهرجان طرابلس: غيّب الاستقلال.. وحضرت المعارضة السورية
التالي
لا مفر.. من اللون الواحد؟!