دمشق تجاهلت ولم توقّع البروتوكول…والجامعة نحو فرض عقوبات

أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في تصريحات نقلها عنه موقع «عربي برس»، أن العرب سيأتون إلى دمشق معتذرين، فيما أفسح عدم توقيع دمشق أمس بروتوكول مراقبي الجامعة العربية، المجال أمام احتمال تسليم العرب الأمم المتحدة دفّة مواجهة النظام

انتهت امس المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية لسوريا كي توقع اتفاقا يسمح بنشر مراقبين في أراضيها من غير أن توافق دمشق عليها، الامر الذي يجعل الجامعة أقرب إلى فرض عقوبات عليها بسبب حملتها على المعارضين.

كان وزراء الخارجية العرب انذروا الخميس في القاهرة سوريا بإنه اذا لم توافق على دخول مراقبين لتقويم مدى تقدم المبادرة العربية الرامية الى إنهاء العنف المستمر منذ ثمانية اشهر، فإن المسؤولين سيدرسون فرض عقوبات على سوريا اليوم السبت.
وصرح مسؤول في الجامعة العربية طلب عدم ذكر اسمه بأن المهلة انتهت في الاولى ظهر امس من غير ان توقع سوريا.

وجاء في بيان للجامعة ان الامين العام نبيل العربي تسلم امس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم يطرح فيها "مجموعة من الاستفسارات والتساؤلات" عن بنود الاتفاق. وأضاف: "كان من المتوقع ان يتم اليوم ( امس) التوقيع على مشروع البروتوكول بين الامانة العامة للجامعة العربية والحكومة السورية لبدء بعثة الجامعة العربية مهمتها في سوريا". ومن المقرر ان يجتمع مسؤولو الجامعة مجددا اليوم للنظر في فرض عقوبات اذا لم توقع دمشق الاتفاق.

وكان بيان صدر في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس أوضح أن من بين العقوبات المحتملة تعليق الرحلات الجوية لسوريا ووقف التعاملات مع المصرف المركزي السوري وتجميد الحسابات المصرفية للحكومة السورية ووقف التعاملات المالية معها. وربما تقرر ايضا وقف التعاملات التجارية مع الحكومة ماعدا السلع الاستراتيجية بما لا يؤثر على الشعب السوري.

 بيد ان عدم موافقة سوريا على استقبال بعثة المراقبين، فتح الباب امام وزراء المال العرب الذين سيجتمعون في القاهرة اليوم لإعداد لائحة عقوبات على سوريا، تمهيداً لرفعها الى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الاحد في العاصمة المصرية.
وبدت تركيا راغبة في المشاركة في أي تحرك ضد النظام السوري، إذ صرح وزير خارجيتها احمد داود اوغلو بأن من المحتمل ان يحضر اجتماع القاهرة للبحث مع نظرائه العرب في ما يمكن فعله لوقف العنف في سوريا، قائلاً: "اننا لن نتسامح بعد اليوم مع سفك الدماء في سوريا". لكن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج قال للتلفزيون التركي: "تدخل تركيا في سوريا خطأ تماماً… على العكس لن نرسل جنوداً إلى سوريا ولن نتدخل".
كما كررت موسكو انها لا تزال تعارض الضغط على دمشق او فرض عقوبات على حليفتها التقليدية وطالبت بالعودة الى الحوار السياسي. الى ذلك، أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني معارضته لتدخل عسكري تركي في سوريا، متخوفاً من وصول ما وصفه بـ"قوى متطرفة"الى الحكم في دمشق.

لكن هذا ليس حال الامم المتحدة التي أفاد الناطق باسمها مارتن نيسيركي ان الامين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون رحب بما وصفه بـ"اقتراح (الجامعة) إرسال بعثة مراقبة لحماية المدنيين في سوريا"، وحض دمشق ايضاً على ابداء "موافقتها وتعاونها الكامل". وقال: "بناء على طلب الجامعة العربية… يبدي الامين العام استعداده لتقديم الدعم المطلوب". وأشار الى ان مكتب المفوضة السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف على اتصال مع امانة الجامعة العربية في القاهرة في شأن هذا الأمر.
وأوضح مسؤولون في الامم المتحدة ان المنظمة الدولية قد تساهم بموظفين في مجال حقوق الانسان في المهمة.
ولا يزال الاقتراح الفرنسي إقامة ممرات انسانية في سوريا قيد الدرس. وقال هنري غينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا لا تهدف من وراء طرح فكرة اقامة ممرات انسانية الى ارضاء الضمير بل الى "القيام بكل ما هو ممكن لانقاذ ارواح" المدنيين.

الا ان مسؤولون اتراكاً اقروا بأنهم لا يعرفون تبعات العرض وان ثمة مزيداً من الخطط البديلة. وقال مسؤول تركي: "تحدثنا كثيرا مع الفرنسيين عن الكثير من الخيارات وما سيحدث اذا خرجت الامور عن السيطرة واذا تدهورت.
طبعاً هناك بعض الخطط البديلة، لكننا لم نصل بعد إلى هذه النقطة… الامر يتوقف على ما اذا كان العنف سيخرج عن السيطرة او اذا حصل انقلاب او حرب اهلية بشكل خارج عن السيطرة. هناك الكثير من الخيارات والكثير من الاشياء التي يمكن ان تغير الموقف".

في غضون ذلك، تحدث ناشطون عن مقتل ستة مدنيين وجرح آخرين برصاص قوى الامن في "جمعة الجيش الحر يحميني" التي دعا اليها معارضون وخرج فيها المتظاهرون في عدد من المدن السورية. (راجع العرب والعالم)
وفي المقابل، بث التلفزيون السوري ان الجهات المختصة في ريف حمص نفذت "عملية نوعية في الرستن اسفرت عن مقتل 16 ارهابيا والقاء القبض على العشرات من المسلحين المطلوبين وضبط كميات كبيرة من الاسلحة واجهزة الاتصال الحديثة".
 

السابق
هل يُعاقَب ميقاتي إذا استقالت حكومته؟
التالي
اللواء: عون يقامر بتصديع الحكومة وتغيب وزرائه عن مجلس الوزراء ·· والفريق الشيعي مصدوم