الانباء: الحريري غاب شخصياً وحضر جماهيرياً في مهرجان خريف السلاح وربيع الاستقلال

حدثان هامان شهدهما لبنان امس، رياضي يتمثل في انطلاق ماراثون بيروت السنوي، من السابعة صباحا بمشاركة ما يزيد على 31876 عداء، وسياسي في طرابلس التقت فيه المعارضة مع بعض الموالاة لاسقاط الحكومة الميقاتية، كل من منطلق معاكس للآخر.

في بيروت، كان الماراثون محور الاهتمام، سواء من حيث المشاركة الكثيفة، او من نوعية المشاركين من سياسيين ورياضيين من مستوى الخمس نجوم، وقالت منظمة الماراثون مي الخليل، ان سباق هذه السنة يتميز عن سواه، بالحضور الاجنبي اللافت، اما في طرابلس، فقد كان هناك «ماراثون» آخر، سياسي الهوى وشعبي الحضور، تحت عنوان «خريف السلاح وربيع الاستقلال».

وقد شاء صاحب هذا المهرجان الرئيس سعد الحريري احياء ذكرى الطائف، والتعبير عن التضامن مع الشعب السوري، وقد شارك في المهرجان من خلال الرئيس فؤاد السنيورة.

وقال السنيورة ممثلا الحريري في المهرجان «جئنا إلى طرابلس مدينة عبدالحميد كرامي ومدينة الشهيد الرشيد، والشيخ محمد الجسر، وفوزي القاوقجي، وجورج صراف، لكي نوحد لبنان لا لنقسمه، جئنا إلى طرابلس لنمد يدنا لا لنرفع اصبعنا».

وأكمل «من هنا من طرابلس أقول تحية لكم يا شهداء سورية الأبرار. ونحن بصدد الحديث عن ثورة الشعب السوري، دعوني وأنتم جماهير تيار المستقبل وقوى 14 آذار وصناع الاستقلال الثاني، أقول شيئا لا أظنكم تجهلونه: الشعب السوري هو الذي يصنع التغيير في سورية وليس أحدا سواه، أبطال وثوار سورية ادرى بشعاب بلدهم، أبطال سورية يصنعون تجربتهم، وليسوا بحاجة إلى من يعلمهم ويدلهم على الطريق. هم سيقررون ماذا سيكون نظامهم وكيف يتم تغييره وتطويره. لكننا نقول لهم قلوبنا معكم نحن ابناء الحرية في لبنان، ننتظركم نراقبكم وأنتم تعبرون جسر صنع التاريخ المجيد، تعبرون جسر المستقبل بصلابة واتفاق منقطع النظير. أذرعنا تمتد اليكم جسرا وطيدا نحو الغد العربي الجديد، تعبرون الجسر يا احرار سورية حيث سنتلاقى في الغد القادم وفي المدى العربي الكبير في عصر الحرية والديموقراطية العربية حيث ربيع الثوار وخريف الديكتاتوريات والجمهوريات الوراثية».

 التمسك بالمحكمة الدولية

وتابع السنيورة «نتمسك بالمحكمة الدولية ليس من اجل الانتقام والتنكيل بل من اجل حماية لبنان المستباحة ساحته عبر الاستهداف الدائم والاغتيال المتكرر لقادته، من أجل الحفاظ على الحريات والعدالة ووقف مسلسل الإفلات من العقاب، والخيار واضح وصريح ولا تلاعب فيه بين من يقف مع الشهداء وحق الأبرياء والمظلومين ومن يقف مع المجرمين وحماية الإرهابيين. اليوم وقد تغير الزمن، وانتقل من زمن «الحاكم يريد» إلى زمن «الشعب يريد أن يعرف الحقيقة» كل الحقيقة، والشعب يريد ان يحاكم القتلة والعدالة لشهدائنا، فنتوجه إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ابن طرابلس الذي نجح في الانتخابات بأصواتكم، نتوجه بالسؤال لنقول ألستم مع ما يريد شعب طرابلس وأبناء الشمال؟ ألستم مع الثوابت الوطنية والإسلامية؟ نفذوا ما يريد هذا الشعب الأبي. المحكمة الدولية والتعاون معها والتمويل لها ليس منة من أحد، إنه حق وواجب، لأن الشعب يريد المحكمة أراد البعض ام لم يرد، الشعب يريد المحكمة والشعب يريد العدالة، والشعب يسأل لماذا حماية المتهمين باغتيال رفيق الحريري، فالشعب يريد تسليم المتهمين ونصرة المظلومين».

بدوره، ألقى عضو تكتل «لبنان أولا» النائب محمد كبارة كلمة في المهرجان، قال فيها «لابد أيضا من إنجاز إسقاط السلاح المجرم المتهم باغتيال الرئيس الشهيد وبقية الشهداء، كما اغتال بيروت وتربع على قبر كرامتها، واغتال لاسا واحتل كنيستها، واغتال بعلبك وأقفل مسجدها، كما حاول اغتيال ترشيش فسقط على ترابها، كما يحلم باغتيال طرابلس وسيتحطم على صخورها، بإذن الله». وأردف «الأسد في سورية يترنح، والطاغية في لبنان يتبجح، والاستقلال استبيح، وما تبقى منه يتأرجح تحت معادلة ثالوث الغاء الدولة التي لا يذكرها في صيغة الجيش والشعب والمقاومة، هذا الثالوث غير المقدس، الذي فرض علينا اولا وثانيا وثالثا، سيسقط بإذن الله، سيسقط بسقوط هذه الحكومة التي فرضت على طرابلس وعلى كرامة اهلها قبل ان تفرض على كل اللبنانيين، هذه الحكومة ستسقط في طرابلس قبل ان تسقط في كل لبنان».

وتابع كبارة «لا يوجد شيء اسمه مقاومة في لبنان، فمن احتل بيروت ليس مقاومة، ومن هاجم الجبل الدرزي وهزم ليس مقاومة، ومن تعدى في عكار والبقاع وإقليم الخروب وصيدا وردع، أيضا ليس مقاومة، ومن يقيم مربعات أمنية في الشمال ويوزع سلاحا، ليس مقاومة، ومن يرسل مسلحين بسيارات رباعية الدفع علنا إلى سورية لضرب الشعب السوري، ليس مقاومة. ومن يرسل ضابط مخابرات أسديا ليراقب بكركي وطريقها وزوارها فيقتل ضحية شابة مؤمنة، هو أيضا ليس مقاومة، بل هو ممانعة متآمرة على لبنان، كل لبنان. هذه كلها ممانعة مسلحة مجرمة هدفها الأساس هو ممانعة استقلال لبنان، وممانعة سيادة لبنان، وممانعة ظهور الحقيقة في لبنان، وممانعة ممارسة الحرية في لبنان، وممانعة تحقيق العدالة في لبنان، هذه كلها تنظيمات إرهابية هدفها قتل أحرار لبنان، كما هدف قائدها الأسدي، قتل أحرار سورية، وكما هدف مرشدها الفارسي ضرب كل العرب».

كما تحدث النائبان سمير الجسر وبطرس الحرب بالمناسبة.

هذا المهرجان أعاد تظهير الطاقة الشعبية الهائلة لتيار المستقبل في طرابلس أمس، وردت الحشود الغفيرة على كل ما قيل عن تضاؤل رصيد المستقبل وزعيمه سعد الحريري في عاصمة الشمال، كما وجهت رسائل سياسية عديدة باتجاه الداخل والمحيط.

مهرجان المعارضة في طرابلس طرح مصير الحكومة ومصير اجتماعات مجلس الوزراء، الذي ينتظر عودة الرئيس ميقاتي من الفاتيكان حيث سيقابل البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم الاثنين. 


السابق
حروب كثيرة
التالي
الراي: عرض قوة شعبي لـتيار الحريري في الشمال: نعم مدوّية للثورة السورية ولا لسلاح حزب الله